كما عود جمهوره كل سنة، يجدد مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف اللقاء بمحبي الفن السابع في دورته الخامسة والعشرين التي تصادف هذه السنة اليوبيل الفضي للمهرجان والمنظمة في الفترة الممتدة من 23 إلى 31 أكتوبر. إنه مسارٌ فني حافل بصمت فيه جمعية مهرجان الرباط الدولي للثقافة والفنون على موعدٍ قارٍ تنفتح فيه عاصمة المملكة على محيطها العربي، والإفريقي والدولي، لتقاسم التجارب الإبداعية والتعريف بقيم التسامح والانفتاح والتعايش التي لطالما ميزت الشعب المغربي.
وفي ظل الظروف الصحية الحالية، وعملا بمتطلبات حالة الطوارئ والاجراءات الاحترازية التي أعلنت عنها بلادنا، من أجل محاصرة جائحة وباء كرونا المستجد، فقد أبت إدارة المهرجان إلا أن تبقي على هذه الدورة لتكون دورة عن بعدٍ، مع ما يتطلبهُ ذلك من رصد للإمكانيات التقنية والرقمية التي من شأنها ضمان تتبع الجمهور الوفي لمختلف أنشطة المهرجان بنفس الزخم المعهود في الدورات العادية.
ستشرف على اختيار جوائز المسابقة الدولية للفيلم القصير لجنة يرأسها المخرج المغربي عهد بنسودة، إلى جانب مبدعين يمثلون ثقافات مختلفة وحساسيات فنية متنوعة. وتحل كندا ضيفة شرف لهذه الدورة، حيث سيكتشف عشاق الفن السابع سينما لها بصمتها صناعة وإبداعا، تعكسخصوصيات هذا البلد المميز.
وتكرم هذه الدورة، أحد مؤسسي مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، روح سيدة المسرح وأول وزيرة فنانة في تاريخ المغرب المعاصر، المرحومة الفنانة ثريا جبران التي غادرتنا إلى دار البقاء في شهر غشت الماضي، والتي تركت وراءها تجربة فنية في مجال التشخيص تجاوزت حدود المسرح إلى تخوم السينما والتلفزيون.
وبالموازاة مع المسابقة الرسمية للأفلام، تعود ورشة كتابة السيناريو التي يؤطرها المخرج الأمريكي جيروم غاري على مدى سبعة أيام موجهة للمهنيين والطلبة والشغوفين بكتابة السيناريو والحاملين لمشاريع أفلام روائية طويلة.
وتماشيا مع الوضع الصحي الذي يشهده العالم، جراء وباء كورونا، سينظم مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف ثلاثة ندوات عن بعد، تقارب الأولى “مستقبل الصناعة السينمائية على ضوء الوضعية الوبائية العالمية”، وتستشرف الثانية “مستقبل الفرجة السينمائية بين قاعات العرض و”سينما البيت”، بينما ستركز الثالثة على موضوع “حقوق المؤلف في الوسائط الجديدة، حالة المؤلفات السينمائية”
إن تكيف إدارة المهرجان مع مستجدات الوضعية التي فرضها فيروس كوفيد-19 وإصرارها على المضي قدما في تنظيم هذه الدورة الرقمية عن بعد، يعكس قناعتها بأن السينما أسمى تعبير عن انشغالات الشعوب وتطلعاتها وأحلامها، وما اختيار مواضيع الندوات المقامة على هامش المهرجان، إلا دليل على أن الفن المواطن هو الذي يسعى للمساهمة من موقعه في تجاوز الأزمات أياً كان نوعها.
مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف في دورة جديدة
الوسوم