نظام يقطع مع ثقافة الشك

أجريت مساء أول أمس الأحد عملية سحب قرعة البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم بقسميها الأول والثاني، بالإضافة إلى قرعة الدور الرابع من تصفيات كأس العرش لموسم 2019 – 2020.
والجديد في قرعة هذا الموسم، يتجلى في اعتماد -ولأول مرة- نظام معلوماتي بخبرة أجنبية، يختلف كليا عن الطرق اليدوية التي اعتمد عليها منذ انطلاق البطولة بصفة رسمية خلال موسم 1955-1956.
اعتماد نظام معلوماتي ينضاف للمستجدات العديدة التي شهدتها كرة القدم الوطنية خلال السنوات الأخيرة، أعطتها زخما مهما، كما غيرت من الطرق والأساليب التقليدية، مما جعلها تواكب التطور الذي تعرفه البطولات الاحترافية على الصعيد الدولي.
ويعد اللجوء للتقنيات الجديدة، خيارا يكرس التوجه الحداثي المعتمد بقوة من طرف الجامعة في السنوات الأخيرة، سمح بقطع الصلة نهائيا مع أي تدخل بشري، كيفما كان نوعه، مع ما يرافق ذلك كل موسم من ردود الفعل متباينة، دون استثناء ما تعرفه عادة، من شكوك وتأويلات أو استنتاجات، ليست كلها صحيحة.
والمؤكد أن اعتماد نظام معلوماتي في عملية القرعة، مع الأخذ بعيد الاعتبار مجموعة من المعطيات والالتزامات، وحتى الإكراهات المتعددة، أعطانا نتيجة قرعة وبرنامج غير قابل للطعن أو الشك، وأي تأويل من التأويلات الخاطئة والمتعددة.
والمؤكد أن ثقافة الشك التي كانت سائدة لعدة سنوات، كانت مبنية على تجارب معينة مؤكدة، بفعل تدخلات مباشرة لمسؤولي أندية يتمتعون بنفوذ خاص، تكريسا لممارسات سيئة، كثيرا ما غيبت أي تكافؤ مطلوب للفرص، أو احترام للروح الرياضية العالية، مع ترجيح كفة فرق معينة على حساب أخرى.
ففي سنوات خلت، كان هناك تدخل مباشر في عملية القرعة إلى درجة أن مسيرين كانوا يهيؤون برنامجا خاصا يناسب فرقهم، ثم يضغطون بواسائلهم الخاصة لاعتماده من طرف الجامعة، وهذا السلوك مؤكد ومورس في أكثر من موسم، صحيح أن مثل هذه الممارسات قلت بدرجة كبيرة خلال السنوات الأخيرة، إلا أن اعتماد نظام جديد بعيدا عن تدخل بشري، جاء لينهي كليا مع أي شكوك أو تدخل من أي جهة كانت.
إذن بعد العديد من المستجدات الإيجابية التي عرفتها البطولة الوطنية، في إطار منهجية التحديث ومواكبة التطورات المتلاحقة التي تعرفها أكبر البطولات على الصعيد الدولي، جاء تغيير نظام القرعة والبرمجة، ليكرس هذا التوجه المفتوح على المستقبل، بكل ما يحمله من تحديات.

>محمد الروحلي

Related posts

Top