أثار تقليص العصبة الاحترافية لكرة القدم، فترة الانتقالات الشتوية في النصف الثاني من شهر يناير الجاري، الكثير من الاستغراب، بخصوص الأسباب والمسببات التي دفعت إلى اتخاذ مثل هذا القرار المفاجئ.
انتقادات واسعة لقيها هذا القرار الصادر عن جهاز، من المفروض أن يفكر مليا في مصلحة الأندية بالدرجة الأولى، قبل اتخاذ أي قرار لا يخدم المصلحة العامة، خاصة وأنه يتعارض مع قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، والذي يحدد كالعادة فترة الانتقالات الشتوية، في شهر يناير بكامل أسابيعه، عوض النصف منه.
وطبيعي أن يعرف هذا القرار الغريب؛ معارضة الغالبية العظمى من الأندية الوطنية بقسميها الأول والثاني، والتي كانت تنتظر فتح الميركاتو خلال بداية الشهر، حتى تتمكن من تدعيم صفوفها، خلال أولى مباريات الإياب من منافسات الدوري المحلي، خاصة وأن الأسباب الذي دفعت إلى ذلك، غير مفهومة وغير مبررة تماما، والأكيد أن هناك الدوافع لا يعرفها إلا الرئيس، والدائرة الضيقة المحيطة به.
ولعل الوصف الدقيق لهذا القرار هو أنه مجحف وجائر، ولا يخدم مصالح الأندية، والمفروض أن هذا الجهاز يمثلها، ويدافع بقوة عن مصالحها، على اعتبار أن الفترة المحددة غير كافية، كما أن هناك انتقادات بخصوص اعتماد العصبة الموقرة، رسوماً جديدة مقابل تسجيل عقود اللاعبين، من قسم إلى آخر، سواء تعلق الأمر بالمحلي أو الدولي.
ودائما في سياق تزايد الانتقادات التي تواجهها عصبة بلقشور حاليا، نجد عدم برمجة المباريات المؤجلة لفريقي الجيش الملكي والرجاء البيضاوي، بسبب المشاركة القارية، وكان من المفروض تكملة مباريات الجولة السادسة عشرة، ما دام الفريقان لعبا الجولة الرابعة من مرحلة المجموعات بمسابقة عصبة أبطال إفريقيا، بالمغرب.
وهنا استحضر الوداديون، كيف أجبر فريقهم سنة 2021 على تكوين فريقين، واحدا قاده التونسي فوزي البنزرتي، وخاض مباراة مبرمجة ضد كايزر شيفت بجنوب إفريقيا، وآخر لعب مباراة ببركان ضد النهضة المحلية، وقاده حمودة بنشريفة، وفضلت إدارة الوداد آنذاك التضحية، ضمانا لتكافؤ الفرص بين جميع الأندية، واحترما للبرنامج العام للدوري المحلي.
حتى الآن لم يتفضل الناطق الرسمي للعصبة، والذي هو في نفس الوقت الرئيس، بشرح أسباب نزول هذه القرارات الغريبة والعجيبة، إذ لازال يلازم الصمت على غير العادة، وفي انتظار ذلك سيظل الاحتقان سيد الموقف، أمام صمت مريب للأعضاء الذين يشكلون مكتب عصبة، يقال إنها تشرف على تدبير شؤون بطولة يقال إنها احترافية.
هناك إشارة لابد منها، وتتجلى في اختيار الأندية الاحتجاج الصامت، عوض الخروج ببلاغات رسمية، والتعبير علانية عن مواقفها الرافضة بطريقة وواضحة ومسؤولة، بدون لف ولا دوران (…)؟.
>محمد الروحلي