مهرجان “موازين إيقاعات العالم” يختتم فعاليات دورته الـ 15

يختتم اليوم، في الرباط، مهرجان “موازين إيقاعات العالم” فعاليات دورته ال 15، وقد تميزت هذه النسخة  من المهرجان بحضور نجوم عربية وأجنبية إلى جانب فنانين شباب وواعدين.
وينظم مهرجان موازين سنويا في الرباط من طرف جمعية “مغرب الثقافات”، وكانت دورته الأولى قد انطلقت في صيف العام 2001. وحظي الجمهور العاشق للموسيقى في افتتاح النسخة 15 من “موازين إيقاعات العالم” قبل أيام، بليلة غنائية استثنائية شهدت مشاركة نجوم من ينتمون إلى مدارس مختلفة من الغناء العربي والأجنبي.
وقدم العراقي كاظم الساهر باقة من أشهر أغانيه على مدى نحو ساعتين على مسرح محمد الخامس، ودفعته حماسة الجمهور والتصفيق المستمر إلى النزول عن المسرح والاختلاط بالحاضرين والتقاط صور “سيلفي” معهم. ومن بين ما غنى الساهر “علمني حبك” و”أكرهها” و”أحبيني بلا عقد” و”غرناطة” و”أراضي خدودها” و”قولي أحبك”. وحرص المطرب العراقي على صعود المغنية المغربية الشابة نجاة الرجوي إلى المسرح لتشاركه تقديم بعض أغانيه، وكانت الرجوي من بين المشاركين في برنامج “ذا فويس” الذي يشارك الساهر في هيئة تحكيمه.
وعلى إيقاع عروض الشارع التي تقام على هامش المهرجان تستمتع ساكنة المدينة وزوارها بأجوائه البهيجة، ويجعل من مدينة الأنوار فضاء للاحتفال .
 وبالمناسبة، تصدح شوارع العاصمة بإيقاعات ساحرة ورقصات مدهشة في أجواء احتفالية زاهية تدعو السكان إلى التخلص من روتين الحياة اليومية والاستمتاع بفسحة فنية مفعمة بالرقص والغناء، في فضاء مفتوح ومفعم بالرموز يؤدي فيه الفنانون بكل حرية عروضا غنية بالألوان.
 ويعد مفهوم مهرجانات الشارع مفهوما ذائع الصيت في العالم، ووسيلة ثقافية واجتماعية للتنشيط ، وورشا موسيقيا في الهواء الطلق حيث يعيش الممثلون و المتفرجون لحظة انغماس خالصة بعيدا عن عراقيل المسرح، انها لحظة متقاسمة من الاستمتاع حيث يغيب الزمن ليترك مكانه لسحر الألوان و جمالية الحركة .
 وفي برنامج هذه التظاهرة المتنقلة، حفلات مختلطة لمجموعة من الفرق الشبابية المغربية “أوفر بويز أورجنال”، و”أوستينا تونو”، و”تكتكات مراكش، و”باتوكلون” دعوا الساكنة، من خلال عروض رائعة، إلى الموسيقى و الرقص.
 وبين يومي السبت و الثلاثاء، التقت مجموعتان موسيقيتان لإدخال البهجة في شوارع الرباط . فقد عزف أفراد مجموعة “أوفربويز”، التي بلغت نصف النهاية لجيل موازين 2012 ونهائي برنامج عرب كوت تالنت، موسيقى حيوية ومثيرة، تتخللها أصوات وإيقاعات مدهشة، وتتجاور في البرنامج، السامبا والباتوكادا مع الهوبا هوب والسالسا، أضفت عليها الفنانون لمسة مغربية.
 واقترحت المجموعة السلاوية “أوفربويز أوريجينال” موسيقى كهربائية مكونة من نوتات ملونة على إيقاعات مضيئة استلهاما من ثقافات متعددة، ما منح الجمهور كوكتيلا متألقا .
 وأدخل الحفل، الذي قدمته مجموعة الايقاع “أوستينا تونو “، البهجة على قلوب الجمهور بأسلوب مستلهم من التراث المغربي الذي يزاوج بين الشعبي والموسيقى الافريقية، مرورا بالموسيقى الامازيغية والكناوية.
  ومنحت مجموعة “تكيتكات”، التي كان لسكان مدينة الرباط موعد معها يوم أمس السبت ، موسيقى جماعية وإيقاعا متعددا وموسيقى الكورال.  وفي البرنامج أيضا كوميديا موسيقية مستوحاة من سنوات الستينيات، تقترح ثقافة مدنية وحياة عصرية، وتقدمها مجموعة إيقاعية وفنانون من سيرك “باتوكلون”. وقد قدمت المجموعة، التي تأسست سنة 2014، صورة عنها من خلال الاشتغال على ضروب متنوعة من الحفلات.
 وتفرض حفلات الشارع نفسها خلال كل دورة من مهرجان موازين – إيقاعات العالم كلحظة للثقافة و التضامن. وبالتوازي، تمكن مجموعات من ان تعرف بنفسها ، ولفنانين شباب أو متمرسين من إظهار مدى تقدمهم .
