سجلت الدورة الأخيرة من بطولة القسم الممتاز لعصبة الرباط سلا القنيطرة (الغرب) لكرة القدم، نتائج غريبة وبحصص مثيرة للجدل، بل غير مسبوقة في التاريخ.
مقابلتا النهضة القنيطرية ضد الاتحاد الغرباوي، وسيدي سليمان ضد يعقوب المنصور، سجلتا حصصا ثقيلة من حيث تسجيل الأهداف، المقابلة الأولى عرفت تسجيل 21 هدفا مقابل 3 أهداف، أما الثانية، فتجاوزت ذلك بكثير، إذ بلغت 29 هدفا مقابل هدف يتيم.
الفريقان “الفائزان” هما الاتحاد الغرباوي وهلال يعقوب المنصور، كانا في حاجة إلى تسجيل حصص خيالية، خصوصا بالجولة الثانية؛ بعد انتهاء الأولى بالتعادل هدف لمثله، في المقابلتين معا، ومعناه أن هناك مساومات وتفاهمات، تكون تمت بين مختلف الأطراف بالفريقين المنهزمين، مع سبق الإصرار والترصد.
وطبيعي أن تخلف النتيجتين معا ردود فعل ساخطة، هزت الرأي العام، وتناقلت مختلف وسائل الإعلام الوطنية والدولية الحادث، بكثير من الاستغراب وحتى السخرية، مما يعتبر نقطة عار بسجل كرة القدم الوطنية، التي بلغت القمة خلال مونديال قطر 2022، ويأتي من يجرها للحضيض، سواء بالتلاعب نتائج المباريات أو السمسرة في التذاكر، وغيرها من الممارسات التي لم تعد تخفى على أحد…
الحالتان فرضتا على إدارة العصبة تشكيل لجنة للتحقيق، وإعداد تقرير مفصل حول هذه الواقعة، تم عرضه أمام أنظار المكتب المديري للعصبة.
هذا بالنسبة للعقوبات الرياضية والإدارية، المفروض أن تكون صارمة، تصل إلى حد التشطيب النهائي عن ممارسة أي نشاط رياضي، غير قابل لأي استئناف، أو عفو أو تراجع، لأن الخطأ جسيم ويتطلب اتخاذ أقسى العقوبات.
إلا أن العقوبات الرياضية والإدارية، لا تكفي في هذه الحالة، فحجم المخالفة يقتضي عرض الملف أمام القضاء، والوقوف على كل التفاصيل والحيثيات ومعرفة أسماء المتورطين، على أمل اتخاذ أقصى العقوبات، حتى تصبح عبرة مستقبلا لكل مخالف، أو حتى التفكير في التلاعب، ومحاولة طبخ النتائج وشراء الضمائر…
والغريب أن فريق النهضة القنيطرية العريق، والذي سبق أن حقق نتائج متميزة، وبرز ضمن صفوفه لاعبون متميزون، دافعوا بسخاء عن القميص الوطني، سبق أن تورط خلال فترة الثمانينات بملف تلاعب في مقابلة، سبق أن جمعته بفريق شباب المحمدية، وبعد تقدم فريق النادي المكناسي باحتجاج، بحكم انه كان المتضرر الأول من النتيجة، طرح الملف بتدخل جهات نافذة أمام القضاء، ليتم الحكم بالسجن النافذ على مجموعة من اللاعبين والمسيرين، من بينهم الدولي السابق الطواهرية الذي قضى سنة سجن نافذة…
والغريب أن نفس الفريق، عاد ليتورط مرة أخرى، وبعد عقود من الزمن بملف مماثل، وكأن المرتبطين بهذا الفريق بدون ذاكرة، ولم يستفيدوا من حالة سبق أن هزت حينها الرأي العام الوطني…
ننتظر آخر القرارات، فكرة القدم الوطنية تقتضي التحلي بكثير من الجرأة والصرامة والشجاعة، لأن المصلحة العامة فوق كل الاعتبار…
محمد الروحلي