“لحظات”.. نادية عبادي تتقاسم تجربتها التشكيلية في أولى معارضها الفردية

نظمت الفنانة التشكيلية نادية عبادي، ما بين 9 و16 أكتوبر الجاري، معرضا فنيا بقاعة النادرة بالرباط، تحت عنوان “لحظات”، ويعتبر المعرض الفردي الأول في مسارها بعد ولوجها عالم اللوحة والفرشاة مؤخرا.

وتعرف زوار قاعة النادرة على الموهبة الفنية لنادية عبادي التي تسترجع في أعمالها الذاكرة والزمن، كما تحتفي بمكونات الطبيعة لاسيما الورود، والأشجار، والماء.

وشدت الأعمال الإبداعية لنادية عبادي اهتمام المتلقين الذين تأملوا في تفاصيل اللوحات التي توثق لأبرز اللحظات في حياتها، حيث تبحث بعد تقاعدها الإداري من مهنة التعليم عن الراحة والسكينة والطمأنينة، وزرع بذور الحب بين من يحيط حولها.

وتعبر الفنانة التشكيلية في أعمالها عن أحاسيسها المرهفة من خلال الاختيارات الجمالية للألوان والظلال والضوء التي تبرز في دقة تموجات بعض اللوحات، وكأن نادية عبادي متمرسة في الفن التشكيلي منذ سنوات.

وأشارت نادية عبادي في تصريح لجريدة بيان اليوم، إلى أن مبادرة عرض لوحاتها أمام العموم جاءت بطلب من أفراد أسرتها وأصدقائها ومحيطها الذي اكتشف هذه الموهبة بشكل متأخر، علما أن لوحاتها الأولى كانت تقتصر على رسم تجاربها الشخصية التي واجهت فيها بعض لحظات القلق.

ويرمز نور ضوء القمر، وجمالية الفرس، وخضرة عشب الأرض رغم موت الأشجار السامقة في لوحات نادية عبادي إلى الثبات، والتوازن، والقوة، والتفاؤل، والأمل، باعتبارها كلها مفاتيح تجاوز العثرات والمواقف الصعبة في حياة الأفراد.

وتوضح نادية عبادي أن مشروعها الإبداعي يقوم على الاهتمام بالطبيعة والتراث، والجامع بينهما واحد، فلا تراث بدون طبيعة، ولا طبيعة بدون تراث، فكلاهما يعبران عن الجمال، جمال ما يبدعه الخالق والإنسان.

واهتدت الفنانة التشكيلية نادية عبادي إلى الفن كوسيط للتعبير عن هواجسها وأحلامها وأفكارها التي تتراقص في ذهنها، حيث لا تتردد في الدعوة إلى استراق لحظات من حياة المرء اليومية للتأمل في تفاصيل الطبيعة.

وحظيت اللوحات التشكيلية لنادية عبادي باستحسان الجمهور الذي اقترب من عوالم هذه الفنانة التي تعكس باختياراتها الجمالية خبرة ما راكمته من تجارب في الحياة سواء وهي مربية للأجيال في مهنة التعليم أو كأم وجدة في البيت.

ويتبين انطلاقا من الحديث مع نادية عبادي بأنها فنانة تشكيلية مهووسة بالأشياء التقليدية وكل ما له علاقة بالتراث، سواء في شكله المادي أو المعنوي، وهو ما تحاول أن تنقله في أعمالها وتتقاسمه مع الجمهور، بل ولا تتردد في الحديث عنه أثناء مقابلاتها مع المتلقين الذين يستأثر باهتمامهم حرص الفنانة نادية عبادي على رسم كل التفاصيل التي تقتبسها من أشياء الواقع.

يوسف الخيدر

Top