شاءت إرادة الله عز وجل أن تتعرض السلطنة مؤخراً لإعصار مداري من الدرجة الأولى أثر بشكل مباشر على محافظاتها الشمالية وأدت الأمطار الغزيرة المصحوبة برياح قوية إلى أضرار مادية كبيرة ووفاة (12) شخصاً رحمهم الله .
وقد أمر جلالة السلطان هيثم بن طارق بتشكيل لجنة وزارية لتوفير المساعدات المباشرة للمواطنين وكذلك تقييم الأضرار التي تعرضت لها منازل المواطنين وممتلكاتهم .
وأطلق المواطنون العمانيون حملة إغاثة كبرى ، حيث توافد أكثر من (15) ألف متطوع إلى المناطق المتضررة للمساعدة في توزيع المؤن وتقديم عمليات الإغاثة وفتح الطرقات .
وبلغت قيمة التبرعات أكثر من (75) مليون دولار أمريكي قدمتها المؤسسات الخيرية المحلية ومؤسسات القطاع الخاص ، إضافة إلى تبرعات بأطنان من المواد الغذائية والحاجيات المنزلية للأسر المتضررة .
وشرعت الحكومة بتوزيع مساعدات نقدية أولية عاجلة لكل منزل متضرر وستتبعها مساعدات أخرى بعد تقييم وحصر الأضرار .
وقامت وزارة المالية بإسناد عملية إعادة رصف الطرق المتضررة إلى عدد من الشركات المتخصصة ، وتمت إعادة خدمات الكهرباء والمياه والاتصالات بشكل كامل إلى المناطق المتضررة .
وأشاد جلالة السلطان المعظم – حفظه الله – بالروح الوطنية العالية للعمانيين واصفاً الأيام التي مرت على السلطنة أثناء الإعصار بأنها “ملحمة وطنية سطرها أبناء عمان الأوفياء بثباتهم وصبرهم وتعاضدهم” وأمر جلالته بإنشاء صندوق وطني للحالات الطارئة بهدف التعامل مع ما خلفته هذه الحالة المدارية وما قد يحدث مستقبلاً من كوارث طبيعية ، كما وجه جلالة السلطان الشكر والتقدير لقادة الدول الشقيقة والصديقة على ما أبدوه من تضامن مع السلطنة في تلك الظروف .
وفي ختام حديثي كسفير للسلطنة لدى المملكة المغربية أود أن أتقدم بجزيل الشكر وعظيم الإمتنان إلى جلالة الملك محمد السادس – نصره الله – وإلى الشعب المغربي الشقيق على الموقف الداعم والمساند للسلطنة في الظروف المذكورة .
وقد تلقت السفارة عدداً كبيراً من الاتصالات من مسؤولين ومواطنين مغاربة عبروا فيها عن مشاعر الأخوّة والتضامن مع أشقائهم في السلطنة ، وكان لذلك بالغ الأثر في نفوسنا .
د . سعيد بن محمد البرعمي
سفير سلطنة عمان لدى المملكة المغربية