كشفت شركة “أفريقيا”، عن تسجيل أزيد من 10 آلاف مشروع من طرف مغاربة من مختلف الأعمار، في إطار مبادرة “1000 فكرة” التي أطلقتها شركة منتصف أكتوبر الماضي، قصد تمويل وتكوين ومواكبة مئات المشاريع في المغرب، من خلال تحويل 1000 فكرة إلى 1000 مقاولة.
وقالت الشركة في بلاغ صحفي، توصلت بيان اليوم بنسخة منه، إن المبادرة عرفت اهتماما منقطع النظير، مشيرة إلى أن مؤسسة “معاك” التي أوكلت لها مهمة الإشراف على البرنامج توصلت بأزيد من 10 آلاف مشروع من لدن مغربيات ومغاربة في جميع أنحاء ربوع المملكة.
وأبرزت الشركة، أن نسبة 26 في المائة من مقدمي المشاريع نساء، مضيفة أن نسبة 37 في المائة من الترشيحات قدمت من الدار البيضاء-السطات وسوس ماسة.
وتابع المصدر نفسه، أنه بعد ثلاثة أشهر من إطلاق “1000 فكرة” تم تلقي ومعالجة أكثر من 10 آلاف طلب، معظمها من شباب تتراوح أعمارهم بين 10 و50 سنة، مؤكدة أن فريق من الخبراء يعمل حاليا على دراستها وذلك بتعاون مع الحاضنتين المغربيتين “بداية” و”المركز المغربي للابتكار وريادة الأعمال الاجتماعية MCISE” اللتان عينتهما شركة “افريقيا” ومؤسسة “معاك” للاستفادة من خبرتيهما الميدانية في اختيار ودعم مروجي المشاريع.
وبخصوص الفئة العمرية للمرشحين، جاء في بلاغ الشركة، أن 60 في المائة تقل أعمارهم عن 26 سنة، و29 في المائة تتراوح أعمارهم بين 27 و35 سنة، و11 في المائة تزيد أعمارهم عن 35 سنة، كما أن أكثر من ربع مقدمي الطلبات هن نساء، وبعض المشاريع تقدم بها فريق يتكون من شخصين إلى 3 أشخاص، لكن الملاحظ أن معظم المبادرات كانت فردية.
وشددت الشركة، على أن مبادرة “1000 فكرة”، عرفت مشاركة الجهات الـ12 للمملكة، مشيرة إلى أن غالبية أفكار المشاريع من الدار البيضاء-سطات بنسبة 25 في المائة، الرباط سلا القنيطرة بـ14 في المائة، وسوس ماسة بـ12 في المائة، ومراكش آسفي 11 في المائة، وطنجة تطوان الحسيمة بنسبة 10 في المائة. وبخصوص القطاعات المعنية فقد كانت متنوعة ومختلفة، حسب المصدر ذاته، وجاء قطاع التجارة والتوزيع في الرتبة الأولى بنسبة 22 في المائة، متبوعة بالفلاحة والصناعات الزراعية بنسبة 12 في المائة، وخدمات المؤسسات 7 في المائة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بنسبة 5 في المائة.
وعبر سعيد البغدادي، المدير العام لشركة “افريقيا” للمحروقات، نقلا عن البلاغ عينه، عن سعادته بالنجاح الذي حققته المبادرة وقال في هذا الصدد :”الحماس الذي حظيت به “1000 فكرة” بعد ثلاثة أشهر فقط من إطلاقها فاق توقعاتنا، خاصة أن الملفات المقدمة تقدم بها مرشحون من جميع مناطق المملكة. وهذا شرف لنا أن نشاهد عددا كبيرا من المغربيات والمغاربة يقتحمون عالم الاستثمار”.
وأوضح البلاغ، أنه يجري حاليا تقييم جميع المشاريع، كل ملف لوحده، من لدن فريق من الخبراء، باستثناء المشاريع غير المكتملة، حيث يفترض في الملفات المرشحة أن تكون مبنية على معيارين رئيسيين هما: هل الفكرة واضحة وواقعية؟ هل الجهة الراعية للمشروع متحمسة وملتزمة؟. وفي النهاية المرشحون الذين أقنعوا لجنة التحكيم تم دعوتهم للانضمام إلى برنامج “1000 فكرة”، فيما تم إعطاء ملاحظات بناءة لباقي المرشحين مع دعوتهم إلى إعادة مراجعة مشاريعهم وتقديم أفكار أكثر وضوحا خلال الدورات المقبلة.
وجاء في بلاغ الشركة، أن فريق الخبراء قام بكل موضوعية بدراسة 2337 ملفا من الملفات التي تم التوصل بها في جهة الدار البيضاء- السطات، وتم إجراء مقابلات ماراثونية استمرت لأزيد من 100 ساعة مع أصحاب الملفات الأكثر إقناعا، المتراوحة أعمارهم بين 10 سنوات و50 سنة، واستقر اختيار لجنة الخبراء على 50 مشروعا، 30 في المائة من حامليها نساء.
ومن جهة أخرى، فإن نسبة 40 في المائة من المشاريع المقدمة تتعلق بقطاع الالكترونيات، والكهرباء، والآلات، و20 في المائة بقطاع التجارة والتوزيع، 15 في المائة بقطاع البناء ومواده، و15 في المائة بقطاع المعلوميات والاتصالات وخدمات المؤسسات.
وقال مشارك عمره لا يتجاوز 10 سنوات، حسب المصدر نفسه، :”أخي الصغير يعشق أن نقرأ عليه القصص خاصة في الفترة المسائية قبل النوم، لكن في الكثير من الأحيان لا يملك والدي الوقت الكافي لذلك، ومن هنا جاءت فكرة اختراع مصباح جانب السرير يمكنه تسجيل كل أنواع القصص الخاصة بالأطفال. عندما قدمت فكرتي إلى اللجنة حظيت بالكثير من التشجيع والثقة رغم صغر سني، وانضممت إلى دفعة 2020، وسأقوم بكل جهدي لتحويل هذه الفكرة إلى مشروع ملموس”.
أما على مستوى جهة سوس-ماسة، فقد قام فريق الخبراء بكل موضوعية بدراسة 1116 ملف من الملفات التي تم التوصل بها في جهة سوس-ماسة وتم إجراء مقابلات ماراثونية دامت لمدة 60 ساعة مع أصحاب الملفات الأكثر إقناعا، واستقرت لجنة التحكيم في الأخير على 50 مشروعا من بين المشاريع المقدمة. وتميزت المنطقة بتقديم مشاريع في قطاع الزراعة والزراعة الغذائية بنسبة 23 في المائة في المرتبة الأولى، متبوعة بمشاريع خاصة بقطاع التجارة والتوزيع بـ12 في المائة، ثم قطاع المعلوميات والاتصالات، والنسيج والألبسة بنسبة 7 في المائة.
وصرحت إحدى المترشحات من مدينة أكادير:”على مدى إعداد الملف استثمرت الكثير وهو ما أتاح لي توضيح فكرتي على نحو أفضل، حيث استمعت إلي اللجنة بانتباه كبير وأوصوني بتطوير نفسي وشجعوني على المضي قدما. لكن، للأسف لم يتم قبول فكرتي، أشعر بخيبة أمل، لكنني لن أتنازل ولن أتخلى عن ما أريد وسأقدم مشروعي الخاص بالتجارة الالكترونية في أقرب وقت ممكن”.
وتتواصل عملية اختيار أصحاب المشاريع، والكشف عن المؤهلين في 10 جهات المغرب الأخرى.
عبدالصمد ادنيدن