تحتضن مدينة أكادير، يوم 20 يناير الجاري، البرايم النهائي لمسابقة “ميس أمازيغ” التي تتنافس ضمنها 10 شابات من أجل تمثيل المرأة الأمازيغية وفق معايير تجمع بين الثقافة والجمال.
وقالت رئيسة لجنة تحكيم المسابقة، الشاعرة والناشطة الأمازيغية خديجة أروهال، إن من بين المعايير التي تم التركيز عليها في اختيار المتباريات، اللواتي تم انتقاؤهن بعد مرحلة تنافس أولية من ضمن 60 مشاركة، ضرورة أن تكون المشاركات حاملات لرسالة ومشروع في إطار العمل على تعزيز صورة المرأة الأمازيغية والنهوض بأوضاعها في القرى والجبال النائية، علما أن جميع المرشحات للقب “ملكة جمال الأمازيغ” يتميزن بكونهن من مستويات تعليمية متقدمة، لا تقل عن شهادة البكالوريا، وهن أيضا فاعلات وناشطات في العديد من المجالات الجمعوية والثقافية.ومن بين معايير التباري أيضا حول اللقب، إتقان المتبارياتللحديث باللغة الأمازيغية.
واعتبرت أروهال في اتصال هاتفي أجرته معها بيان اليوم، أن تلك الأهداف تشكل أيضا محور هذه المسابقة المتميزة، كما أراد لها المنظمون، كحدث ذي أبعاد ثقافية وتنموية ترتبط بإبراز الصورة الحقيقية للمرأة الأمازيغية التي كانت في وقت من الأوقات قائدة ورائدة في مجتمعها، ومن ثم تسميتها بـ”تمغارت” أو الرائدة، وذلك قبل أن يصبح المجتمع الأمازيغي، نتيجة لعوامل تاريخية واجتماعية، متشبعا بتقاليد وأعراف دخيلة تفرض على المرأة التهميش والعزلة. وأضافت المتحدثة أن المسابقة تمكنت بالفعل من كسر العديد من الطابوهات التي كانت متجذرة في المجتمع الأمازيغي ومرتبطة بجسد الفتاة الأمازيغية التي مهما بلغت في مستويات التعليم وسافرت إلى مناطق ومدن أخرى طلبا للعلم، إلا أنها بمجرد العودة إلى قريتها يصبح كل من فكرها وجسدها وجمالها موضوعا للحصار المجتمعي. وبالتالي، تضيف أروهال، فإن هؤلاء الشابات المثقفات والفاعلات يقدن أيضا ثورة على هذا الحصار في قراهن وجبالهن التي ينحدرن منها، مما أثمر دعما وتشجيعا من قبل أسرهن أولا، وقبولا واحتضانا، ثانيا، من قبل المجتمع الأمازيغي عبر ربوع الوطن، لهذه المسابقة التي تعرف تطورا ونجاحا متزايدا، سنة بعد أخرى.
وتنحدر المتباريات من مدن تيزنيت وزاكورة وإيموزار وأكادير وتيمولاي وصفرو، وتتراوح أعمارهن بين 20 و25 سنة. وتختلف تخصصاتهن العلمية بين القانون، والفيزياء،والتدبير الفندقي، والتمريض، والإنتاج السينمائي.
وتتكون لجنة تحكيم المسابقة، إضافة إلى الرئيسة الشاعرة الأمازيغية خديجة أروهال، من كل من رشيد بوقسيم مدير المهرجان الدولي للفيلم الأمازيغي، والفنانة الأمازيغية خديجة سكارين، والصحافي الحسن باكريم مدير الجريدة الأمازيغية “نبض المجتمع”، والدكتورة والمدربة لطيفة العبدلاوي، بالإضافة إلى مصمم الأزياء الأمازيغية محمد يوهامو.
