خزانات سيدي بوعثمان… واقع وآفاق

1– الموقع الجغرافي لخزانات سيدي بوعثمان

تقع خزانات سيدي بوعثمان بتراب جماعة تحمل نفس الاسم،وهي جماعة سيدي بوعثمان باقليم الرحامنة،وتبعد بحوالي 30 كيلومتر شمال مدينة مراكش،على الطريق الوطنية رقم 9 الرابطة بين الدار البيضاء ومراكش،(انظر الخريطة أسفله)،وتعتبر الفلاحة  من أهم أنشطة المنطقة،وقد شهدت معركة سيدي بوعثمان الشهيرة يوم 6 شتنبر 1912م،وهي من المعارك الكبرى التي خاضها المغاربة بعد معاهدة الحماية بقيادة الشيخ احمد الهيبة.

2- خزانات سيدي بوعثمان:

تعتبر هذه الخزانات معلمة مائية تاريخة تعود إلى القرن 12 م،أي زمن حكم الموحدين،وتتكون هذه المعلمة التاريخية من تسع خزانات مائية،قناة مائية وسد رئيسي وسد ثانوي،وقد اكتشفها الباحث الفرنسي شارل ألان سنة 1948م.
ويوضح الرسم التالي وضعية السدين والخزانات:
يتم تجميع مياه الشعاب عبر سدين،سد رئيسي وآخر ثانوي،ويتم تصريف مياه السد الرئيسي في اتجاه الخزانات عبر قناة مائية طويلة.
وتتخذ الخزانات المائية التسع شكلا هندسيا مستطيلا طوله 49 متر وعرضه 25 متر،وتبلغ سعة هذه الخزانات 3.254.000 لتر.وتدخل مياه السد عبر الخزانات 4،5و6،في حين أن الخزانات 1،2،3،7،8و9 مغلقة،ويوجد داخل كل خزان فتحات،تسهل عملية توصل جميع الخزانات بالماء،وهذا ينم عن عبقرية الإنسان المغربي في القرن 12م.(انظر الرسم أسفله).
الخزانات التي يدخل إليها ماء السد، ومنها إلى باقي الخزانات الأخرى عبر فتحات داخلية.
وتوجد مثل هذه المنشأة المائية بمدينة مورسية الاسبانية،لكنها تلقى عناية واهتمام  من طرف المسؤولين الاسبان.

3- الوضعية الحالية للخزانات المائية:

توجد هذه الخزانات في وضعية يرثى لها،حيث تحولت مجموعة من هذه الخزانات إلى إسطبلات للبهائم من طرف الساكنة المجاورة للخزانات،وتحولت بعضها إلى فضاءات لقضاء الحاجات البيولوجية للساكنة،في حين قام بعض السكان بالترامي على جزء من هذه المنشأة وإدخالها في ملكيته الخاصة،ربما جاء ذلك كرد فعل بعد سماعه عن إعادة ترميم هذه المنشاة حيث سيطالب بتعويض مالي مقابل تنازله عنها مستقبلا.

خاتمة

تعتبر الخزانات المائية لسيدي بوعثمان من أهم المنشآت المائية بالمنطقة خلال العصر الموحدي،والتي تدخل في إطار اهتمام الدولة آنذاك بالحضارة العمرانية بشكل عام.
لكن،وللأسف،تعرضت هذه المنشأة المائية للتهميش والإهمال من طرف السلطات المحلية،حيث تحولت إلى فضاءات قذرة،عكس مثيلاتها بمدينة مورسية الاسبانية،حيث تلقى اهتماما كبيرا ويتم استغلالها في الجانب السياحي.
لكن الايجابي في الأمر،أن هذه الوضعية المزرية لهذه الخزانات،دفعت بعض الغيورين على الآثار العمرانية المغربية وفي مقدمتهم بعض أساتذة التاريخ والجغرافيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية القاضي عياض بمراكش،بأخذ زمام المبادرة ودق ناقوس الخطر الذي يتهدد هذه المعلمة التاريخية،وقد تكللت جهودهم أخيرا بوضع مشروع لترميم وتأهيل هذه الخزانات المائية بمشاركة مجموعة من المتدخلين والفاعلين، وفي مقدمتهم،شعبتي التاريخ والجغرافيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش.

Top