احتفل المغاربة، في الخامس من أكتوبر الجاري، بـ “اليوم العالمي للمعلمين” كباقي دول المعمور. وهي مناسبة تقول فيها كل الأجيال “شكرا لمن علمنا حرفا أو كلمة”.
واختارت وزارة التربية الوطنية هذه السنة شعار “من أجل نهضة تربوية رائدة لتحسين جودة التعليم” لإحياء هذه المحطة، ذلك أنه لا نهضة تربوية بدون أستاذ كفء متمكن، والأمر نفسه يتعلق بتحسين جودة التعليم التي هي في حاجة إلى موارد بشرية بطموح وإمكانيات معرفية ومهنية محترمة.
فعن طريق الأستاذ تبنى مؤسسات الدول، في مختلف المجالات؛ الصحة، والاقتصاد، والتعليم، والإعلام، والفن.. فلا خلاص للعالم من المدرس، لهذا فهو في حاجة إلى الاعتراف المعنوي، بتكريمه والإشادة بمجهوده الذي يبذله في سبيل التربية والتوعية والتحسيس في المجتمع.
كما يبقى الأستاذ في حاجة ماسة إلى تصحيح وضعيته المادية والاجتماعية، حتى يكون قادرا على العطاء في ظروف اجتماعية مواتية، تحفز على العمل والاشتغال، لا أن يجعل أيامه كلها محطات للاحتجاج والنضال لتحسين وضعيته المالية.
والثقافة المغربية تعتز بدور الأستاذ في المحيط الاجتماعي لأنه يظل مربيا لجميع الأجيال المتعاقبة، حيث يصر آباء وأولياء التلاميذ على احترامهم وتقدير المعلم، مرددين العديد من الجمل والعبارات التي تمجد مكانته فيما بيننا.
ويعتبر الأستاذ المحرك الرئيسي للعملية التعليمية، فيما يتصل بالمخططات والاستراتيجيات التي تنهجها الدولة، آخرها العمل على تنزيل أحكام القانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي.
ومن هنا لا يمكن الحديث عن أي إصلاح دون الأخذ بعين الاعتبار مكانة الأستاذ في أي مخطط يهم قطاع التربية الوطنية، باعتباره أس الإصلاح المجتمعي، وتقرير لجنة النموذج التنموي الجديد أكد على ذلك.
ولتحقيق النهضة التربوية المنشودة، بالمغرب يجب إيلاء أهمية قصوى للموارد البشرية التي تزخر بها المنظومة التربوية من نساء ورجال التعليم، انطلاقا من المراهنة على انتقاء أجود الكفاءات العلمية والمعرفية والمهنية، واستقطاب المتملكات والمتملكين منهم للاستعداد النفسي والمعرفي والقيمي ومن الشغوفين بممارسة هذه المهنة النبيلة.
وتزامن “اليوم العالمي للمعلمين” خلال هذه السنة مع الدخول المدرسي برسم الموسم الدراسي 2021/2022، والذي تأخر بشكل ملحوظ نظرا للوضع الصحي الاستثنائي الذي يعيشه المغرب الذي عملية التلقيح قبل انطلاق الدروس الحضورية بالٌأقسام.
وبهذه المناسبة، قال إدريس معافيري مدير المدرسة الابتدائية أم هانيء بالمديرية الإقليمية الفداء مرس السلطان الدار البيضاء، إن “اليوم العالمي للمعلمين” يعتبر مناسبة للفت الانتباه إلى وضعية الأستاذ، وتتبع مسيرته المهنية وكيفية تطويرها مع تقييم وتحسين الوضعية على عموم المعلمين في العالم.
وأكد إدريس معافيري، في تصريح لجريدة بيان اليوم، أن الأستاذ المغربي ضحى وكعادته طيلة فترة كوفيد 19 للتغلب على الجائحة، سعيا منه إلى إيصال المعرفة إلى المعلم في كل وقت وحين.
وينظم اليوم العالمي للمعلمين سنويا بتاريخ 5 أكتوبر منذ عام 1994، لإحياء ذكرى توقيع توصية اليونسكو ومنظمة العمل الدولية لعام 1966 بشأن أوضاع المدرسين.
وتضع هذه التوصية مؤشرات مرجعية تتعلق بحقوق ومسؤوليات المعلمين، ومعايير إعدادهم الأولي وتدريبهم اللاحق، وحشدهم، وتوظيفهم، وظروف التعليم والتعلم.
أما توصية اليونسكو بشأن أوضاع هيئات التدريس في التعليم العالي فقد اعتمدت في عام 1997 لتكمل توصية عام 1966 فيما يخص أوضاع هيئات التدريس والبحوث في التعليم العالمي.

