يطل علينا الشهر الكريم، شهر رمضان، حيث يدوم الصيام من وقت الفجر إلى غروب الشمس، ويمتنع الصائم في هذا الشهر عن العديد من المفطرات وعلى رأسها الأكل والشرب. ويحصل الصائم خلال فترة الشهر الكريم، على فوائد روحانية وصحية وجسمانية، فهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار.
وهو أيضا شهر الصحة: “صوموا تصحوا” هكذا قال رسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)، وهو الحديث الذي اعتبره البعض معجزا من الناحية العلمية، حيث ثبت وجود فوائد عديدة للصيام، لدرجة أنه يصل في بعض الأحيان إلى مرتبة العلاج الناجح لبعض الأمراض، لكن العلماء والأطباء يشترطون لأجل ذلك اتباع العديد من التعليمات الأساسية، سواء فيما يتعلق بنظام التغذية الذي يعرف تغيرا جذريا خلال شهر الصيام، أو بارتباط بخصوصيات الحالة الصحية لكل صائم على حدة. ولتحقيق هدف الصيام الصحي، نخصص هذا الركن للتذكير بعدد من أهم النصائح التي يمكن أن تشكل جوابا على أسئلة الصائمين في الشهر الفضيل.
حتى لا يشكل الصيام خطرا على مرضى السكري
نظرا لحساسية وضع مرضى السكري خاصة خلال شهر رمضان ومدى تأثير الصيام على صحتهم، خاصة في حالة عدم استشارة الطبيب مسبقا، تشكل التوعية والتحسيس أحد المحاور التي ينكب عليها الكثير من الهيئات والمنظمات وكذلك وسائل الإعلام. ولتجنب المضاعفات والآثار الجانبية الناتجة عن الإهمال في مراقبة المرض خلال شهر رمضان، نقدم بعض النصائح والإرشادات التي تخص مرضى السكري المباح لهم الصيام والرامية لاتباع بعض القواعد الصحية ليمر شهر رمضان بكل سلام.
شروط إباحة الصيام لمرضى السكري
* الفئة الأولى تضم المرضى الذين ثمة احتمالات عالية الخطورة أو عالية نسبيا لديهم ومؤكد طبيا تعرضهم لمضاعفات خطيرة. هذه الفئة تتبع العلاج بالأنسولين، في هذه الحالة على مريض السكري الابتعاد عن الصيام نهائيا.
* الفئة الثانية من المصابين تعاني من احتمالات كبيرة نسبيا أو متوسطة ويخشى الأطباء حصول مضاعفات نتيجة الصوم. وهذه الفئة أيضا عليها تفادي الصوم تجنبا لأي تطورات مفاجئة.
* الفئة الثالثة تعاني احتمالات خفيفة وقليلة جدا للتعرض إلى مضاعفات نتيجة الصوم. يتطلب من هذه الفئة اتباع نظام غذائي صحي خال من كل ما يحتوي على السكريات والدهنيات. وهاته هي الفئة المعنية أكثر ببرامج التوعية.
تجنب ألام الرأس
ليتكيف الجسم مع فترات الصيام على مريض السكري أن يصوم عدة أيام من شهر شعبان حتى يتعود الجسم على انقطاع الأكل طوال اليوم. وبالنسبة لمدمني الشاي أو القهوة أو كل انواع المنبهات فمن المستحب تناولهما بعد وجبة السحور. أما بالنسبة لمدمي التدخين فلا يحبذ قطع الصيام بالتدخين لأن ذلك يرفع من مخاطر حدوث السكتة القلبية.
احترام الوجبات
على الصائمين وخاصة منهم الصائمين من مرضى السكري احترام الوجبات الرمضانية الثلاث (الفطور، العشاء، السحور). وخلال وجبة الفطور يجب البدء بكل ما هو سائل يليه شيء صلب أو عسير الهضم ثم شيء بارد وحساء ساخن، مع تجنب تناول كل ما هو حلو أو ذهني خلال الوجبة. ويجب تعزيز وجبات الفطور بأطباق خضرية وفواكه، وشرب كميات مهمة من السوائل. والأهم من كل هذا يجب الحفاظ على مزاج جيد لأنه هو العامل الرئيسي لثبات صحة مرضى السكري.
كما ينصح أخصائيون بأهمية شرب الماء ليلا لمنع نقص الماء في الجسم خلال النهار، فيما يشددون على أهمية الحرص واعتماد النظام الغذائي المناسب لتجنب المشاكل الخطيرة التي تنجم عن صيام مريض السكري في شهر رمضان.
الرياضة والصيام
أهم نشاط قد يقوم به مريض السكري خلال فترة صيامه، هو ممارسة الرياضة خلال فترة بعد العصر، وهنا يجب الابتعاد عن الرياضات المنهكة للجسم والمكثفة. يمكن للمريض أن يكتفي برياضة المشي أو ركوب الدراجة أو السباحة أو حتى القيام بأشغال البستنة إذا توفرت في باحة المنزل. مع ذلك فمن الضروري وقف الصيام في حال حصول هبوط حاد في مستوى السكر في الدم كما من الضروري تناول شراب يحتوي على السكر في هذه الحالة وتكرار ذلك إلى أن يعود معدل السكر طبيعيا.
هذا على أن تتم استشارة الطبيب لمعرفة أسباب ذلك ومنع تكراره مرة أخرى. كما أن الأخصائيين ينصحون كل الأشخاص المقبلين على الصيام وخاصة للفئات العمرية ما فوق الأربعين بمراقبة نسبة السكري في الدم ونسبة الخزان تفاديا لمفاجئات غير سارة خلال الشهر الفضيل.
< سمر أزدودي (صحفية متدربة)