لبرايمي يؤكد أن المغرب يواصل مجهوداته من أجل تقوية روابط التعاون مع الشركاء الأفارقة

أكد مصطفى البرايمي، عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، المسؤول عن قطب العلاقات الخارجية، أن المغرب يعتبر من أكبر المستثمرين في إفريقيا، ويفتح أبواب جامعاته ومعاهده الكبرى أكثر، فأكثر لآلاف الطلبة الأفارقة.
وأضاف مصطفى البرايمي الذي كان يتدخل في ندوة حول موضوع ” التعاون جنوب – جنوب ساحل العاج والمغرب نموذجا”، نظمت في إطار الملتقى الأول للشباب المغربي الإيفواري الذي نظمته الشبيبة الاشتراكية وفدرالية الشباب الاشتراكي الإيفواري، يوم السبت الماضي ببوزنيقة، أن المغرب يبقى البلد الوحيد في إفريقيا الذي أقدم على تسوية وضعية المهاجرين، وبات يشكل بالنسبة للعديد من الأفارقة بلد استقبال أكثر منه بلد عبور.
وذكر القيادي في حزب التقدم والاشتراكية، أن جلالة الملك محمد السادس عبر لقادة الدول الإفريقية، في قمة كيغالي في 18 يوليوز 2016 عن رغبة المغرب في العودة إلى عائلته المؤسساتية، وهو ما سيتحقق خلال القمة الإفريقية 28 بأديس ابابا بإثيوبيا، مشيرا إلى أن المغرب بلد أفريقي ولم يغادر إفريقيا يوما، وأن عودته إلى الاتحاد الإفريقي نابع من قناعته بأن “على إفريقيا أن تثق في إفريقيا”.
وأوضح مسؤول العلاقات الخارجية بحزب التقدم والاشتراكية، أن المغرب، سبق وأن اتخذ مجموعة من المبادرات في صالح العديد من البلدان الإفريقية، منها على الخصوص إلغاء ديون بعض الدول الأقل نموا، والإعفاء الكلي من الرسوم الجمركية على المنتجات القادمة من تلك الدول إلى السوق المغربية، مشيرا في الوقت ذاته، إلى أن المغرب يواصل مجهوداته من أجل تقوية روابط التعاون مع الشركاء الأفارقة، مع العمل على بلورة اتفاقية مع الاتحاد الاقتصادي المالي لدول غرب إفريقيا، بالإضافة إلى انضمامه لمجموعة دول الساحل والصحراء.
وأفاد مصطفى البرايمي، خلال هذه الندوة التي أدارها جلال المعطى، عضو المكتب الوطني للشبيبة الاشتراكية وعضو اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، أن المغرب فتح، خلال الفترة الأخيرة، مفاوضات حول اتفاقيات شراكة استراتيجية تشمل التفعيل التدريجي لمنطقة التبادل الحر مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (CEDEAO) ومع المجموعة الاقتصادية والمالية لدول إفريقيا الوسطى (CEMAC).
من جانب آخر، أورد مصطفى البرايمي، أن الزيارات التي قام بها جلالة الملك محمد السادس خلال العشرية الأخيرة، مكنت من وضع إطار قانوي ملائم من أجل تنمية علاقات الأعمال والاستثمار بين المغرب وشركائه الأفارقة، بالإضافة إلى تنويع مجالات الشراكة والتعاون، مشيرا إلى أنه، منذ يوليوز 2016، تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات التي تهم بالأساس ستة قطاعات كبرى وهي الفلاحة، والأبناك، والطاقات المتجددة، والمعادن، والسياحة، واللوجستيك.
وبخصوص علاقات التعاون وتبادل الخبرات، والتجارب، بين المغرب وساحل العاج، ساق عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، في هذا الإطار نموذج شركة “مار تشيكا ميد” التي وضعت خبرتها رهن الحكومة الإيفوارية، وذلك بتعليمات من جلالة الملك، من أجل تهيئ وإنجاز مشروع حماية خليج كوكودي في أبيدجان.
من جانبه، أوضح حسن الروس عضو المكتب الوطني للشبيبة الاشتراكية، وعضو اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، أن علاقات التعاون بين البلدان النامية، ليست جديدة، مشيرا إلى أن منظمة الأمم المتحدة عقدت اجتماعا سنة 1978، حول التعاون التقني بين الدول النامية، وتمت المصادقة على مخطط عمل بوينس أيريس من أجل تنمية التعاون التقني بين الدول النامية، في المقابل، يضيف المتحدث، فقد اتضحت الرؤية خلال السنوات الأخيرة، حيث تراجع النموذج الرأسمالي من جهة، وأظهرت الأزمة المالية والاقتصادية العالمية محدودية وفشل هذا النموذج من جهة أخرى.
ووقف حسن الروس، خلال هذه الندوة، على ما تتعرض له دول الجنوب من حملة ممنهجة من طرف القوى الإمبريالية التي قامت أساسا على ضرب مقدرات هذه الدول واستنزاف ثرواتها الطبيعية، وعملت على تأجيج بؤر التوتر والحروب الأهلية والبينية، مؤكدا على أن التعاون جنوب – جنوب أصبح يمثل ضرورة بالنسبة لعموم الدول النامية من أجل ضمان استمراريتها ووجودها في عالم متحرك مراقب وموجه من طرف القوى الإمبريالية والنيوليبرالية والتي لها أهداف مغايرة لأهداف دول الجنوب.
وأضاف عضو المكتب الوطني للشبيبة الاشتراكية أن مفهوم الشراكة جنوب – جنوب هي إطار واسع للتعاون بين دول الجنوب في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية والتقنية، وهي تهم سواء بلدين ناميين أو أكثر، ويمكن أن تقوم على قاعدة التعاون الثنائي أو الجهوي أو بين جهوية.
كما تطرق حسن الروس إلى الدور الذي يمكن أن يلعبه الشباب الاشتراكي واليساري في تقوية علاقات التعاون جنوب – جنوب، مؤكدا على أن هذا التعاون ليس فقط، قضية حكومات، بل هو قضية شعوب أيضا، وأن نجاح هذا التعاون يقوم على مدى تملك الشعوب وفهمها الصحيح لمحاور هذا التعاون ورهاناته، على اعتبار أن الشعوب المواطنة ينبغي أن تكون فاعلة وليست متفرجة.
وفي هذا السياق، أوضح حسن الروس أن على الشباب الاشتراكي أن يساهم بشكل كامل وأن يقوم بدوره كقوة اقتراح وتفكير وفاعل في التوعية والتحسيس والإعلام والتعبئة والتأطير، كما عليه أن يشرح للمواطنين رهانات التعاون جنوب – جنوب والمساهمة في التعريف بإيجابياته وبألياته.
ومن جانب آخر، ذكر حسن الروس أن القاعدة الذهبية لنجاح التعاون جنوب -جنوب تكمن في مدى احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والتكافؤ بين الشركاء من الدول النامية، مع احترام استقلاليتها وسيادتها الوطنية وتنوعها وهويتها الثقافية.
وتدخل عضو فدرالية الشباب الاشتراكي الإيفواري جاك ويل فريد ليؤكد على أهمية الملتقى بين الشباب الإيفواري والشباب المغربي وعلى الدور الذي يمكن أن يلعباه في تمنية التعاون بين الشباب الإفريقي عموما، لما فيه مصلحة شعوب القارة ونمائها.

محمد حجيوي

Related posts

Top