لم يتردد مدرب نادي ماميلودي صندوانز الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني، كالعادة في إطلاق العنان لأسلوبه الاستفزازي وغير الأخلاقي، والذي عرف عنه كلما واجه فريقه الوداد البيضاوي، بل تمادى هذه المرة في وصف لاعبي ممثل المغرب في دوري أبطال إفريقيا بعبارات عنصرية.
في البداية انتقد بيتسو في تصريحات لقناة محلية طريقة لعب الوداد، موضحا أن لاعبيه يتعمدون تضييع الوقت، وأن بطل إفريقيا لسنة 2017 يقوم بإخفاء حاملي الكرات عندما يكون الفريق الضيف في الدار البيضاء مهزومًا.
موسيماني هذا، واصل الحديث بأسلوب ينم عن حقد وكراهية شديدين قائلا: “إنهم يرهبون الجميع ويرهبون الحكام، ونحن هنا فوق أرضنا نستطيع أن نجرعهم مما يفعلون على أرضهم، إنهم ليسوا أفارقة دائمًا يرهبون الجميع”.
وعندما انتبه هذا المدرب إلى كون أحد أفراد الطاقم التقني للوداد كان يتابع حديثه العدواني ضد المغرب، وهو يدلي به لمراسلة قناة “سوبر ستار” الجنوب إفريقية، انفجر صاحبنا في وجه بطريقة هستيرية، مع العلم أن عددا من أنصار الوداد تعرضوا أثناء المقابلة للضرب في المدرجات، وتم رصد تلك الأحداث في مقاطع مصورة أثناء المقابلة التي جرت يوم السبت الماضي.
وكان طبيعيا أن تقوم ادارة الوداد برد حازم، أولا عن طريق تقديم احتجاج رسمي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف)، ضد نادي صنداونز، بسبب سوء المعاملة التي تعرض لها أنصاره خلال تواجدهم في جنوب إفريقيا، لحضور مباراة الفريقين، كما قررت مطالبة (الكاف) بفتح تحقيق حول تصريحات موسيماني العنصرية، والذي اتهم فيها الفريق المغربي بالقيام بممارسات غير نظيفة في المباريات التي يخوضها على ملعبه في المسابقة والتأثير على الحكام.
إنه عداء تاريخي، وهذا ليس غريبا على مدرب ينتمي لدولة لا تتردد في الإساءة للمغرب، إلى درجة أنهم ينكرون انتماء المغرب للقارة الإفريقية، مما يفرض علينا الكثير من اليقظة والتعامل الحازم، والأكثر من ذلك إظهار الكثير من التضامن والتآزر والتكاثف فيما بيننا، عوض التفرقة واعتماد أسلوب تصفية الحسابات الداخلية.
المؤكد أن أعداء المغرب لا يضيعون أدنى فرصة للنيل من المغرب، ولعل آخر الملفات المثيرة التي نجحوا في إضعاف موقفه على الصعيد القاري، كان قضية كأس إفريقيا للأمم لسنة 2019، وما حدث من تفاعلات وحملة إعلامية ممنجهة جعلت المغرب -للأسف- في موقف دفاع، والآن يعيدون الكرة في أقل من شهر حتى على مستوى منافسات الأندية حيث تواصل الفرق المغربية حضورها اللافت، وهذا ما يزعجهم بدرجة كبيرة.
الأكيد أن نجاح اللوبي الإعلامي الجزائري والجنوب الإفريقي، والمدعم من طرف أقلام بعض الدول في ممارسة ضغط على المغرب من أجل عدم احتضان “الكان”، ما كان ليصل إلى هدفه لولا بعض التصريحات المتسرعة لمسؤولين حكوميين، أفضت لنتائج عكسية، حيث كان من الحكمة لزوم الصمت وانتظار حسم الأمور بشكل رسمي من طرف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، ليبقى المغرب في موقف قوي، وليس في موقف دفاع عن النفس.
انتقدنا في حينه طريقة تصريف الموقف بشكل رسمي، فالتسرع والحماسة في الإعلان عن الموقف لأسباب لا تخلو من تصفية حسابات شخصية وفئوية، خدمت الجهات المعادية أكثر مما أفادت القضية، والنتيجة الخروج بنتائج عكسية وابتعاد تظاهرة كبيرة عن الأراضي المغربية لعقد من الزمن، كان من الممكن لو احتضنها المغرب وهو المستعد لذلك أن تظهر للعالم وجها مشرقا عن بلد يتوفر على كل مقومات النجاح والريادة على الصعيد القاري.
نعود ونقول إن المغرب مستهدف على جميع الأصعدة، وحضوره يزعج الكثيرين ونجاحاته لا تروق للجهات المعادية، وعليه من المفروض أن تبقى جبهتنا الداخلية متراصة متضامنة موحدة، وأن لا نطلق العنان لحسابات ضيقة سرعان ما نندم عليها، لكن بعد فوات الأوان.
محمد الروحلي