اختار الفنان اللبناني، البوب ستار رامي عياش، الانخراط في حملة التبرع بالدم لصالح ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب عددا من أقاليم المملكة في الثامن من شتنبر الماضي، إذ حل منتصف الأسبوع الماضي بالمركز الجهوي لتحاقن الدم بمدينة الدار البيضاء، موجها بالمناسبة نداء إلى محبيه للتوافد بكثرة بمختلف مراكز التبرع بالدم لتوفير هذه المادة الحيوية للمصابين جراء الكارثة الطبيعية التي عرفتها ببلادنا.
وتحدث الفنان اللبناني رامي عياش، في حوار خاص مع جريدة بيان اليوم، عن أعماله الإنسانية والاجتماعية بالمملكة المغربية، إلى جانب الحديث عن أعماله الفنية المقبلة وإطلالته القريبة على الجمهور المغربي.
وقال رامي عياش إنه يعشق بكل صدق أهله المغاربة ويحترمهم كثيرا، مشددا على أنه يحب طيبتهم وحسهم الفني الراقي؛ وتوجه الفنان اللبناني بالشكر إلى جمهوره من المغاربة على تفاعلهم معه وعلى دعمهم له في الأعمال التي قدمها، أو من خلال حضورهم بكثافة في الحفلات التي يحييها هنا بأرض السلام.
وهذا نص الحوار:
* قمت بعملية التبرع بالدم لصالح ضحايا زلزال الحوز، كيف جاءت هذه الخطوة التضامنية؟
** كما يعلم الجميع، للمغرب مكانة مهمة في قلبي، وهذا راجع للعلاقة القوية التي تربطني بهذا البلد الكريم، وتبرعي بالدم لصالح ضحايا زلزال الحوز شفاهم الله، هو فعل بسيط تضامنا مع المصابين جراء هذه الكارثة الطبيعية.
كما أود بهذه المناسبة أن أتقدم بأحر التعازي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ولأسر الضحايا ولكافة الشعب المغربي، في هذا المصاب الجليل، وأتمنى من كل أعماق قلبي أن يكون زلزال الحوز آخر الأحزان على المغرب.
* كيف تلقيت خبر زلزال الحوز؟ الفنان رامي عياش يتبرع بالدم بالمركز الجهوي للدار البيضاء لأجل ضحايا زلزال الحوز
** ككل العالم، تلقيت خبر زلزال الحوز وعدد من مدن المملكة المغربية الشقيقة، بحزن شديد، خاصة وأنني تعرفت على سكان تلك المنطقة في زيارات سابقة، ولامست فيهم كرم الضيافة التي تميز الشعب المغربي العزيز.
وإن شاء الله بفضل رؤية جلالة الملك محمد السادس، الذي قاد المغرب لتخطي هذه المرحلة بحكمة وتبصر، ستعود الحياة إلى طبيعتها بتلك المنطقة، خاصة وأن الدولة المغربية سطرت برنامجا واضحا لإعادة إعمار المناطق المتضررة.
* عرفت بتنظيمك لمجموعة من الأعمال التضامنية بالمغرب، هل يمكن أن تتحدث لنا عن تلك المشاريع الاجتماعية؟
** جد فخور أن تكون انطلاقة جمعية “عياش الطفولة” من المغرب، وهي منظمة غير حكومية، تسعى لدعم الأطفال من الفئات الهشة، خاصة في مجال التمدرس، إذ تمكنا من دعم أزيد من 4 آلاف طفلة وطفل لتجاوز مجموعة من المعيقات أو الصعوبات في مجال التعليم؛ كما نعمل على توفير بعض الحاجيات الضرورية لدى الأطفال، لتساهم في تقوية قدراتهم وتنمية مواهبهم.
كما أنني أعمل على تلبية دعوات مجموعة من الأنشطة الخيرية التي تقام في عدد من جهات المغرب، لدعم مجموعة من البرامج ذات النفع العام، لأنني أؤمن أن الفنان هو جزء من المجتمع، ومن مهامه إلى جانب الفن الذي يقدمه والرسائل التي يحملها، أن يساهم في نشر القيم التضامنية عبر مجموعة من المشاريع الإنسانية.
كما سبق لي أن تبرعت بأجوري في مجموعة من التظاهرات، من بينها أجري في مهرجان “موازين” سنة 2019، لصالح مجموعة من الأعمال الخيرية في المغرب، وهذا نابع من إيماني الشخصي بضرورة انخراط في مساعدة الآخرين.
