سلبية جد مقلقة

حسن الفريق الوطني المغربي لكرة القدم، من ترتيبه بتصنيف الفيفا، بعد تحقيق انتصارين متتاليين، حققهما في ظرف أسبوع واحد، أمام كل من غانا وبوركينافاسو في لقاءين أجريا معا بالرباط، وتخللا معسكرا تدريبيا دام أسبوعين كاملين.
إلا أن مجريات المقابلتين معا، لم تظهرا أي تحسنا يستحق الذكر على مستوى الأداء، حيث ظلت السلبية هي السمة الطاغية، والدليل على ذلك أن الانتصارين تحققا من ضربتين ثابتتين، سواء ضد غانا عن طريق جواد الياميق، أو خلال مباراة مساء السبت ضد منتخب “الخيول”، من توقيع اشرف حكيمي، والهدف كان جميلا جدا، يمكن اعتباره أحسن ما أفرزته هذه المواجهة الإعدادية.
والواقع أن السلبية التي ترافق أداء النخبة المغربية، أصبحت هى الطاغية بقوة على مردود أسود الأطلس، وفي كل مرة كنا نعتقد أن الأداء سيتطور، وأن تراكم الأشياء الايجابية سيسجل أخيرا، بعد سنتين تقريبا من تواجد المدرب وحيد خاليلوزيتش على رأس الإدارة التقنية لهذا المنتخب.
إلا أن العكس هو الحاصل تماما، مما يطرح أكثر من علامة استفهام، رغم توفر إمكانيات والظروف المثالية للعمل، ووجود قاعدة واسعة من اللاعبين تساعد على اختيار الأفضل.
المحير فعلا أن مسلسل التجريب متواصل، دون أن يظهر هناك أي أفق، للوصول إلى خاتمة لكل هذه التغييرات، التي لم يعد لها صراحة أي معنى أو سبب أو مبرر مقبول، سواء على مستوى الأسماء أو المراكز، وأيضا تعدد التغييرات في طريقة اللعب، حيث تختلف المنهجية من مباراة لأخرى، دون أن يسجل الاستقرار المطلوب.
والغريب أيضا أن الأسماء المتميزة التي تتم المناداة عنها، والمتألقة على الصعيد الأوروبي، لا تظهر مع المنتخب المغربي كل الإمكانيات الفردية والتقنية التي تتوفر عليها، فيوسف النصيري الهداف مع إشبيلية لم يسجل منذ مدة وهو يرتدي القميص الوطني، نفس الشيء لمنير الحدادي، وبصفة خاصة حكيم زياش النجم الذي بدأت تكثر حول أدائه مجموعة من الملاحظات الموضوعية والمنطقية، رغم أن الكل يعول عليه لقيادة المجموعة، إلا أنه لازال يصر على عدم تحمل أية مسؤولية من هذا القبيل، مع ما يرافق ذلك من مبالغة في اللعب الاستعراضي والأنانية المفرطة.
بعد كل مباراة نجبر أنفسنا على التفاؤل، على أمل أن تتحسن الأمور داخل منتخب تنتظره العديد من الاستحقاقات، التي لا تحتمل الانتظار أو التأجيل، كما نحاول أن نقنع أنفسنا بضرورة منح هذا الطاقم المزيد من الوقت، قصد إعادة بناء فريق على أنقاض التركة السلبية التي خلفها هيرفي رونار، إلا أن الأمد طال، والمواعيد تقترب، والفرص تضيع، والطاقات تهدر، والتخوف أصبح مشروعا أكثر من أي وقت مضى.
أما الحل السحري، فالأكيد أنه ليس غدا…

>محمد الروحلي

الوسوم , ,

Related posts

Top