مهرجان السينما المستقلة بالدار البيضاء يرفع تحدي مصالحة الجمهور مع الفن السابع

كشف حمادي كيروم مدير مهرجان السينما المستقلة بالدار البيضاء، أن الدورة الثالثة للمهرجان التي تنظم بين 19 و25 أبريل الجاري، ستعرف مشاركة وازنة لعدة أسماء مغربية ودولية مشهود لها بالإبداع في المجال السينمائي.

ووقف حمادي كيروم، أول أمس الثلاثاء في ندوة صحافية لتقديم برنامج هذه الدورة، عند أهمية السينما في الحياة اليومية للمواطنين، واصفا إياها بمستشفى لتطبيب الجمهور.

وشدد كيروم على حاجة البيضاويين إلى مهرجان سينمائي وازن، لمحاربة العنف الذي يستوطن شوارع العاصمة الاقتصادية، وسد الفراغ الثقافي الحاصل في هذه المدينة.ويرى أن الثقافة في حاجة، أكثر من أي وقت مضى، إلى الدعم من قبل الفاعل السياسي سواء على المستوى المحلي أو الوطني، موضحا أنه لم يعد مقبولا الاستمرار في نهج التفرقة الذي كان سائدا بين السياسيين، نظرا لانعكاساته الوخيمة على الممارسة الثقافية.

وثمن حمادي كيروم مستوى الأفلام المشاركة في المهرجان سواء الطويلة أو القصيرة أو الوثائقية، مبرزا أن اللجنة انكبت على اختيار باقة من الأفلام الجيدة، سواء التي سبق عرضها في مهرجانات دولية مصنفة أو التي لم تشارك في أي مهرجان.

وقال مدير مهرجان السينما المستقلة بالدار البيضاء إن هذا المهرجان بات يمنح الفرصة لجميع الطاقات والمواهب المبدعة في المجال السينمائي، بصيغة أخرى لا يقتصر على الأسماء المشهورة فقط في العالم، ذلك أن شعرية الإبداع هي المحدد في استدعاء الأفلام الجيدة للمشاركة.

من جهته، أكد عبد الصادق مرشد رئيس مقاطعة المعاريف بالدار البيضاء، استمرار الإدارة المنتخبة في دعم المهرجان، واصفا الثقافة بـ «القدر» وليس «الاختيار»، خصوصا أنها تعد مصدرا مهما للتنمية.

واعتبر المتحدث أن مهرجان السينما المستقلة بالدار البيضاء مهم في المشهد الثقافي المحلي، لأنه يجسد المعنى الحقيقي لمفهوم الفن الراقي، مشيرا إلى أن التراكم الذي حققه المهرجان لحد الآن، جاء نتيجة إصرار جميع الفاعلين على إنجاحه.

من جانبها، اعتبرت المخرجة المغربية غيثة القصار وعضوة لجنة تحكيم الأفلام القصيرة لهذه الدورة، أن السينما لا سيما المستقلة، تعيد كتابة المجتمع، بنفس من الأمل والتشجيع.

وترى غيثة القصار أن السينما منصة للتفكير الجماعي في عدة قضايا مجتمعية، حيث نوهت إلى أن هذا المهرجان يشكل مناسبة سانحة للقاء بين المخرجين والممثلين والنقاد والجمهور البيضاوي الذي يستحق أن يشاهد أعمالا بصرية جيدة.

وشهد اللقاء الصحافي مشاركة المخرج المغربي نور الدين الخماري رئيس لجنة تحكيم الأفلام الطويلة، الذي تحدث عن بداياته السينمائية الأولى، وتحديدا دراسته بالنرويج التي سمحت له بالتعرف على أسماء مخرجين عالميين، قبل أن يكتشف الدار البيضاء في أحد الدروس التطبيقية في هذه المرحلة، ليقرر فيما بعد تصوير أفلامه بالعاصمة الاقتصادية للمغرب.

وألح نور الدين الخماري على حاجة البيضاء إلى السينما، مسجلا أنها ليست فضاء للعنف فحسب كما يتم التصوير لذلك، وإنما أيضا، أرض للإبداع والثقافة والفن، وهو ما يعمل على تصويره في أعماله السينمائية.

وأشار نور الدين الخماري أن الهوية الخاصة بالدار البيضاء، تستمدها من الساكنة التي تتميز بعدة خصائص، تبرز أكثر في الوجوه، لهذا تجده كمخرج أكثر انشغالا بوجوه الممثلين الذين ينتقيهم بعناية حتى يكونوا أكثر تعبيرا أثناء أداء الأدوار المنوطة بهم.

وعبر الممثل مالك أخميس، أثناء كلمة مقتضبة له في الندوة الصحافية، عن سعادته بالمشاركة في المهرجان من خلال عرض فيلم «أمل» في اللقاء الافتتاحي للمهرجان، يوم الجمعة 19 أبريل الجاري، والذي مثل فيه إلى جانب المخرج جواد غالب.

وباعتباره ابن مدينة الدار البيضاء، دعا أخميس جميع أصدقائه ومعارفه ومختلف الفئات الاجتماعية إلى الإقبال على صالات عرض الأفلام التي اختارتها اللجنة الفنية لهذا المهرجان الذي جاء ليصالح الجمهور مع الفن السابع.

هذا وتتميز هذه الدورة بتنظيم معرض للصور الفوتوغرافية «سويرتي مولانا» لداود أولاد السيد، إلى جانب تنظيم ورشات «ماستر كلاس»، وإدارة حلقات نقاش حول السينما المستقلة.

ويشير المنظمون إلى أن مهرجان السينما المستقلة بالدار البيضاء، منارة للشباب صانعي الأفلام، من أجل خلق رؤية سينمائية مبدعة، تنتج صورا سينمائية تتجاوز الحدود من المحلية إلى العالمية.

والمهرجان، على حد تعبيرهم، هو دعوة استعارية للمخرجين الشباب من أجل الاهتمام بالمعرفة السينمائية، والجمع بين التقني والاستتيقي، لإعادة طرق سرد القصص والحكايات، من أجل إعطاء القيمة للنظر، كما أن المهرجان منصة للفرجة المختلفة التي ترفع من ذوق المشاهدة الجماهيرية.

ويؤكد المهرجان في دورته الثالثة على استحضار النقاش الفني والفكري الذي يغيب في المهرجانات الاستعراضية التي جعلت من الفن السينمائي سلعة للتسلية، ومن ثم يسعى إلى إعادة السينما لنبلها الفني الذي فقدته طيلة القرن العشرين.

جدير بالذكر أن إدارة المهرجان اختارت الاحتفاء في هذه الدورة بعلمين سينمائيين ويتعلق الأمر بـسعد الشرايبي وليو كراكاس.

 يوسف الخيدر

Top