كرة القدم والبقالي ومرضي…

مع نهاية السنة، والاستعداد لاستقبال أخرى، جرت عادة أن تتم مناقشة الحصيلة الرياضية، على غرار ما يقع بباقي المجالات…
إلا أن القطاع الرياضي عموما، يبقى أكثر إثارة، بالنظر إلى حجم المتابعة والاهتمام الجماهيري والإعلامي المتزايد…
وتستأثر كرة القدم كالعادة، بمركز الريادة خلال العقد الأخير، بالنظر إلى قيمة النتائج المحققة، والانجازات الكبرى التي وصلت إليها، بمختلف المستويات، إلى درجة أن “الكرة”، أصبحت تحجب الرؤية عن أي إنجاز آخر، يبرز بين الفينة والأخرى بباقي الأنواع، كما أن جامعات معينة، أصبحت تستغل الاهتمام المطلق بكرة القدم، والمتابعة القياسية لأنشطتها، لتختفي عن الأنظار، والاستكانة للوضع القائم، عملا بالمثال العربي الشائع “نحن بالسلامة نفرح”…
لن نسهب في الحديث عما تحقق بمجال كرة القدم، لأن الخاص والعام أصبح يحفظ عن ظهر القلب، تلك الإنجازات الباهرة التي أخرجت كل المغاربة، قمة وقاعدة للشارع، يتغنون فرحة ويرفعون علامة النصر، نتائج تاريخية جعلت اسم المغرب يتردد بكل لغات العالم، بكثير من التقدير والإعجاب، فالنتائج بالمجمل أصبحت تتحدث عن نفسها.
إلا أنه لابد من التطرق لآفاق المستقبل، فهناك منجزات أخرى تتحقق على أرض الواقع، أولها تجويد البنيات التحتية، واحتضان التظاهرات الكبرى، ووضع منهجية جديدة، تمكن من تحسين مجال التكوين، وفق مقاربة حديثة، تواكب التحولات الكبرى، قادرة على إعداد جيل جديد من المواهب والطاقات…
إنه رهان المستقبل، بكل من يحمله من تحديات، وما يفرضه من جرأة في الإعداد والتدبير والتأطير والمواكبة، واختيار نخب جديدة، من المؤطرين والإداريين والتقنيين، مكونين على أعلى مستوى، يتمتعون بالقدرة العلمية والفكرية والتربوية والبيداغوجية، قصد إعداد مواهب وفق تكوين متكامل…
أما حين نلتفت لباقي الأنواع، فهنا “نسكت قليلا”، كما يردد عادة المعلق التلفزيوني المتألق، العماني خليل لبولوشي، في تعليقه على أية لقطة جميلة؛ كما حدث خلال تغطيته لمباريات “أسود الأطلس” بمونديال قطر 2022، إلا أن السكوت هنا ليس من علامات الرضا، بل من قوة الصدمة التي تصيب أي متفحص لنتائج السنة التي نودعها بباقي الأنواع…
حضور شكلي كالعادة، تميزه بعض الانجازات برياضات فردية كما هو الحال، بالنسبة لبطلنا الكبير، العداء سفيان البقالي، والملاكمة العصامية خديجة مرضي، غير ذلك هناك نتائج عادية تتخللها وصمات هنا وهناك، لا تتجاوز مسابقات الحدود العربية والجهوية، وفي بعض الأحيان القارية…
ونحن نودع 2023، نتمنى سعيدة لكل المغربيات والمغاربة بكل ربوع الوطن، ولمغاربة العالم، ومزيدا من التطور والنماء والرخاء والاستقرار، لمغرب التحدي والإباء…

محمد الروحلي

Top