******

3 أسئلة لادريس معافيري مدير المدرسة الابتدائية أم هانيء بالدار البيضاء

«اليوم العالمي للمعلمين» مناسبة للفت الانتباه إلى وضعية الأستاذ

قال ادريس معافيري مدير المدرسة الابتدائية أم هانيء بالمديرية الإقليمية الفداء مرس السلطان الدار البيضاء، إن «اليوم العالمي للمعلمين» يعتبر مناسبة للفت الانتباه إلى وضعية الأستاذ، وتتبع مسيرته المهنية وكيفية تطويرها مع تقييم وتحسين الوضعية على عموم المعلمين في العالم.
وأكد ادريس معافيري في حوار مع جريدة بيان اليوم أن الأستاذ المغربي ضحى وكعادته طيلة فترة كوفيد 19 للتغلب على الجائحة، سعيا منه إلى إيصال المعرفة إلى المعلم في كل وقت وحين. وفيما يلي تفاصيل نص الحوار:

-1 باعتبار الخامس من أكتوبر يوما عالميا للمدرس، كيف احتفلتم بهذه المناسبة هذه السنة؟
عيد المدرس، يوم دولي يحتفى به في 05 أكتوبر من كل سنة بموجب توصية بين اليونيسكو ومنظمة العمل الدولية، وذلك بعد مخاض طويل… 05 أكتوبر 1994 الوضع الشرعي لهذا الاحتفاء على الصعيد العالمي، الهدف الأسمى هو لفت الانتباه إلى وضعية الأستاذ، وتتبع مسيرته المهنية وكيفية تطويرها مع تقييم وتحسين هذه الوضعية على عموم المعلمين في العالم.
وعليه خلدت المدرسة الابتدائية: أم هانيء بالمديرية الإقليمية الفداء مرس السلطان الدار البيضاء وعلى غرار السنوات السابقة هذه المناسبة بما تستحقه من مكانة في نفوس أطر التربية بالمؤسسة ونظرائهم من نساء ورجال التعليم على ربوع بقية أنحاء العالم.
‹›على قدر الأستاذ تؤتى المناسبات›› احتفل تلامذة مؤسستنا ومعهم الإدارة بهذه المناسبة سويا، حيث قدمت فيها أسمى التبريكات والتهاني للأستاذ(ة) وذلك بشتى الوسائل والطرق المتاحة..
-2 كيف تقيمون أداء الأستاذ المغربي خلال جائحة كورونا؟
في الظروف التي يعيشها العالم بأسره جراء جائحة الكوفيد 19، ضحى الأستاذ وكعادته بكل ما أوتي من قوة مادية ومعنوية للتغلب على هذه الجائحة، سعيا منه في تقديم الدروس وإيصال المعرفة إلى المتعلم في كل وقت وحين، بالليل كما بالنهار تضامنا مع السلطات المعنية للتغلب على هول الجائحة ضامن حق التعلم للطفل تحت أي ظرف مهما كان. بالفعل واصلت المدرسة دورها ونشاطها المعرفي مع المتعلم بدون إخلال أو كَلٍّ…. أثمر عمله هذا نتائج مرضية و ملموسة على جميع المستويات الدراسية استبشرت فيها الأسرة المغربية عموما خيرا لأبنائها.

-3 ماهي الرهانات والتحديات التي تخوضها منظومة التعليم بالمغرب؟
أكبر رهان هو تحقيق المبتغى الأسمى للسياسة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس:
ــ مقعد لكل متعلم على الصعيد الوطني؛
ــ تكافؤ الفرص في المعرفة والتحصيل والنجاح لكل المتعلمين؛
ــ ضمان مستقبل زاهر وضَّاءٍ للجميع يروم تقدم البلاد وتبوئها مكانة عالية إلى جانب بقية دول العالم، وما ذلك علينا بعزيز.

< يوسف الخيدر
< تصوير: عقيل مكاو