* ماذا عن جديدك الفني؟
** لدي مجموعة من الأعمال التي سترى النور في القريب، وسأشاركها بالطبع مع جمهوري في المغرب، بعد تجاوز هذه الوقت والظروف الخاصة التي تمر منها البلاد بعد الزلزال المدمر الذي ضرب مجموعة من المناطق، وخلف عددا كبيرا من الضحايا.
* هل سيلتقي بك الجمهور المغربي في تظاهرات قريبا؟
** كانت لدي مجموعة من المواعيد لإحياء مجموعة من الحفلات في المغرب، لكن حرصت على تأجيلها إلى وقت لاحق تضامنا مع إخواننا ضحايا الزلزال، وإن شاء الله عندما يكون الوقت مناسبا سألتقي بجمهوري المغربي الذي اشتقت إليه منذ مدة، وأتمنى أن تعود الفرحة التي عهدناها لديه.
* هل سيقدم رامي عياش أغنية مغربية؟
** أفتخر جدا بكوني من أول الداعمين للهجة المغربية والغناء بها، فمنذ ما يناهز 10 سنوات على الأقل بدأت بالحديث عنها وعن جمالية أغانيها، كما أنني فخور جدا لما وصلت إليه اليوم، وبالاهتمام الذي أصبحت تحظى به في الساحة الفنية العربية.
وسبق لي أن أعدت توزيع أغنية “نداء الحسن” التي تتغنى بالمسيرة الخضراء المظفرة، كما قدمت أغنية “الله الوطن الملك”، وأرى فعلا أنه حان الوقت لتقديم أغنية مغربية صرفة، بكلمات وألحان مغربية، وسيكون ذلك من ضمن مشاريعي المستقبلية التي سترى النور قريبا.
* يصفك جمهورك بأنك الفنان الشامل الذي يقدم ألوانا موسيقية مختلفة، كيف ترى ذلك؟
** أشكر الجمهور على تفاعله معي طيلة مسيرتي الفنية، سواء خلال المهرجانات أو الحفلات التي أحضرها، أو الأعمال الغنائية التي أقدمها لهم، كما أشكره على ألقابه التي أتشرف بحملها…
أسعى دائما إلى تقديم ألوان موسيقية مختلفة لتناسب كل الأجيال، حتى أواكب التطورات التي تعرفها الحياة.
* الجميع يعرف الحب الصادق المتبادل بينك وبين المغرب، فما سر هذا الشغف الذي نشهده منذ سنين؟
** هذا الحب الذي يكنه لي الجمهور المغربي هو نعمة من المولى عز وجل، فحب الجمهور بالنسبة لأي فنان هو معيار للنجاح والتألق.
بدون جمهور لن يكون هناك فنان، ولا تفسير لدي غير أني أعشق بكل صدق أهلي المغاربة وأحترمهم كثيرا، وأحب طيبتهم وحسهم الفني الراقي، وأشكرهم على تفاعلهم معي وعلى دعمهم لي في الأعمال التي قدمتها، أو من خلال حضورهم بكثافة في الحفلات التي أحييها هنا بأرض السلام.
* كيف تتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي؟
أتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي بحذر، خاصة في ظل بعض الأساليب التي أضحت تنتشر في الفترة الأخيرة، والتي تسبب في بعض المشاكل أو الخلافات بين الأشخاص، بالنسبة لي وسائل التواصل الاجتماعي هي فضاءات للتعارف والتواصل وتبادل المعلومات والأفكار، كما أنها منبر لتتبع الأخبار الجديدة، وللتفاعل مع آخر المستجدات.
بالنسبة إلى أحرص دائما على أن أظهر عبر وسائل التواصل الاجتماعي للإعلان عن أخبار أو للتفاعل مع بعض القضايا التي تشغل بالنا، كما حدث مثلا في عملية التبرع بالدم، فقد قمت بنشر فيديو عبر صفحاتي التواصلية، أدعو من خلاله جمهوري على التوافد بمراكز تحاقن الدم لتقديم هذه المادة التي يحتاج إليها المرضى والمصابون.
* ما هي الرسالة التي تريد توجيهها لمتتبعيك في المغرب؟
** أشكرك على منحي فرصة التواصل مع جمهوري في المغرب، والذي أقول له إنني أحبه كثيرا، وسأعمل دائما على تقديم الأفضل لهم، و”الله يديمها محبة بيناتنا يا رب.. والله يحفظ أرض المغرب العظيم من كل مكروه”.
أجرى الحوار: عبد الصمد ادنيدن