صوم الأطفال.. تجربة محفزة تكتمل باحترام بعض الإرشادات الصحية -الحلقة 9-

رمضان هو شهر جوع وعطش ولكنه يعتبر في نفس الوقت بلسما وشفاء للأجساد والأرواح. وللصيام فوائد عديدة، تتوزع على العديد من الجوانب، منها الجانب الروحي والديني، الأخلاقي الاجتماعي، وكذا بالنسبة إلى الصحة البدنية للصائمين. ويوجد اليوم إجماع من قبل العلماء والأطباء على فوائد الجوع لفترات قصيرة للجسم، فأثناء الجوع يبدأ الجسم في تنظيف الأمعاء والكبد والدم من السموم، وتتقلص أمراض الأوعية الدموية، كما أن الجوع لفترات قصيرة ينشط المناعة. في هذه الزاوية، نسلط الضوء على بعض الجوانب الصحية التي يجب استحضارها من أجل صيام يجسد القول المأثور “صوموا تصحوا”.

صوم الأطفال.. تجربة محفزة تكتمل باحترام بعض الإرشادات الصحية

يبدي الكثير من الأطفال رغبتهم في الصيام خلال شهر رمضان رغبة في تقليد آبائهم أو مجاراة لبعض زملائهم في المدرسة، بحيث تكون منافسة الكبار في هذه التجربة مصدر فخر وسعادة للطفل، وهو أمر جيد يشجع عليه خبراء التربية والصحة معا. لكن هناك عددا من القواعد التي يجب احترامها مراعاة لسن الطفل وصحته.

كما يشكل الشهر الكريم فرصة جيدة لصلة الأرحام واجتماع الأسر، وهو ما يعني بالنسبة للأطفال أجواء من الاحتفال والمرح، لكن ذلك قد تكون له آثاره السلبية على مواعيد نوم وأكل الأطفال.

فمتى يمكن أن نبدأ بالتفكير في جعل الطفل يصوم؟ وكيف نجعل الصوم آمنا على صحته؟

لا يوجد سن محدد للسماح للطفل بالصوم، ولكن الكثير من العلماء والخبراء يجمعون على أنه لا يجب أن نحمل الطفل ما لا يطيق في سن مبكرة خاصة أنه ليس ملزما بالصيام إلى حين البلوغ. ويمكن ربط السماح للطفل بالصوم بسن الإطاقة أي من سبع إلى عشر سنوات فما فوق، حسب الحالة الجسمانية للطفل واحتياجاته الصحية والغذائية. كما ينصح باستشارة طبيب الأطفال الذي باستطاعته تحديد إمكانية صيام الأطفال، خاصة إذا كان الطفل يعاني من مرض ما.

خطوات تشجيع الأطفال على الصيام في رمضان

+ كن قدوة بأفعالك: ربما ليست هذه المرة الأولى التي تجد فيها هذه النصيحة تتصدر قائمة أفعال ينبغي أن تفعلها، لتغرز في طفلك شيئا ما، هذه هي الحقيقة.. قل لطفلك 1000 كلمة وافعل أمامه فعلا واحدا، وسوف تجده يقلد فعلك وليس كلامك.

+   اشرح لطفلك السياق العام: الأطفال في سن صغير لا يدركون بشكل كامل السياق الديني والتاريخي لفرض الصيام، وكثيرا ما يكون الأمر بالنسبة لهم أشبه بمهرجان سنوي يصوم فيه جميع الأشخاص الكبار، فـصيام الأطفال في هذا السن يحتاج إلى التوعية الكافية لهم . لذا ينبغي أن تشرح لطفلك معنى الصيام و كيف أنه يتجاوز كثيرا مجرد الامتناع عن الطعام والشراب إلى كونه تدريبا للإنسان المسلم على الرقي الإنساني.

