تشير كل المعطيات والدلائل المتوفرة، أن الوقفة الاحتجاجية التي نظمها بعض المنخرطين وأفراد من الجمهور المحسوب على فريق الرجاء البيضاوي، يقف وراءها الرئيس السابق محمد بودريقة ومستشاره الخاص رشيد البوصيري.
وما يؤكد أن الشخصين المذكورين يتحملان مسؤولية تهييج الجمهور وتوجيه منخرطين يدورون في فلكهما، ما جاء من عبارات الاحتجاج التي ترددت أمام أبواب مركب الوازيس وتوجهت بالأساس إلى ما يسمى بـ “الحكماء”، وخاصة أمحمد أوزال والرئيس الحالي سعيد حسبان فقط، دون ذكر الشخص الذي أوصل الفريق الأخضر إلى حالة الإفلاس، كما أن بعض المحتجين كانوا يحملون فوق رؤوسهم قباعات بها رمز الحمامة الذي يشير إلى حزب التجمع الوطني للأحرار الذي بات بودريقة بقدرة قادر من أعضاء مكتبه السياسي، ويا حسرتاه على الفعل السياسي ببلادنا.
فكيف نسي أو تناسى الرجاويون أنه في عهد بودريقة تحولت الرجاء إلى كيان مفلس، فاقد للمصداقية، غارق في الديون، عاجز عن الوفاء بالتزامات.
بودريقة هذا، لم يف بأي وعد من الوعود الذي قدمها يمينا ويسارا، استقال أكثر من مرة من رئاسة الرجاء وعاد بسرعة للممارسة شطحاته، استقال كذلك أكثر من مرة من المكتب الجامعي، لكنه عاد ليحتل مكانا داخل اجتماعات المكتب الجامعي، تحدث عن جلب مستشهرين كبار، ولم يتحقق ذلك.
كما تعهد بإنشاء قناة تلفزية ومحطة إذاعية خاصتين، ولم يخرج ذلك لحيز الوجود، تحدث عن إنشاء أكاديمية، وأن مارادونا قادم، وأن الرجاء سيعيش رخاء ماليا، ليفاجئ الجميع بتصريح يقول فيه إنه يصرف من جيبه لجلب اللاعبين والمدرب، وكأننا أمام فريق من فرق الأحياء وليس الرجاء التي نعرفها.
تصرف بمفرده في منحة (الفيفا) بعد المشاركة بمونديال الأندية والمقدرة بأربعة ملايين دولار، دون أن يحدد كيفية صرفها، والأكثر من ذلك نجده يتصدى أمام المحاكم للدعاوى القضائية التي رفعت من طرف منخرطين يبحثون عن الوصول إلى الحقيقة.
مواقفه متضاربة، تصريحاته متناقضة، سلوكاته غريبة، كل خرجاته غير محسوبة، كما أن علاقات غير واضحة وغير مبنية على الصدق… تلكم هي خارطة طريق هذا الرئيس “الشاب” الذي جاء ليقدم الجديد في عالم التسيير ـ ويا له من جديد صادم ـ في وقت يوجد التسيير الرياضي بالمغرب بمفترق الطرق، بعد وصول التجربة إلى الباب المسدود، وأصبح بالتالي من الضروري تغيير المناهج التي ظلت سائدة منذ سنوات خلت.
بودريقة الذي قال إنه لم يعد يحتمل الضغط، وأن وضعه الصحي لا يسمح له بالاستمرار بمنصب الرئاسة، إلا أنه أصر على اكتمال ولاية من أربع سنوات، كانت كافية لتحول الرجاء من ناد مهيكل، إلى فريق لا يختلف في واقعه وتسييره عن فريق من فرق الأحياء.
في عهد بودريقة عقدت أكثر من 60 صفقة انتقال لاعبين من الداخل والخارج، كما تم التعاقد مع سبعة مدربين في ظرف قياسي، والكل يقر بأن أغلب هذه الصفقات مرت في ظروف غامضة، واستفاد من ورائها شخص يسابق الزمن من أجل التحكم في مصير الصفقات، قبل دخول شهر يوليوز القادم تاريخ فتح الانتقالات الصيفية.
محمد الروحلي