لم يخرج البوسني وحيد خاليلوزيتش المدير الفني للمنتخب المغربي الأول، وهو يتحدث خلال المؤتمر الصحافي الذي يعقده عادة، بعد توجيه الدعوة للاعبي الفريق الوطني، قصد الدخول بمعسكر تدريبي استعداد لإحدى الاستحقاقات، عن المألوف، حيث وجه كلاما منه المقبول، ومنه غير المقبول تماما، وهو كما يقول المثل الشعبي الدارج: “باغي يداويها عورها”.
فبعد أن نصح لاعبي البطولة الوطنية، بممارسة رياضة أخرى غير كرة القدم، ملمحا من وراء ذلك، إلى ضعف اللياقة البدنية للعناصر المحلية مقارنة باللاعبين المحترفين، وفي مقدمتهم أشرف حكيمي، والأمثلة كثيرة في هذا الشأن، عاد مرة أخرى ليصدم مرة بتصريح خارج النص، كحكم قيمة، يمكن قبوله من حيث الشكل، وليس بالمضمون.
شدد خاليلوزيتش خلال آخر لقاء إعلامي له، على ضرورة التحلي بروح المجموعة، من أجل تحقيق المزيد من النتائج الإيجابية، موضحا أن المنتخب يلعب كفريق واحد، ولا يملك في الوقت الحالي نجماً كبيراً، مثلما تملكه الجزائر ومصر والسنغال.
“نحن لسنا مثل مصر التي تتوفر على محمد صلاح، أو الجزائر التي تملك رياض محرز، وهناك أيضاً ساديو ماني مع السنغال. هؤلاء اللاعبون يقومون بأشياء عظيمة على المستوى الفردي، أما نحن فنركز على المجموعة، الكلّ يسجل عندنا، وأفضل مثال أن أشرف حكيمي وأيمن برقوق أيضاً، هذه بمثابة ثروة يملكها المنتخب المغربي”.
ودائما الكلام للمدرب وحيد، وهو يعني بذلك حكيم زياش، اللاعب الذي انتظر منه الكثير، دون أن يقدم الإضافة المطلوبة، بل بالعكس تحول إلى عنصر يثير المشاكل، كما يظهر نوعا من التعالي، وعدم الانضباط، والإساءة إلى روح المجموعة سواء داخل الملعب أو خارجه.
لاعب بهذه السلوكات غير المقبولة والمردود الضعيف، لا مكان له صراحة له داخل الفريق الوطني نهائيا، بالتالي فإن الإقصاء من لائحة المنتخب له ما يبرره، ولا يمكن الاعتراض عليه، إلا إذا تعهد بمراجعة سلوكاته وعنتريته.
هذا وجه آخر للعملة بالنسبة لتصريحات المدرب، فالادعاء أن المنتخب المغربي، لا يضم في صفوفه نجوما كبارا، كما هو الحال بالنسبة لمصر والجزائر والسنغال، كلام مردود عليه، خاصة وأنه يتجاهل إعطاء اسم كبير بعالم الاحتراف الأوروبي، ونعني هنا بدون أي مبالغة أشرف حكيمي اللاعب الذي يبصم طيلة السنوات الأخيرة، وفي كل الدوريات التي لعب بها على مستوى رائع، إلى درجة صنف مؤخرا كأفضل ظهير أيمن في العالم، وهذا مكسب مهم لأسود الأطلس.
فكيف إذن يمكن قبول تصريح مدرب يتجاهل عطاء نجم يقدم مستوى لافتا ويلعب بصفوف الفريق الذي يشرف على تدريبه، غريب حقا، ما يقول هذا المدرب الذي كثيرا ما خرج عن النص، وهو المطالب بتحفيز لاعبيه، والأداء بتصريحات تساهم في الرفع من المعنويات، وجعل الإعلام الوطني والدولي، يتناقل ما يقوله بكثير من التقدير والإعجاب.
ألم نقل لكم إن وحيد يقول أحيانا كلاما، يجعلنا نتساءل هل يستحق فعلا قيادة الفريق الوطني؟
>محمد الروحلي
