مغاربة مخترعون -الحلقة 6 –

انبثقت بالمغرب خلال السنوات الأخيرة، مجموعة من الطاقات الشابة، التي برز اسمها في عالم الابتكار والاختراع، فكلما شاركت في مسابقات دولية ما، إلا وحصل عدد كبير منها على جوائز ذهبية، أو فضية.. رافعين الأعلام المغربية، في كل من دولة؛ كندا، والولايات المتحدة الأمريكية، وكوريا الجنوبية، وماليزيا.. إلى غيرها من الدول التي تستضيف منتديات عالمية، خاصة بأحدث الاختراعات والابتكارات.
المخترعون المغاربة، الذين جلهم شباب ينتمون إلى الجيل الجديد، استطاعوا أن يتوصلوا من خلال أبحاثهم، من داخل مختبرات الجامعات المغربية، عبر ربوع المملكة، إلى اختراعات حديثة، تواكب التطور العلمي والتكنولوجي الحديث، في مجال الطاقة البديلة، والتكنولوجيا، وكذا عالم السيارات، وصناعة المحركات..
وشكلت الجوائز التي حاز عليها ولا يزال المغاربة، في كبريات المسابقات العالمية، في ميدان الاختراع، حافزا ودافعا معنويا لهم، ما جعل المؤسسات المغربية، تنخرط، وتبادر بشكل تلقائي إلى تكريم هذه الطاقات، وتوفير الإمكانيات لها على قدر المستطاع. !
إلى جانب، هذا، يوشح جلالة الملك محمد السادس، في كل مناسبة وطنية، الشباب المغربي المخترع، وهو ما يشكل دافعا معنويا لباقي الطلبة، الذين يجتهدون في محاولة ابتكار واختراع أشياء جديدة، تنضاف إلى سلسلة الاختراعات السابقة للمغاربة.
واهتماما منها بالموضوع، تحاول بيان اليوم، طيلة أيام شهر رمضان، أن تقترب من هؤلاء المخترعين، واختراعاتهم الحديثة، بالإضافة إلى تتبع مساراتهم الدراسية، والجوائز التي حصدوها في مختلف الملتقيات الدولية، تعريفا منها بهذه الطاقات الشابة التي تستحق التشجيع والتنويه ودعمها معنويا، حتى تواصل مسارها في عالم الأبحاث العلمية بشكل ثابت.

لمين لكصير.. تتويج ذهبي واختراع خاص بذوي الاحتياجات الخاصة

لمين لكصير، من مواليد سنة 1995، بمدينة كلميم، حاصل على ثلاث ميداليات ذهبية، ولقب “جائزة الاختراع الخاص” في مجال الحماية، في المسابقة الدولية للاختراع والابتكار (آي كان 2017)، التي نظمت بمدينة تورنتو بكندا.
المخترع والطالب المغربي، لكصير شارك في هذه المسابقة الدولية بمشروعين، يتعلق الأول بمجال الحماية، من خلال جهاز متعدد الوظائف يقوم بـ”الحماية من مخاطر انفجار البطاريات وأدوات الشحن الخاصة بالهواتف الذكية واللوحات الالكترونية”.
الجهاز يمكن، وفق ما أكده الطالب في تصريح إعلامي له، من التحكم عن بعد بالأجهزة الكهربائية.
ويتعلق المشروع الثاني الذي تقدم به أيضا، لمين لكصير، في المسابقة الدولية، بجهاز لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة على مستوى الذراعين، وللأشخاص الذين يجدون صعوبة باستخدام اليدين، حيث يساعدهم هذا الجهاز بالتحكم في جهاز الحاسوب من خلال حركات الرأس، كما يسمح لهم ببعث رسائل وإشعارات للذين يعتنون بهم.
المخترع لكصير، تابع مسار تعليمه الابتدائي بكلميم (مدارس للا عائشة والمسيرة) والجذع المشترك بإعدادية باب الصحراء وثانوية مولاي رشيد، وحصل على شهادة الباكالوريا فوج 2012 / 2013، ويتابع حاليا دراسته الجامعية بجامعة الحسن الأول بسطات، حيث استطاع أن يحجز له مقعدا مع الشباب المخترع المغربي، باصما اسمه في مجال الابتكار والبحث العلمي.
وحظي الشاب المغربي بتكريم خاص، من قبل مجلس جهة كلميم واد نون، حيث اعتبر رئيسها، عبد الرحيم بنبعيدة، أن هذا التكريم، مستحق لطالب رفع علم المملكة المغربية عاليا بكندا، وهي لحظة الاحتفاء بالعلم والمعرفة، مشددا على أن الجهة حرصت على الاحتفال بهذا الطالب تكريسا لثقافة الاعتراف بالمبدعين.
وأضاف بنبعيدة، في كلمته التي ألقاها خلال الحفل، الذي نظم بتنسيق مع جامعة الحسن الأول بسطات، أن الجهة واعدة ومبدعة وتزخر بكفاءات كبيرة تسعى من خلال مبادرتها بتكريم هذا المبدع، إلى جانب تكريس عرف تكريم أهل العلم والإبداع، مبرزا استعداد الجهة احتضان الطاقات الشابة والطلبة المتفوقين وكافة الكفاءات، على اعتبار أنها مستقبل الجهة والوطن عموما.
من جهته اعتبر نائب رئيس جامعة الحسن الأول بسطات رياض فخري، أن الطالب لمين لكصير طاقة واعدة يمتلك امكانيات هامة، مشيرا إلى أن ما حققه من إنجاز لم يكن ليتم لولا الظروف المواتية التي توفرها الجامعة لطلبتها.
وأعلن في السياق ذاته عن افتتاح مدينة البحث والابتكار بالجامعة (أربع نماذج على الصعيد الوطني في طور الانجاز) السنة الجارية، والتي ستحتضن الباحثين الذين سيساهمون في التنمية والتطور الاقتصادي للمغرب.

> يوسف الخيدر

Related posts

Top