تنطلق اليوم نسخة جديدة من البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، بقسميها الأول والثاني، بمشاركة نفس العدد من الفرق، أي 16 فريقا، دون إضافة فريقين، كما تم الترويج لذلك مباشرة بعد انتهاء بطولة الموسم الماضي.
والأكيد أن هذه نسخة ستكون مغايرة مقارنة للنسخة الماضية، في ظل الإجراءات الجديدة التي أقرتها الجامعة، والتي همت الكثير من الجوانب المؤثرة في حياة الأندية الوطنية. إجراءات تدفع في اتجاه تحسين المستوى التقني، وضبط آليات التدبير المالي عن طريق إرساء قواعد اللعب النظيف، والحكامة في التسيير في بعده المقاولاتي والمؤسساتي، وغيرها من الجوانب التي يتم لأول فرضت من طرف مكتب جامعي لكرة القدم.
ومن المنتظر أن تعرف بطولة هذا الموسم التي ستجرى هى الأخرى تحت تأثير الإجراءات الوقائية والاحترازية التي ينص عليها البروتوكول المقرر من طرف مصالح وزارة الصحة والسلطات العمومية، بسبب استمرار جائحة كورونا، وهى الوضعية التي ستستمر إلى حين تحسن الحالة الصحية على الصعيد الوطني.
ومن أجل الحيلولة دون السير العادي للمسابقة، وتفادي كثرة المؤجلات كما كان الحال عليه خلال النسخة الأخيرة، تقرر السماح بمشاركة واحدة فقط في المسابقات الخارجية، وفي حالة ظهور حالات إصابة بالوباء، سمح بالاعتماد على الشبان والأمل، مع الزيادة في عدد اللاعبين المرخص لهم.
كما تم منع الأندية من إجراء انتدابات في غياب التوازن المالي، أو عدم تصفية الملفات الخاصة بالنزاعات سواء تلك المتعلقة باللاعبين أو المدربين، وكل من تربطه علاقة تعاقدية، بأي ناد من الأندية الوطنية.
ومن بين المستجدات أيضآ، عرض برمجة كاملة للموسم الكروي بدوراته الثلاثين، تحت إشراف خبرة أجنبية، حيث تم التعاقد مع مؤسسات دولية مختصة، على غرار أهم البطولات على الصعيد الأوروبي، وهذه المبادرة من شأنها إنهاء الجدل والمشاكل الكثيرة والاحتجاجات الهامشية التي تعرفها عادة دورات البطولة.
من بين الإجراءات الجديدة، عدم تعاقد مدرب غادر فريق معين، مع فريق آخر تحت أي اسم من المسميات، على غرار مشرف عام، مدير رياضي، مدير تقني، وغيرها من أساليب التحايل التي أصبحت سائدة خلال السنوات الأخيرة، أما بالنسبة لمباريات كأس العرش، فستجرى بالموازاة مع منافسات البطولة طيلة الموسم، على أن تجرى المباراة النهائية خلال شهر يوليوز القادم، تزامنا مع عيد العرش، وليس بمناسبة عيد الاستقلال كما كان من قبل.
كل هذا يؤكد أن النسخة الجديدة، ستكون كما قلنا مغايرة لما سبق، بفضل حزمة من الإجراءات والقرارات التي يمكن وصفها بالقوية، إذ لأول مرة في تاريخ كرة القدم الوطنية تظهر الجامعة نوعا من الحزم، والحرص على تجاوز الاختلالات التي أثرت كثيرا على السير العادي للدوري منذ عدة سنوات.
والمطلوب هو التنزيل السليم، بعيدا عن أي تراجع أو ميز أو محاباة، في تكافؤ تام للفرص بين جميع الأندية دون استثناء…
>محمد الروحلي