لم تحدث مخلفات الدورة السابعة والعشرين من البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، أي تغيير يذكر على مستوى مقدمة الترتيب، بل زادتها إثارة وتشويقا، لتترك مسألة الحسم إلى الدورتين الأخيرتين من عمر هذا الدوري الأطول في التاريخ.
تعادل ثلاثي المقدمة، أبقى كل الحظوظ قائمة، بين المتزعم الرجاء، والمطاردين المباشرين الوداد ونهضة بركان، لتتواصل الإثارة والندية ببطولة الموسم الاستثنائي في كل شيء.
بين مركبي الدار البيضاء وأكادير توزع الاهتمام، وكل عناصر التشويق كانت حاضرة، وبالفعل جاء الاصطدام بين الرجاء والفريق البركاني قويا منذ الدقائق الأولى إلى آخر ثانية، لتنتهي الموقعة على إيقاع التكافؤ الذي لم يفد أي جهة، اللهم من إبقاء الأمل مفتوح في إمكانية الفوز باللقب بين فرق المقدمة.
بملعب أدرار، كذبت الحسنية كل الإشاعات التي كانت تتحدث، عن إمكانية حدوث تواطؤ أو تسهيل مهمة الوداد، حيث أكدت أطوار المباراة أن الفريق الأكاديري كانت تحدوه رغبة قوية في تحقيق الفوز، لولا الخطأ الفادح الذي ارتكبه الحارس الاحتياطي مانحا فرصة سانحة للوداد، حولها جبران إلى هدف من ضربة جزاء.
الحسنية ورغم ضمان مكانتها بالقسم الأول، ورغم بعض الغيابات، تمكنت من الدفاع عن سمعتها واسمها، حيث لعبت مقابلة بالشكل المطلوب، مبرئة نفسه ومبرئة أيضا، إدارة الوداد من أي محاولة للمساومة أو التواطؤ، كما تم الترويج لذلك طيلة الأسبوع، وهو اتهام مألوف في مثل هذه المواقف والمناسبات، الشيء الذي يشجع على رواج ثقافة الشك، والمس بمصداقية المنافسات، مع أن الهدف في المجمل غير بريء تماما.
وإذا كانت نتيجة التعادل قد أبقت على حظوظ الرجاء في المنافسة على اللقب، فإنها مدينة في ذلك إلى سفيان رحيمي الذي وقع هدفين غاليين، فبعد افتتاحه التسجيل في البداية، عاد ليختتم الحصة في الدقائق الأخيرة بهدف التعادل الذي يزن ذهبا، مانحا التعادل أمام فريق بركاني جاء للبيضاء، من أجل محو آثار الهزيمة المكلفة التي حصدها بميدانه أمام نهضة الزمامرة، وكان قريبا من العودة بانتصار مدو.
وإذا كان هذا الصراع على مستوى اللقب، فان هناك صراعا لا يقل ضراوة، طرفاه ناديا العاصمة، الجيش الملكي والفتح الرباطي، حيث يواصلان معا المنافسة على المرتبة الرابعة، المؤدية للمنافسات العربية، الفريقان حققا فوزا آخر ليواصلا عروضهما المبهرة نتيجة وأداء، ولولا التعثر في مجموعة من الدورات لكانا طرفين في الصراع على اللقب.
صراع متعدد الأوجه بين الأندية الأكثر عدة وعتادا، وموعد الحسم آخر دورة المحدد لها الحادي عشر من شهر أكتوبر الجاري.
>محمد الروحلي
