عفيفة الحسينات: السينما الإفريقية في حاجة إلى بنية إنتاج محلية

قالت عفيفة الحسنيات الكاتبة والباحثة في الثقافة البصرية، وعضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة في الدورة 24 للمهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة، «إن الأجواء كانت جيدة بين أعضاء لجنة التحكيم، رغم اختلاف الخلفيات الثقافية والفنية والمعرفية السينمائية للأعضاء».
وأكدت عفيفة الحسينات في تصريح لجريدة بيان اليوم، أن هذا الاختلاف، أعطى للجنة التحكيم إضافة نوعية، «لا سيما أنه اتسم بالصراحة والصدق، ونتج عنه تخصيب للمعارف والأفكار، وأدى في الأخير، إلى الإعلان عن النتائج في حفل اختتام المهرجان يوم السبت الماضي».
وبخصوص مستوى التقارب بين الأفلام السينمائية التي شاركت في المسابقة، أوضحت الناقدة الفنية عفيفة الحسنيات، أن «لكل فيلم مستواه التقني والمعرفي، نظرا لأن المواضيع التي تطرحها السينما والفن عموما تبقى نفسها، بيد أن ما يميز هذا العمل عن ذلك، هو صيغة إعادة الإنتاج، التي تبين كيفية التناول والمعالجة وطرح المخرج للموضوع».
وانطلاقا من هذا التحديد، توضح عفيفة الحسينات، أن «لجنة التحكيم تميز بين جودة وجمالية هذا الفيلم وغيره، لهذا يبقى التميز دائما للمخرج الذي يأتي إلى الفيلم بتجربته وحساسيته الفنية في المعالجة».
وكشفت عفيفة الحسينات أن تمثيلية المغرب في المهرجان، كانت عبر فيلم «صمت الكمنجات» لسعد الشرايبي، و»كاس المحبة» لنوفل براوي، موضحة أن «كاس المحبة» تطرق لموضوع سنوات الرصاص «ومواضيع أخرى مثل المحبة الخيانة، الشقاء، السعادة، المثلية.. لكنه تطرق لها بشكل راق وجميل وخفيف، وفي الوقت نفسه، بشكل عميق»، مشيرة إلى أن الزوج الفني ثريا العلوي ونوفل براوي تمكنا من ترجمة هذه الحساسية في الفيلم، بالتمثيل والإخراج، إضافة إلى مهارة عادل أبا تراب ومحمد خيي.
ولم تفت عفيفة الحسينات الإشارة إلى أن نوفل براوي برع في نقل النص القصصي «يوم صعب» للكاتب محمد الأشعري إلى السينما، «وهو ما زاد من نجاح الفيلم وأعطاه قيمة إضافية». ومن جهة أخرى، تشير عفيفة الحسينات إلى أن فيلم «صمت الكمنجات» فيلم جيد وجميل، ودافعت عنه، «ولكن نعرف بأن المسألة، تتعلق بأصوات داخل اللجنة، وأتمنى له حظا موفقا في مهرجانات أخرى».
وبشأن مسألة تمثيل الجمالية في السينما الإفريقية، تشير عفيفة الحسينات إلى أن موضوع الجمالية يبقى نسبيا، موضحة أن «الجمالية كانت قليلة في الأفلام التي تنافست على الجائزة». ولم تخف المتحدثة وجود تطور في مستوى الإبداع، وكذا التمثيل والجوانب التقنية. وترى أن «الإشكال الذي ما زال مطروحا اليوم يتعلق بالرؤية الإخراجية الشمولية، خصوصا على مستوى التطرق للمواضيع، والخبرة الفكرية العميقة».
وتشدد عفيفة الحسينات في حديثها مع بيان اليوم، أنه من أجل أن يكون العمل السينمائي الإفريقي أكثر إبداعا وعمقا وتحقيقا للانتشار، «لا بد من إحداث بنية إنتاج محلية قارية إفريقية لأن الأمر الذي يكون غالبا على الوضع، هو بنية إنتاج خارجية، أوروبية أو أمريكية، والتي تفرض شروطها على المخرجين».
إلى جانب ذلك، وقفت عفيفة الحسينات عند إشكالية شبكة توزيع الأفلام والقاعات، حيث يحد ذلك من انتشار الأفلام المحلية، فضلا عن «الخصاص في معاهد تكوين المخرجين التي يجب أن تعطينا مخرجين برؤية جمالية فنية عميقة، تمثل الثقافة بشكل فني جميل يبقى للتاريخ، من قبيل الأفلام التي أنتجها سهيل بنبركة، فوزي بنسعيدي، يوسف شهين وعثمان سامبين».

 يوسف الخيدر

Top