إغفال وزارة الصحة تلقيح جهة سوس ماسة بأكملها أفضى إلى انتشار وباء “بوحمرون”

أظهرت الارقام الصادرة عن وزارة الصحة أن نصف سكان جهة سوس ماسة غير ملقحين ضد الحصبة، مما يفسر ظهور بوادر هذا الوباء في تلك المنطقة، ويعتبر هذا الوضع خطرا حقيقيا، ومن الممكن أن يمهد لظهور أمراض أخرى أكثر خطورة، خاصة في ظل ضعف التغطية بالتلقيح.
زشدد العديد من المختصين في المجال الطبي على أهمية اللقاح كحل أساسي لمكافحة مرض الحصبة (بوحمرون)، مع تسريع وتيرة التطعيم والتحقق بهدف استكمال جرعات اللقاح لضمان حماية شاملة.
وعرف المغرب في الأشهر الأخيرة ارتفاعا كبيرا في عدد الوفيات بسبب الإصابة بهذا المرض، وسجلت ما يقارب 1078 حالات وفاة، أكثرها طالت أطفالا لم يتجاوز سنهم 12 عاما، إضافة إلى عشرين ألف إصابة مؤكدة، وفي هذا السياق
وفي هذا الصدد تواصلت بيان اليوم مع الدكتور، والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، والذي أكد أن مرض الحصبة (بوحمرون)، يعتبر من الأمراض المعدية الخطيرة التي من الممكن أن تنتقل بسرعة بين الأطفال، وأضاف أن الطفل المصاب يمكنه أن ينقل العدوى إلى 20 شخصا، سواء كانوا أطفالا أو بالغين، إذا لم يتلقوا اللقاح أو لم تتوفر لديهم مناعة كافية.
وأشار الباحث في السياسات والنظم الصحية، في ذات التصريح أن الوقاية الفعالة من هذا المرض تتطلب أن تكون نسبة التغطية بالتلقيح فيها لا تقل عن 95 في المائة، موضحا في ذات السياق أن المغرب وخاصة بالأقاليم الجنوبية، لا يقوم أهاليه بالتلقيح، إذ تراجعت نسبة التغطية بالتلقيح في بعض المناطق، ما دفع بوزارة الصحة أن تدق ناقوس الخطر وتطلق حملة تذكير بأهمية التلقيح ضد الحصبة.
وأوضح الدكتور حمضي، أن الاعتقاد بأن هذا المرض لم يعد منتشرا هي فكرة خاطئة، فالعديد من البلدان بالعالم سجلت حالات الإصابة بالحصبة بين الأطفال والكبار أيضا، مضيفا أن المغرب يعرف انتشارا كبيرا لهذا المرض في بعض جهات المملكة، مما يستدعي ضرورة تلقيح الأطفال في الوقت المناسب لتجنب تعريضهم للمخاطر وتهديد الصحة العامة للمجتمع.
وشدد المتحدث، أن جائحة كوفيد 19، كانت سببا مباشرا في تأخير تلقيح الأطفال، إضافة إلى الزلزال الذي شهدته منطقة الحوز، مما أدى إلى تعطيل العملية الطبيعية للتلقيح في تلك المناطق، إضافة إلى ثقافة التخوف من اللقاحات التي تزيد من الوضع تعقيدا.
ولفت حمضي، إلى ضرورة إعطاء الجرعات الأولى والثانية من اللقاح للأطفال حديثي الولادة، مشددا على ضرورة تجاوز نسبة 95 في المائة في التغطية بالتلقيح على مستوى المجتمع، فانخفاضها عن هذا المستوى سيؤدي إلى انتشار واسع للحصبة.
وفي ختام تصريحه تساءل الدكتور حمضي قائلا  ” ما هي أسباب انخفاض التلقيح إلى 50 في المائة في بعض مناطق المغرب، هل بسبب تهاون الآباء في تلقيح أبنائهم منذ ولادتهم، أم أن المنظومة الصحية تعاني من ضعف يعيق تغطية جميع المناطق ببرامج التلقيح”. ودعا الدكتور إلى إعادة تنشيط عملية التلقيح في مختلف مناطق المغرب وتنظيم حملات شاملة للتلقيح ضد جميع الأمراض.

< هاجر العزوزي

Top