  وقد أضحى موازين ، وهو حدث مهم ضمن الأجندة الثقافية المغربية، اليوم حدثا مرادفا للسفر والتواصل. فهو احتفاء لا نظير له يحول كل سنة مدينة الرباط إلى مسرح كبير في الهواء الطلق، حيث احتفالات الشارع و العروض تجعل من العاصمة كرنفالا بهيجا من الأصوات و الألوان.
وصرحت ميريام فارس التي قدمت حفلا الأحد الماضي إن مهرجان موازين إيقاعات العالم “من أكبر المهرجانات التي تقام” بالعالم العربي ومعروف بأنحاء العالم. وأضافت “أفتخر أني أشارك لأكثر من مرة بهذا المهرجان وألتقي بالجمهور الذي جاء من كل الدول”. وهذه ثاني مشاركة للمغنية التي منحها الإعلام لقب “ملكة المسرح”، بعد دورة 2010.
من جهتها، قالت المغنية اللبنانية يارا إن الألقاب لا تعني لها شيئا و”أن الفنان هو من يصنع هذه الألقاب بفنه وتوجهاته”. وتابعت يارا في مؤتمر صحفي الثلاثاء بالرباط “أعمالي هي التي تحكي عني”. وأضافت “أكثر لقب قريب إلى قلبي هو ملكة الرومانسية لأنه في شيء من الرومانسية.. لذلك أقدر أن أوصل هذا النوع من ألأغاني”.
وقد أكد مسلم وآش نايم وفرقة آش كاين، يوم الخميس الماضي بالرباط، أن موسيقى الراب تعيش أزهى أيامها في المملكة.
 وعزوا، خلال ندوة صحفية قبيل حفلهم بمنصة سلا في إطار الدورة الخامسة عشرة، المكانة المرموقة التي تحتلها موسيقى الراب في الساحة الفنية المغربية حاليا، بالخصوص، إلى قوة النص المكتوب بالدارجة المغربية وقربها من انشغالات المواطنين البسطاء، لاسيما الفئات الشابة.
 وأكد هؤلاء الفنانون على ضرورة تحلي مغني الراب بالذكاء في مقاربة المواضيع وكتابة الكلمات حتى تصل الرسالة بطريقة سهلة وسلسة للجمهور.
 واعتبر آش نايم “فنان الراب مثل صحفي يصور الواقع ويرفق مشاهداته بالموسيقى”.
 وأعربوا عن اعتزازهم بالمشاركة في مهرجان موازين ذو الصيت العالمي.
 واعتبروا المنافسة الكبيرة التي تشهدها ساحة موسيقى الراب بالمغرب أمرا صحيا، مؤكدين أنه على الرغم من العدد الكبير لفنانين الراب إلا أن لكل واحد منهم الأسلوب الذي يميزه.
 وبخصوص التأثيرات الفنية، أكد أعضاء فرقة آش كاين أن التأثير الأساسي مصدره رواد الراب الأوائل الذين يتوجهون للشباب، فيما أبرز مسلم أنه تأثر بالراب الفرنسي والأمريكي. أما آش نايم، فقال إن مصدر إلهامه كان الراب الفرنسي، ولاسيما مجموعتي “إي أ إم” و”إم تي إن”.
 ويتميز مسلم، الذي يعد أحد أشهر مغنيي الراب في المغرب ويملك في رصيده ستة ألبومات، بكلماته القوية التي تلقى تجاوبا كبيرا من طرف الشباب.
 ويحظى آش نايم الملقب ب”إيمنيم المغرب” بشعبية متنامية بفضل أغانيه الناجحة مثل “ساسا ذو كازابلانكا” و”هادشي لينكولو” و”أرا أرا” و”واش راك ناشط ؟”.
 وتمتلك فرقة آش كاين، التي تأسست سنة 1996، ثلاث ألبومات لحد الساعة. وتم تعيين الفرقة، التي تتغنى بالأمل وتدعو للفرح، سنة 2011 كسفير للنوايا الحسنة بالمغرب لبرنامج الأمم المتحدة.
يشكل مهرجان موازين منذ سنة 2001 الموعد الأبرز لعشاق ومحبي الموسيقى بالمغرب، كما يشكّل ثاني أكبر حدث ثقافي بالعالم بفضل جمهور قُدّر بأزيد من مليوني متفرج لكل من النسختين الماضيتين. ويقترح موازين خلال شهر ماي من كل سنة وطيلة تسعة أيام برمجة غنية تجمع أكبر النجوم الدولية والعربية، كما يجعل مدينتي الرباط وسلا مسرحا للقاء استثنائي بين الجمهور وثلة من الفنانين المرموقين. ويخصص مهرجان موازين أزيد من نصف برمجته للمواهب المحلية وذلك التزاما منه تجاه تشجيع الموسيقى المغربية. هذا ويوفر المهرجان ولوجا مجانيا ل 90% من السهرات كما يجعل من ولوج الجماهير مهمة أساسية. يعتبر المهرجان حاملا لقيم السلام والانفتاح والتسامح والاحترام، كما يساهم كذلك في تنمية الاقتصاد السياحي الجهوي وفي خلق صناعة حقيقية للحفلات بالمغرب.

Related posts

Top