ويذكر أن رسالة المسابقة تستمر أيضا بعد تتويج الملكة، إذ من المقرر أن تشارك الفائزة باللقب في عدة أعمال خيرية تستمر طوال السنةتحت رعاية الجمعية المنظمة، جمعية “إشراقة أمل”، وعلى رأس هذه الأنشطة قوافل طبية تضامنية وحملات اجتماعية لدعم التمدرس ومحاربة الأمية، لفائدة ساكنة المناطق الجبلية النائية.
من جهة أخرى، وفي سياق تزامن المسابقة مع رأس السنة الأمازيغية الذي يصادف 12 يناير من كل سنة، أشارت خديجة أروهال، في حديثها لبيان اليوم، أن تفكير المنظمين يتجه نحو إعادة النظر في البرمجة السنوية للمسابقة، بحيث تعطى لكل من المناسبتين، حدث الاحتفال برأس السنة الأمازيغية ومناسبة الاحتفال بالمرأة الأمازيغية، استقلاليته وخصوصيته، في إطار منح المزيد من القوة لرمزية وإشعاع كل من الاحتفالين.
وأكدت أروهال أن المغاربة الذين كانوا دوما متشبثين بإحياء رأس السنة الأمازيغية، أصبحوا أكثر اهتماما وإصرارا على إعطاء هذا الاحتفال مكانته المستحقة سواء في إطار تعزيز الانتماء للثقافة الأمازيغية، إذ يربط بعض الباحثين رأس السنة الأمازيغية بإحياء تاريخ الهزيمة التي ألحقها الإنسان الأمازيغي بالفرعون، كما تقول الحكايات، أو تأكيد ارتباط الإنسان الأمازيغي والمغربي بالأرض، بحيث يحمل هذا الاحتفال في رمزيته وطقوسه شعار الإنسان الأمازيغي المتشبث بهويته. وأشارت أروهال إلى أن طبق “أوركيمن” الذي تعده الأسر الأمازيغية بهذه المناسبة، يتكون من جميع البقول والحبوب التي تجود بها الأرض، والتي تطبخ وتقدم في هذا اليوم، في جو بهيج ترافقه الأهازيج والرقصات، تيمنا بسنة جديدة وبموسم فلاحي مبارك. وأضافت أن الاحتفال أخذ حاليا أبعادا أخرى، دون أن يتجاوز هذه العادات الأصيلة، خاصة بعد مأسسة ودسترة الأمازيغية، بحيث اتخذ شكل مهرجانات فنية وملتقيات ثقافية وفكرية، على المستويين الوطني والدولي، تؤسس وتفعّل لرمزية هذا اليوم في الثقافة الأمازيغية، وذلك في انتظار، كما تأمل خديجة أروهال، تحقيق الحلم الأهم في مأسسة هذا الاحتفال “من خلال إقرار رأس السنة الأمازيغية كعيد وطني وعطلة وطنية رسمية”.
من جانب آخر، وبحسب جمعية “إشراقة أمل”، فإن معايير اختيار الفتيات المتنافسات العشر ركزت أيضا، بالإضافة إلى المستوى الثقافي وإتقان اللغة الأمازيغية، على “نوعية اللباس والحذاء والحلي، والذي اشترط فيه أن يكون معبرا عن الهوية الثقافية الأمازيغية”.
وسيعهد للجنة التحكيم اختيار “ميس أمازيغ” ووصيفتها يوم الاحتفال، كما سيعتمد تصويت الجمهور الحاضر وفق القانون المنظم للمسابقة السنوية.وسيكون الجمهور الحاضر على موعد خلال الأمسية مع وجبة رأس السنة الأمازيغية المعروفة باسم “تاكلا” (العصيدة) تيمنا بالأيام الأولى للسنة الفلاحية والسنة الأمازيغية الجديدة.
تجدر الإشارة إلى أن لبنى الشماق قد حازت على لقب الدورة الماضية (2016م/2966أ) فيما عاد لقب أول دورة إلى الطالبة الجامعية أسماء سارح عام 2964 الموافق لـ 2014 ميلادية.
سميرة الشناوي