ما تزال تصريحات محمد صديقي وزير الفلاحة بشأن أسعار الأضاحي تثير السخرية بمواقع التواصل الاجتماعي، حيث رد العشرات من النشطاء على موقع «فيسبوك» على تصريحات الوزير بتدوينات ساخرة.
محمد صديقي الذي حل أول، أمس الاثنين، بمجلس النواب، في إطار الجلسة العامة المخصصة للأسئلة الشفوية الأسبوعية، أكد تصريحاته السابقة بشأن اسعار الخروف، حيث قال إنها متوفرة بأثمنة أقل من التي يتم ترويجها على مواقع فيسبوك وأن هناك إمكانية لاقتناء أضحية العيد بـ 800 درهم فقط.
وأكد الصديقي أن الأسعار تظل عادية وفي المتناول، وأن هناك بعض الأضاحي لا يتجاوز ثمنها 800 درهما، مشيرا إلى أن مصالح وزارة الفلاحة تواكب عن كثب الوضع الصحي للقطيع، وأنه جرى ترقيم 6.6 ملايين رأس من أجل معرفة مسار الأضاحي والعودة إلى الأصل في حالة وقوع أية مشكلة.
وتأتي أجوبة المسؤول الحكومي لتأكيد تصريحات سابقة له، عبر فيها عن رفضه للأخبار التي تروج بشأن ارتفاع الأسعار، والتي أكد أنها تظل مستقرة بمختلف الأسواق، وأن ثمن الأضاحي لم يرتفع كما يتم الترويج له، وهو الأمر الذي جر عليه انتقادات واسعة من نواب المعارضة الذين ساءلوا الوزير حول هذه الأسواق التي يتحدث عنها.
وعبر العديد من النواب من المعارضة عن استغرابهم من تصريحات الوزير، حيث قال نائب برلماني للوزير إن المغاربة لا تهم معطيات ترقيم القطيع بقدر ما يهم مكان وجود خروف 800 درهم الذي تحدث عنه الوزير.
وتوقف نواب آخرون عند ما تعرفه الأسواق من ارتفاع في الأسعار فاق 1000 و1500 درهما، عكس السنوات السابقة، وذلك في غياب أي إجراءات عملية من الحكومة لتخفيف وطأة هذا الغلاء عن الأسر المغربية التي اكتوت كثيرا بالزيادات المتتالية في أسعار مختلف المواد والمنتجات وغير ذلك.
الرد على وزير الفلاحة لم يقتصر على مجلس النواب فقط، وإنما اتسعت رقعة لانتقادات لتشمل الشارع، ووسائط التواصل الاجتماعي، حيث عجت هذه الأخيرة بمجموعة من التدوينات الساخرة من تصريحات الوزير والمعطيات التي قدمها في هذا الشأن.
وعبر العديد من النشطاء على موقع «فيسبوك» عن استغرابهم لتصريح الوزير حول استقرار السوق وحول «خروف 800 درهم»، متسائلين عن مكان السوق الذي تباع فيه هذه الخراف بالثمن الذي قال عنه الوزير.
ويرى البعض الآخر أن الوزير يتحدث بعيدا عن الواقع، حيث دعوا المسؤولين الحكوميين إلى النزول للشارع وتفقد الأسواق حقيقة لمعرفة حقيق الأمور وحقيقة الأسعار عوض إصدار تصريحات ومعطيات بعيدة ومنفصلة عن الواقع المعاش.
ونبه العشرات من النشطاء الحكومة إلى الصعوبات التي أضحى يعيشها المواطن المغربي في ظل غلاء الأسعار واستقرار الأجور وتفشي الأزمة، معتبرين أن الحل لا يمكن في مصادرة حق المغاربة في الاحتفال بشعيرة عيد الأضحى، وإنما في دعم فرحة العيد هذه ومراقبة الأسعار والتدخل لتخفيف وطأة غلاء المعيشة.
وبعد أن وجه محمد صديقي اتهامات مضمنة لمن وصفهم بـ «الوسطاء» الذين قال إنهم يشعلون فتيل الأسعار بالأسواق، صام عن الكلام وكأن دوره كمسؤول حكومي يقتصر فقط على إثبات الحالة، وإطلاق العنان لمخيلته كي ترسم للمغاربة شكل خروف عيد أملح وأقرن، يثير الناظرين ولا يتعدى ثمنه الـ800 درهم.
والواقع أن السيد صديقي يظل مع ذلك وفيا ملتزما، بل وتلميذا نجيبا لرئيسه، لأنه لم يخرج عن منهجية زملائه في حكومة شعارها مص دماء الفقراء وترك الحال على الغارب إلى أن تنقضي المدة الزمنية لولايتها بسلام.
محمد توفيق أمزيان
تصوير: احمد عقيل مكاو