لم يكن عاديا أن يخرج المدرب أحمد البهجة بتصريح ناري خلال الندوة الصحفية الاعتيادية التي أعقبت مقابلة فريقه ضد النادي القنيطري بملعب مراكش الكبير الجمعة الماضي، والتي انتهت بتعادل مخيب للآمال بهدف لمثله بعدما كان السباق للتسجيل.
المثير فيما قاله أحمد البهجة أنه هدد بفضح أشخاص لم يسمهم، متهما إياهم بالتآمر على الفريق المراكشي وعرقلة مدربه من أجل مصالحهم الشخصية، مضيفا أنه سيكشف بعد مغادرته ” الكاسييم” عن هوية من أوصل الفريق المراكشي إلى الوضع الذي يعيشه حاليا، موضحا أنه كمدرب حالي للفريق: “ماعنديش الحق نقول شكون إلا إلى مشيت فحالي عاد نقول شكون”.
دافع البهجة بالمقابل عن الحارس علاء المسكيني ورفض تحميله مسؤولية ضياع ثلاث نقاط، معتبرا أن كل اللاعبين يقومون بما هو مطلوب منهم، بعكس المسؤولين الذين لم يلتقوا باللاعبين منذ مباراتهم أمام الوداد دجنبر الماضي.
ولعل المثير في تصريح البهجة هو قوله إن من يحاربونه قالوا له بعد تحمله مسؤولية الإشراف التقني بأنهم على استعداد لجلب لاعبين للفريق، وهو ما رفضه مكتفيا بطلب حارس مرمى فقط، ويفهم من تصريح البهجة أن هذا الرفض فتح عليه باب المشاكل والتآمر، وهو ما يؤدي الكوكب ضريبته حاليا.
وما يفهم أيضا من تصريح البهجة، أن هناك من يحاربه ويستعمل ممارسات تحول دون تحقيق الفريق لنتائج إيجابية، وبالتالي دفعه للمغادرة خدمة لأجندة شخصية، حتى وإن كان ذلك على حساب الفريق.
المفروض أن يتفضل المكتب المسير الموقر الذي يتحمل مسؤولية الفريق المراكشي، باستدعاء البهجة وطلب توضيح بخصوص ما قاله من اتهامات مباشرة للجهات التي يعرفها وتعرقل ـ حسب اعترافاته ـ مسيرة الفريق وتزج به وسط دوامة المشاكل والنتائج السلبية، والأكثر من ذلك اتهام المسؤولين الحاليين عن الفريق بالغياب الكلي عن الاهتمام بشؤون الفريق، وعدم ملاقاة اللاعبين منذ عدة شهور.
وإذا كان البهجة المعروف سواء كلاعب دولي سابق أو حاليا كمدرب، بعفويته، فهو معروف أيضا بصدقه وجرأته، وهذا ما يضع مسؤولي الفريق المراكشي في موقف حرج، خاصة وأن إشارة البهجة لموضوع الصفقات الخاصة بجلب اللاعبين، كانت ـ حسب تصريحه دائما ـ سببا في العراقيل التي تصادفه حاليا في مسيرته كمدرب للفريق استطاع تحقيق نتائج إيجابية منها انتصاره المثير على حساب فريقين قويين هما الوداد وتطوان، إلا أنه سرعان ما انقلبت الأمور رأسا على عقب ليسقط الفريق بعد ذلك في سلسلة من النتائج السلبية، زادت من تعقيد وضعيه في مؤخرة الترتيب.
والمؤكد أن تصريح البهجة وضع الأصبع على موضوع حساس يعتبر من النقط السوداء فيما يخص ملف التسيير داخل الأندية الوطنية، والذي يبقى من الطابوهات المسكوت عنها.
فيكاد المرء يجزم بكون الأغلبية الساحقة من مسيري الأندية للوطنية همهم الأول والأخير، الإشراف المباشر على ملف الانتدابات المحاطة عادة بكثير من السرية والانفرادية، مع ما يثار حوله من شكوك وريبة تبقى عادية في ظل التهافت الذي يتم به التعامل مع هذا الملف.
ففي ظل انعدام الشفافية وغياب المراقبة وعدم الوضوح فيما يخص حقيقة الأرقام المعلن عنها سواء خلال الانتقالات الصيفية أو الشتوية أو حتى الخريفية أو الربيعية، فإن كل الصفقات تتم في الظلام، دون معرفة كل الحقائق وهذا ما يفسر كثرة السماسرة والوسطاء و”الشناقة” من كل حدب وصوب.
إذ تتحدث كل الأوساط عن تحويل موضوع صفقات جلب اللاعبين إلى وسيلة للثراء غير المشروع دون مراعاة مصالح الفريق لا التقنية ولا قدرة ميزانيته على تحمل كثرة الصفقات، وهذا ما يفسر كذلك كثرة الملفات الخاصة بالنزاعات الموضوعة أمام أنظار الجامعة والتي فاقت كل التوقعات.
هذا الملف المفروض أن تعالجه الجامعة في إطار احترام قواعد اللعب النظيف، لابد أن يحظى بطابع الاستعجالية نظرا لخطورة التسيب المعمول به حاليا وتأثير ذلك على مصالح الأندية الوطنية، ولعل المؤشر الدال على ما نقوله حالة الإفلاس الحقيقي الذي تعرفه أغلب الأندية الوطنية، والتي لم تعد قادرة على تحمل نفقات صفقات تتم في غالبا في الظلام…
محمد الروحلي