حسن هموش رئيس الفدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة

> اختتم في نهاية الأسبوع الذي ودعناه المؤتمر الوطني الثاني لفدرالية الفرق المسرحية المحترفة بالمغرب.. فما هي أهم خلاصات ومخرجات هذا المؤتمر؟
>> بداية لابد أن أتقدم باسمي الخاص وباسم كل أعضاء المكتب الوطني للفدرالية بالشكر الجزيل على متابعتكم لأشغال مؤتمرنا الوطني الثاني الذي انعقد يومي 01 و02 يونيو 2024 بمراكش، والذي عرف مشاركة أزيد من 70 فرقة مسرحية، شكل حضورها ومشاركتها نقلة نوعية وتعبيرا صريحا على تشبتهم بالإطار الذي أرادوا له أن يكون الممثل الشرعي الذي يلتفون حوله من أجل بسط كل القضايا المتعلقة براهنية ومستقبل الحركة المسرحية.
عرفت هذه المحطة التي اعتبرناها محطة مفصلية في تاريخ الفيدرالية، نقاشا عميقا ينم عن وعي متقدم، عبر عنه كل المشاركين من خلال أسلوب الحوار وطبيعة القضايا التي طرحت للنقاش، والتي كان مجملها يتجه نحو إعادة هيكلة الفرقة المسرحية بما يتناسب والتحولات المجتمعية وما ينتظرنا من تحديات بنيوية، مع اعتماد منهجية الاشتغال على الأوراش وفق مقاربة عملية وعلمية تعتمد إنجاز المقترحات والترافع بشأنها، وأن تكون لنا رؤية استباقية لما ينتظر مستقبل الحركة المسرحية، خاصة وأننا الآن بصدد الحديث عن الصناعات الثقافية بما تتضمنه من صناعة مسرحية، لها من الوجود ما يجعلها قادرة على أن تكون قاطرة للتنمية في كل أبعادها.

انتهى المؤتمر بانتخاب قيادة وطنية جديدة وتجديد الثقة فيكم أنتم كرئيس للفدرالية.. كيف ترون كفريق جديد آفاق العمل في المرحلة المقبلة؟
>> أود أن أشكر كل المؤتمرين على الثقة التي منحوني إياها، والتي أتمنى أن أكون في مستوى تطلعاتهم وانتظاراتهم، كما أود أن أعبر عن سعادتي وفخري بفريق العمل الذي تم تشكيله، والذي من المؤكد أنه يعكس المستوى الفكري والعملي والنضالي لكل أعضاء المؤتمر، وأيضا يستجيب للمقاربة المجالية، وهو تصور انبثق من مخرجات المؤتمر، الذي ترتكز على السير مع مقترحات الجهوية المتقدمة، وبما أننا نتوفر على فرق مسرحية بالعديد من الأقاليم والجهات ولتسيهل عملية التواصل، كان من الضروري أن يكون المكتب الوطني جزء من هذا التصور، هذا من جهة، ومن جهة اخرى، فالمكتب الوطني الحالي يعي جيدا التحديات الكبرى التي تنتظره، وهو ما عبر عنه كل الأعضاء صبحية الاجتماع الأول الذي عقده يوم الأحد 02 يونيو 2024 بعيد انتهاء أشغال المؤتمر، ولمواكبة كل المستجدات والاستفادة من التجارب السابقة بكل انتصاراتها وإخفاقاتها، كانت تركيبة المكتب الوطني، من خلال المهام المقترحة، تشكل خطوة اولى لتنزيل برنامج عمل عقلاني وعملي، يشتغل على المكتسبات ويقوم بتطويرها، ويقدم مشاريع قادرة على تحقيق الأهداف التي سطرها المؤتمر وبوبها في مضامين قانونه الأساسي، على أن منهجية العمل، تعتمد الاشتغال كفريق عمل، مع تشحيع المبادرات والاعتماد على التخصصات والمهارات سواء التي يمتلكها المكتب او من محتلف مكونات هياكل الفيدرالية.

> لازال المشهد المسرحي قاصرا في تحديد مفهوم دقيق للفرقة المسرحية المحترفة إن على مستوى الهيكلة النموذجية، أو على مستوى التدبير والتواصل، كيف قاربتم في مؤتمركم هذه الإشكالية؟
>> مما لاشك فيه أن هذه الإشكالية، هي جزء من أولوياتنا، وبالتالي نحن واعون أن العمل الأول سينطلق من الداخل نحو صياغة مشاريع ومقترحات، تهم التعريق وتحديد المعايير للفرقة المسرحية المحترفة ولو بالحدود الدنيا، مع مواكبة الفرق المسرحية من أجل تأهيلها نحو الانتقال من البنية الهاوية إلى البنية الاحترافية خاصة على مستوى التدبير والتسيير، ومما يسهل عمل المكتب الوطني أن جل الأصوات المعبرة داخل المؤتمر الثاني للفيدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة، كانت تنادي بل وتقترح صياغة تصورات عملية لتحديد هوية الفرقة المحترفة، والخروج من دائرة الاستجداء والبكائيات إلى منطق الإنتاج الاحترافي المبني على معايير مهنية ومحاسباتية، تجعل الفرقة المسرحية مقاولة حقيقية مساهمة في تقوية الإبداع كما الاقتصاد الوطني.

كيف تقيمون شراكاتكم مع وزارة الثقافة والشباب والتواصل ومع المؤسسات العمومية والقطاع الخاص؟
>> لقد كانت الفيدرالية منذ تأسيسها عام 2012 شريكا حقيقيا لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، عبر كل مراحلها بتعاقب كل الوزراء، بالرغم من اختلاف مقارباتهم لتدبير ملف الثقافة والفنون عموما والمسرح على وجه الخصوص، كما أننا نعتبر أنفسنا قوة اقتراحية، لها من الملفات والمقترحات ما يجعلها شركيا أساسيا، قادرا على بلورة تصورات تساعد كل الشركاء على التقعيد لسياسية مسرحية مواكبة لكل التحولات، وتعكس بحق المستوى الإبداعي الذي وصل إليه المسرح المغربي بمجهودات مجملها من ذات الفرق المسرحية والمبدعين، لهذا نحن نطمح في تقوية هذه الشراكة، والانتقال بها من باب المقاربة التشاركية، إلى تشكيل لجن مشتركة قادرة على الانكباب على صياغة تصورات تجيب على العديد من الأسئلة وتعالج الكثير من الأعطاب التي ساهمت في عرقلة مسيرة التنمية الثقافية ببلادنا.

< حاوره: الحسين الشعبي

Top