الملك في سلا

شهدت مدينة سلا استنفارا كبيرا لمسؤولي الإدارة الترابية من مختلف المستويات، والمنتخبين المحليين من أجل استئناف الأشغال في مشروع حديقة «عين الحوالا» على الطريق المؤدية إلى مكناس، وقد استؤنفت الأشغال فعلا، وذلك بمجرد وقوف جلالة الملك شخصيا على الإهمال الذي مس هذه الحديقة… سكان سلا أبدوا ارتياحا كبيرا للحزم الملكي، وتساءلوا عما يمنع منتخبي المدينة ومسؤوليها من التحرك لمتابعة سير برامج التنمية والتأهيل بمدينتهم، من دون أن يكونوا «كامونيين» على حد تلميح المثل.
عدوة أبي رقراق الثانية، وهي بالمناسبة تشهد أكبر الكثافات السكانية بالمغرب، تعاني من اختلالات متعددة في التعمير والعمران، وفي الشبكة الطرقية وباقي البنيات التحتية، وفي امتلاك مداخل تنموية وبيئية  تناسب انتظارات أهلها…
سلا تحتاج أن تكون مدينة حقيقية إلى جانب عاصمة المملكة في القرن الواحد والعشرين…
ساكنة سلا لا تجد مثلا خلال شهر رمضان فضاءات مناسبة لتجوال الأسر ولكي تروح العائلات عن نفسها…
أحياء ومناطق عديدة في سلا باتت اليوم «نقطا سوداء» من حيث تفشي الإجرام، وأيضا من حيث غياب النظافة واختلال الرونق العام للمدينة…
سلا التي تجاور الرباط، ولا يفصل بينهما سوى الوادي (أبي رقراق)، تريد أن تشكل مع العاصمة قطبا للتنمية وللتمدن، ويقودان معا البناء التنموي في عمق جهة الرباط سلا زمور زعير، لكن سلا اليوم صارت كما لو أنها ضحية موقعها الجغرافي، وفي الحقيقة هي ضحية تسلط لوبيات الفساد على شؤونها طيلة عقود، ما حولها إلى قرية كبيرة…
وقوف جلالة الملك هذه المرة في «عين الحوالا» جسد تنبيها للقائمين على الشأن التدبيري لسلا، وفتح الباب ليتشعب الكلام في مختلف مجالس الحديث، وتخرج المتمنيات إلى العلن…
تمنى الناس أن يعرف واقعهم في تابريكت وفي بطانة وفي … الواد وحي شماعو وداخل زقاقات المدينة القديمة وفي سلا الجديدة وفي احصين وفي كل زوايا المكان…
تمنى الناس لو تفتح ملفات التسيير الجماعي في المدينة…
الناس لا يريدون مطاردة ساحرات أو…سحرة، إنما فقط يريدون أن تستعيد المدينة كبرياءها وابتسامة أهلها، وبهاء المكان فيها…
المدينة التي تجاور عاصمة المملكة، وتحتضن إحدى إقامات الجالس على عرش المملكة، تستحق منتخبين ومسؤولين أحسن وأكثر مصداقية وذكاء…
اليوم ملك البلاد يلفت الانتباه، وناس المدينة يتطلعون إلى  سلا بوجه يناسب ثقلها في التاريخ وفي الجغرافيا وفي حجم المطلب التنموي والاجتماعي…

Top