شهدت قاعة الندوات بالكلية متعددة التخصصات بتازة التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله يوم الثلاثاء 24 دجنبر 2024، افتتاح الندوة الوطنية الثالثة لطلبة الدكتوراه حول موضوع: “التعقيد والتقعيد في اللغة والأدب والترجمة: قضايا وإشكالات”، حيث افتتحت أشغال هذه الندوة الوطنية بكلمة منسقها الدكتور إبراهيم عمري الترحيبية بالضيوف والمشاركين من مختلف المدن والمختبرات العلمية، مبرزا الإشكالية والمنطلقات التي انطلقت منها أرضية هذا اللقاء الأكاديمي، والدور المهم الذي يكتسيه الموضوع في مجال العلوم الإنسانية.
وقد أكد الدكتور الحسن الهلالي مدير مختبر اللغة والأدب والترجمة في كلمته على أهمية هذه الندوة العلمية التي دأب طلبة المختبر على تنظيمها ووضع أرضيتها وتأطير محاورها، وما يمنح ذلك من تجربة تأطيرية من شأنها الإسهام في صقل شخصية الباحثين ودعم تكوينهم الأكاديمي العلمي والمعرفي. وفي كلمته نوه عميد الكلية متعددة التخصصات الدكتور حسن بوكا بجهود مختبر اللغة والأدب والترجمة، وبما يقدمه أساتذة شعبة الدراسات العربية في سبيل الإشعاع العلمي للكلية منذ تأسيسها سنة 2003 وعلى مدى عقدين من الزمن، معتبرا أن ما بلغته الكلية من تطوير مستوى بنية الاستقبال وفتح مسارات البحث أمام الطلبة هو نتاج هذه المجهودات المتضافرة من طرف أساتذة الشعب المشكلة للكلية والطاقم الإداري اللذين اشتغلا جنبا لجنب في إطار من التعاون والتكامل.
وتميزت هذه الجلسة بالتكريم الذي حظي به أساتذة الشعبة من طرف طلبة المختبر، اعترافا بفضائل أساتذتهم وما قدموه من تأطير وتوجيه أكاديمي لهم ولكل الأجيال التي مرت من مدرجات شعبة الدراسات العربية. وقدم الطلبة الباحثين لوحة فنية مزجت بين الشعر وترانيم آلة العود والزجل، علاوة على تقديم دروع تذكارية وشهادات تكريم وتقدير، ما أضفى على هذه الجلسة العلمية قيمة إنسانية نبيلة هي الاعتراف بفضائل هؤلاء الأساتذة على طلابها.
لينتقل المشاركون بعد ذلك إلى بسط تصوراتهم وما توصلوا إليه في أوراقهم البحثية حول موضوع الندوة الوطنية لطلبة الدكتوراه المخصص لقضايا وإشكالات التعقيد والتقعيد في اللغة والأدب والترجمة، باعتبار أنها انعكاسات وتفاعلات للواقع والعالم وما يسمه من تعقيد ومن فوضى ومن غموض، ما جعل المعرفة تسعى إلى إعادة بناء الظواهر في الوعي الإنساني عبر تنظيمها وتصنيفها، وخلق نسق محكم من العناصر بغرض استبعاد هذه الفوضى وهذا الشك والغموض.
ولعل ذلك يتجلى بنوع من الوضوح في انشغالات العلوم الإنسانية التي تهم تقعيد الظواهر ووضع القوانين والضوابط المشكلة للنظرية العلمية بكل تجلياتها، لتتحكم في النازلة وتؤطرها وتسعى نحو ضبط الرؤية للعالم باعتباره نظاما محكم الأجزاء مطرد الوحدات، لا يشذ عن القاعدة إلا ليكون ذلك استثناء لا يقاس عليه، وتضيق دائرة العناصر الهامشية حتى لا تخرق قوانين الكلام الأدبي واللغوي.
وقد تميزت الجلسة الختامية لهذه الندوة التي عرفت ست جلسات علمية غطت 32 مداخلة بحثية بالتفاتة طيبة من الأستاذة الدكتورة شمس الضحى مراكش عن مختبر البحث، بتقديم باقة ورد للطلبة الباحثين في اللجنة المنظمة نيابة عن أساتذة الشعبة على ما بذلوه من جهد لإخراج هذه النسخة في حلة تنظيمية ولوجيستيكية متميزة شكلا ومضمونا. وهي التفاتة حققت قيم الاعتراف والتقدير المتبادل بين الأساتذة وطلابهم، وتعيد الوهج للعلاقة التي كانت سائدة منذ القدم في المؤسسات التعليمية والعلمية والأكاديمية.
تازة: فيصل اليعقوبي