كرست منافسات كأس إفريقيا لأقل من 23 سنة تفوق دول شمال القارة، فبعد أسابيع فقط من تتويج نادي الأهلي المصري بعصبة الأبطال على حساب فريق الوداد البيضاوي المغربي، جاء وصول المنتخبين المغربي والمصري للمباراة النهائية لفئة الأولمبيين، ليؤكد بالفعل أن كرة القدم بالبلدان العربية، قطعت أشواطا مهمة، مستغلة نوعا من التراجع بباقي دول القارة السمراء…
تأهل المنتخب المغربي والمصري في دور النصف، جاء على حساب كل من مالي وغينيا، رغم المستوى القوي الذي ظهرا به، وقيمة لاعبيهما، إلا أن منتخبي “أشبال الأطلس” و”الفراعنة”، عرفا كيف ينهيان المواجهتين لصالحهما.
صحيح أن تشكيلة المنتخب المغربي تتكون في غالبيتها من لاعبين تكونوا بمراكز تابعة لأندية أوروبية، إلا هناك مجهودا كبيرا بذل من أجل التنقيب عن المواهب في سن مبكرة، وتهيئ برنامج إعدادي متكامل، وتخصيص عناية كاملة ومتابعة دقيقة، مما ساهم في وصول الفريق ككل إلى مرحلة متقدمة أهلته لدخول المنافسة من بابه الواسع…
قدمت العناصر الوطنية خلال دور المجموعات مستوى لافتا، إلا أنها عانت كثيرا خلال نصف النهاية أمام منتخب المالي القوي والعنيد، وكان الحسم بفضل الضربات الترجيحية التي منحت المنتخب المغربي تأهيلا صعبا للمباراة الختامية…
اهتزت شباك المنتخب المغربي أربعة مرات، بواقع هدفين خلال دور المجموعات، أمام غينيا كوناكري وغانا، ومثلهما أمام مالي في نصف النهائي، إلا أن خط الهجوم كان متألقا، إذ سجل عشرة أهداف في مجموع أربع مباريات.
أما الطرف الثاني في النهاية، فهو منتخب مصر صاحب المسار المتوازن طيلة أطوار المسابقة، إذ خاض أربع مواجهات لم يتلق خلالها أي هدف، استهل مشواره بالتعادل السلبي مع النيجر، ثم فوز على مالي بهدف دون رد، وآخر على حساب الغابون بهدفين للاشيء، ليحتل صدارة المجموعة الثانية برصيد 7 نقاط.
في نصف النهاية فاز بهدف لصفر على حساب غينيا، مظهرا تماسكا ونضجا تكتيكيا واضحا، ودفاعا مستميتا، يقف وراءه حارس متألق اسمه حمزة حسين، والذي يعد بالفعل ورقة رابحة تمنح الدفاع المصري مناعة لا يستهان بها.
بشكل عام يبدو هناك تكافؤ بين طرفي المباراة النهائية، إلا أن هناك امتيازا لكل فريق، فبالنسبة للجانب المغربي هناك قيمة لاعبيه، واستفادته من عاملي الملعب والجمهور، ونقط ضعفه تتمثل في نزول المخزون البدني، وقلة تجربة طاقمه التقني…
في المقابل، يتمتع المصريون بنضج تكتيكي لافت، وعدم التسرع وقلة الانفعال اللحظي، وتركيز عال، كثيرا ما يمنحهم الامتياز بمباريات معينة، رغم أنهم لم يكونوا الطرف الأفضل، والأكيد أن خبرة المدرب البرازيلي روجيرو ميكالي، تلعب دورا مهما في وصول اللاعبين المصريين إلى هذا المستوى…
حظا سعيدا لـ “أشبال الأطلس”، والأكيد أن دعم الجمهور سيكون أكبر حافز للظفر بأول لقب قاري بفئة الأولمبيين…
محمد الروحلي