+ تقبل تساؤلات طفلك: عندما نشرح لأطفالنا مسألة الصيام ينبغي أن يتسع صدرنا لتساؤلاتهم أيا كانت، وتأكد أن تعاملك السلبي مع أي تساؤل للطفل لا يعني ببساطة أن هذا التساؤل سوف ينمحي من عقله، ولكن كل ما في الأمر هو أنه سيبحث عن إجابته في مصادر أخرى. لذا أظهر دوما تفهما لتساؤلات طفلك بشأن الصيام ولا ترد على الأسئلة المفاجئة بشكل سلبي، بل حاول أن تخبر طفلك أن هذه المسألة لها شرح طويل، و تؤجل إجابة السؤال لفترة بسيطة تكون خلالها قد تمكنت من بناء إجابة مناسبة لسنه.

+ مرن طفلك على الصيام تدريجيا: الأطفال الصغار معفون من الصيام لحين بلوغهم؛ لذا حاول استغلال هذه الرخصة في أن تجعل صيام طفلك مسألة متدرجة فيما يخص فترة الصيام.

+ اعط طفلك نصائح عملية: من العوامل التي تساعد الأطفال على تقبل الصيام بشكل جيد، هو معرفتهم بعض النصائح العملية التي تساعدهم على تخطي وقت الصيام دون معاناة، على سبيل المثال نبه طفلك إلى أهمية تجنب الوقوف في الشمس لفترات طويلة خلال النهار حتى لا يشعر بعطش أشد.

+ حفز طفلك وشجعه: احرص دوما على تشجيع طفلك كلما حقق تقدما في سعيه نحو الصيام بشكل صحيح.

+ اجعل الأمر بدافع الحب وليس الخوف: تخويف الأطفال ربما تكون استراتيجية ناجحة ظاهريا في إجبار الطفل على عمل شيء معين، لكن هذه الاستراتيجية لا تفيد مع الصيام بالذات؛ لكونه نشاطا شخصيا للغاية يستطيع الفرد فيه تناول الأطعمة في الخفاء. لذا احذر من الاعتماد على التخويف والترهيب لدفع طفلك للصوم.

نصائح لوجبة الإفطار

على الأهل الاهتمام بتغذية الطفل الصائم من حيث ترتيب الوجبات والتنويع في الأغذية المفيدة التي تسد كافة احتياجاته، وبشكل أساسي، تجب مراعاة التوصيات التالية:

  • عدم التأخير في وجبة الإفطار، والبدء بإعطاء الطفل حبتين من التمر أو كأسا من العصير للإفطار. 
  • شرب الماء والتركيز على الشوربات لتعويض ما فقد من سوائل.
  • تجنب الأطعمة المالحة والبهارات والأغذية المالحة التي قد تزيد من العطش.
  • استبدال الحلويات الغنية بالدهون والسكريات بالفواكه أو الأرز بالحليب، الغنية بالفيتامينات والمعادن الضرورية لنمو الطفل.
  • تجنب المقالي والأغذية الدسمة والتي قد تكون ثقيلة على المعدة وتسبب عسر الهضم.

نصائح لوجبة السحور

عند تحضير وجبة السحور، من المهم مراعاة الأمور التالية:

  • يفضل تأخير وجبة السحور قدر الإمكان لكي تكون قريبة من موعد بدء الصوم، والتي تساعد على تحمل الصوم في النهار.
  • ينصح بأن تشمل وجبة السحور جميع مجموعات الغذاء، وبشكل خاص عنصر الكالسيوم.
  • تناول الأغذية الغنية بالبروتين مثل البيض، الحليب، الجبن، والكربوهيدرات المعقدة مثل الموجودة بالحبوب الكاملة إذ أنها بطيئة الهضم. 
  • الامتناع عن المقالي والأغذية الدسمة.
  • الامتناع عن الموالح والمخللات وشرب كميات كافية من الماء.
  •  إعداد: سميرة الشناوي

Related posts

Top