دعت فعاليات المجتمع المدني بسوق السبت إلى وقفة احتجاجية يومه الخميس أمام وكالة المكتب الوطني للكهرباء احتجاجا على الارتفاع الصاروخي في أسعار الفواتير الكهربائية. وكانت جمعيات المجتمع المدني بمدينة سوق السبت قد عقدت يوم الجمعة الماضي، اجتماعا عاديا تدارست خلاله التدوينات الانتقادية بالمواقع الاجتماعية على الانترنيت “الفايسبوك”، والتي تناولت بالنقد غلاء الفواتير الكهربائية مما يعد استهدافا للقدرة الشرائية للساكنة ومسا بالسلم الاجتماعي بالمدينة.
وكانت هذه الفعاليات قد دعت سابقا إلى عقد اجتماع عاجل بعدما لاحظت أن مئات الأسر قد توصلت مؤخرا بفواتير “مبالغ فيها بشكل ملحوظ”، وأكدت على أن سعرها مرتفع ولا يعكس مطلقا مستوى عيش غالبية الفئات الاجتماعية التي تعيش في وضعية هشة ومتأزمة في غياب تدابير اجتماعية كفيلة بتوفير أسواق شغل محلية.
وكشف فعاليات جمعوية عن قلق المجتمع المدني من هذا الاستنزاف الذي بات يشكل كابوسا عند العديد من الأسر المحلية والوطنية، وطالبت بضرورة تدخل كافة المعنيين للتحقيق في مدى معقولية هذه المبالغ التي تضرب القدرة الشرائية للمواطنين.
وقالت إن الفئات الهشة ليس مُقدرا لها أن تؤدي ضريبة بعض الاكراهات الخاصة بتدبير القطاع، وأشارت إلى أن قلة الموارد البشرية بالوكالة، لا يجب أن يتحمل مسؤوليتها المستهلك، واعتبرت عدم قيام المكتب الوطني للكهرباء بمراقبة العدادات كل شهر من الأسباب الرئيسية في غلاء الفواتير الكهربائية التي ستتسبب في احتقان خطير.
وقال ربيع مجيد، وهو فاعل جمعوي، إن قرارات جمعيات المجتمع المدني القاضية بتنظيم وقفة احتجاجية وإصدار بيان توضيحي للرأي العام، تأتي في سياق دعم الفئات الهشة وتنبيه المسؤولين إلى خطورة هذا الاستنزاف الشهري، وهي، يضيف، إشارات غير مشفرة في الوقت نفسه، من اجل اتخاذ التدابير اللازمة للحد من معاناة الساكنة وخاصة الأسر الضعيفة التي تضمن قوت يومها من العمل اليومي.
وكانت مداخلات العديد من الفعاليات الجمعوية، قد طالبات بالامتناع عن أداء الفواتير الشهرية ومقاطعة المكتب الوطني للكهرباء إلى حين سنه لسياسة اجتماعية واضحة، كفيلة بأخذ بعين الاعتبار وضعية الأسر الهشة، وتساءلت عن جدوى الخطابات الرسمية وحقيقة ما تروجه عن مفهوم البعد الاجتماعي أمام هذا الاستنزاف السافر لجيوب مئات الأسر التي غالبا ما يكون مدخولها اليومي لا يتجاوز بضعة دراهم.
وقالت إنه إيمانا منه بدور جمعيات المجتمع المدني في تدبير الشأن العام والنهوض بأوضاع المواطنات والمواطنين والدفاع عن مصالحهم، فإنها تدعو للمشاركة المكثفة في الوقفات الاحتجاجية للتنديد بالارتفاع الصاروخي لفواتير الكهرباء والضغط على المسؤولين عن المكتب من أجل مراجعتها حتى تكون متطابقة مع استهلاكات الأسر المعنية.
حميد رزقي
