‎ثوابت العادات الاجتماعية في الصحراء ومتغيراتها

 شكل موضوع “العادات الاجتماعية في الصحراء الثوابت والمتغيرات” موضوع ندوة فكرية نظمها اتحاد كتاب المغرب / فرع العيون يوم السبت الماضي.
 وتندرج هذه الندوة الفكرية المنظمة بدعم من وكالة الجنوب وبشراكة مع اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان العيون– السمارة، في إطار سلسلة الندوات و الموائد المستديرة التي فتحت المجال للتعبير والنقاش والتداول حول الثقافة الحسانية ببعض روافدها وتجلياتها بالأقاليم الجنوبية.
 وأكد رئيس اتحاد كتاب المغرب السيد عبد الرحيم العلام في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية أن هذه الندوة التي اتخذت من العادات الاجتماعية في الصحراء موضوعا لها، تشكل فرصة سانحة لمقاربة قضايا الثوابت والمتغيرات في العادات الاجتماعية الصحراوية وتسليط الضوء على اهم التحديات التي تواجه تطور البنيات الاجتماعية للمجتمع الصحراوي الذي يتميز بالغنى مجالا وتاريخا وثقافة وإبداعا.
 وذكر العلام أن الصحراء المغربية كانت دائما ملتقى للحضارات والثقافات ولمجموعات بشرية قادتها الحاجة او الضرورة لتلوذ بها ، مشيرا إلى انه في كل مخاضات الصحراء وتحولاتها تداخلت العادات والأعراف وأخذت بالأصلح والابقى لبيئة بدوية تقوم على الترحال الدائم والانتجاع.
 واعتبر أن موضوع العادات الاجتماعية في الصحراء من الموضوعات التي عادة ما تثير اهتمام علماء الاجتماع والمتخصصين في الحقل السوسيولوجي أكثر من المؤرخين والأدباء ، مبرزا أن التكامل بين الأديب والسوسيولوجي يعد من الأهمية بمكان خاصة إذا تعلق الأمر بمقاربة العادات الاجتماعية في الصحراء على مستوى الثوابت والمتغيرات.
 ومن جهته أبرز الكاتب العام لاتحاد كتاب المغرب / فرع العيون / الأستاذ إبراهيم الحيسن أن تنظيم هذه الندوة بمشاركة نخبة من الأساتذة الباحثين، سيمكن من إثارة النقاش حول الاهتمام بالتراث الاجتماعي في الصحراء والتفكير في جمعه وتوثيقه.
 وأشار الأستاذ الحيسن إلى أن المجتمع الصحراوي يتفرد بمجموعة من السلوكيات والعادات والتقاليد والأعراف والاحتفالات الاجتماعية، مبرزا أن هذه العادات والتقاليد منها ما يرتبط أساسا بالحياة اليومية كالعقيقة، والزواج، والختان، والخطوبة، إلى جانب شعائر الموت والدفن بالإضافة إلى الطقوس المتصلة بالاحتفالات الدينية والتضامن والكرم والأفعال والممارسات اليومية الكفيلة بتلبية مستلزمات الحياة الاجتماعية التي يقتضيها العيش في بادية الصحراء.
 ودعا الأستاذ إبراهيم الحيسن بالمناسبة المجالس المنتخبة والسلطات العمومية والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والفاعلين الثقافيين، الى الانخراط الفعلي والفعال في توفير الوسائل والسبل الضرورية والكفيلة بكسب الرهان وتحقيق المبتغى والنهوض بالمجال الثقافي بالأقاليم الجنوبية منوها بالدعم والاهتمام الذين لقيته هذه الندوة .
 وتميزت هذه الندوة بتقديم مجموعة من المداخلات تمحورت حول ” العادات وسياقات التقعيد الاجتماعي” ، وفن الغذاء في الصحراء ” و و”الدلالة السوسيو-تاريخية لاحتفالية الشاي الصحراوي”، و” التفاؤل عند المجتمع الحساني من خلال اللغة والعادات” و”المنظومة القيمية في العادات والتقاليد الصحراوية”.
  بيان

Related posts

Top