ظاهرة حرائق الواحات تتكرر كل سنة بواحات طاطا، مما يفرض تنزيل مخطط استعجالي لليقظة لمواجهة هذه الظاهرة المتكررة التي تلتهم هكتارات من الواحات بشكل دوري، وخلق فرص للتكوين والعمل لحراس الواحة، والتدخل العاجل لمعالجة المشاكل العقارية التي تعيق الاستثمار المنتج، وتشجيع الشباب على قيادة مشاريع تنموية مستدامة تساهم في التخفيف من الجفاف والتصحر والحرائق والإجهاد المائي والتغيرات المناخية..
أكد الكاتب العام لعمالة طاطا، مرشد الإدريسي، أن السلطات عبأت مختلف الفاعلين والوسائل المتاحة من أجل التصدي لظاهرة حرائق الواحات التي تتكرر كل سنة.
واستعرض خلال لقاء مع وفد عن جهة سوس ماسة، عقد يوم الخميس الماضي، بمقر عمالة طاطا، حصيلة الحرائق التي عرفتها واحات طاطا خلال السنة الجارية والخسائر التي خلفتها.
كما وقف الإدريسي، عند مختلف الاكراهات التي تعقد عملية مواجهة هذه الحرائق، خاصة غياب الولوجيات داخل الواحات وكذا بعد نقط الماء، مشيدا بالانخراط الجاد لكافة المتدخلين محليا لمواجهة مختلف الحرائق وبالاهتمام والتفاعل الكبير لمجلس جهة سوس ماسة.
من جهته، اعتبر نائب رئيس جهة سوس ماسة، حسن مرزوكي، أن هذه الحرائق تمثل فاجعة إنسانية وبيئية تستدعي التدخل العاجل لمواجهتها، مذكرا بما تمثله واحات طاطا كمورد عيش وملاذ آمن لحياة حافظة للكرامة والسمو الإنساني، ورصيد عمراني وتراثي واجتماعي واقتصادي يحافظ على التوازنات البيئية وعلى مقومات دورة الحياة الاقتصادية والتنموية والسياحية.
كما نوه مرزوكي بالتعبئة الجماعية لإطفاء الحرائق، مذكرا بتفاعل مجلس الجهة مع هذه الكارثة وتعبيره عن استعداده للعمل جاهدا بمعية كافة المتدخلين في ميدان تنمية الواحات، لاتخاذ ما يلزم لتفادي مثل هذه الكوارث والحفاظ على التوازن البيئي لهذا المورد الطبيعي بما يضمن التنمية المستدامة.
ودعا إلى تنزيل مخطط استعجالي لليقظة لمواجهة الحرائق المتكررة التي تلتهم هكتارات من الواحات بشكل دوري، وخلق فرص للتكوين والعمل لحراس الواحة، والتدخل العاجل لمعالجة المشاكل العقارية التي تعيق الاستثمار المنتج، وتشجيع الشباب على قيادة مشاريع تنموية مستدامة تساهم في التخفيف من الجفاف والتصحر والحرائق والإجهاد المائي والتغيرات المناخية.
وتميز الاجتماع بدراسة ومناقشة مجموعة من المقترحات والتوصيات التي من شأن تفعيلها حل الإشكاليات المطروحة والنهوض بالواحات على كافة الأصعدة.
إثر ذلك، قام الوفد بزيارة ميدانية تفقدية لواحات “أفرا” و”أديس” و”أيت وابلي” و”فم الحصن”، المتضررة من الحرائق التي عرفها إقليم طاطا، حيث مكنت هذه الزيارة الوفد من الإطلاع والوقوف على الخسائر الناجمة عن هذه الحرائق لاسيما الجانب الواحاتي والمنظومة البيئية للمنطقة.
يذكر أن مجلس جهة سوس ماسة، كان قد صادق على اتفاقية شراكة من أجل تمويل وإنجاز مشروع الحماية من الحرائق وتهيئة وتأهيل واحات طاطا، بشراكة مع وزارة الداخلية ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات وعمالة طاطا والمجلس الإقليمي لطاطا والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان والمديرية الجهوية للاستشارة الفلاحية لسوس ماسة والقيادة الجهوية للوقاية المدنية لجهة سوس ماسة، بغلاف مالي يتجاوز 112 مليون درهم تساهم فيه الجهة بثلاثين مليون درهم.