اعتبر المشاركون في جلسة نظمت اليوم الجمعة بالدار البيضاء في إطار “منتدى شوازول أفريقيا للأعمال” أن الشراكات بين القطاعين العام والخاص تشكل رافعة للحفاظ على السيادة الاقتصادية للبلدان الإفريقية والقارة عموما. وفي هذا السياق، أبرز رئيس مجلس جهة الدار البيضاء سطات عبد اللطيف معزوز، أن الشراكات بين القطاعين العام والخاص، ولا سيما الشراكة بين القطاعين العام والخاص والتعاون بين الجهات والتنمية المجالية، تندرج في إطار “الاهتمام ببناء والحفاظ على السيادة الاقتصادية لقارتنا عامة، ولكل بلد من بلداننا خاصة”.
وقال معزوز، في كلمة خلال افتتاح هذه الجلسة حول ” الشراكات بين القطاعين العام والخاص والتعاون بين الجهات في خدمة التنمية المجالية”، إن “الأزمات الأخيرة (المالية، كوفيد-19، تغير المناخ، إلخ) كشفت عن الضعف الكبير لبعض الاقتصاديات، وعدم كفاية الوسائل التكنولوجية والمالية، بل وأحيانا عدم كفاية الموارد”.
وبعد أن أشار إلى التقدم الذي أحرزه المغرب في مجال تنظيم الشراكة بين القطاعين العام والخاص، قال معزوز، إن المغرب هو بصدد زيادة حصة القطاع الخاص في مجال الاستثمارات ( les investissements PP )، وذلك وفقا للتوجيهات الواردة في الرسالة الملكية السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى المشاركين في الدورة الرابعة لمنتدى الاستثمار في أفريقيا المنعقدة مؤخرا بمراكش.
من جانبها، أبرزت مباركة بوعيدة رئيسة جمعية جهات المغرب، ومجلس جهة كلميم واد نون، الإصلاحات الكبرى التي قام بها المغرب والتي مكنت من تعزيز ثقة المؤسسات الدولية في اقتصاد المملكة، مستحضرة بشكل خاص ورش الجهوية المتقدمة.
وقالت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذا اللقاء جمع صناع القرار لمناقشة التنمية المستدامة في إفريقيا وبعدها الجهوي، مشيرة إلى أن تجربة المغرب بشأن الجهوية المتقدمة تعد رائدة على المستوى الإفريقي لأنها منحت صلاحيات واسعة للجهات.
وأوضحت أن الجهوية المتقدمة تهدف إلى تسريع تنفيذ السياسات العمومية وتكييفها مع الخصوصيات والاحتياجات على المستوى المجالي والجهوي، مع تحسين نجاعة هذه السياسات وتمكين الجهات من البحث عن تمويلات وبلورة شراكات بين القطاعين العام والخاص تصب في خانة التنمية.
من جانبه، أشاد موسى كوياتي رئيس اللجنة الوطنية التوجيهية للشراكة بين القطاعين العام والخاص بالكوت ديفوار، بمستوى التعاون بين المغرب وبلاده.
وقال “إننا نعمل مع العديد من الشركاء في المغرب، البلد الذي حقق تنمية متواصلة، والذي لديه الكثير كي يعلمه إيانا، خاصة في مجالات التنمية والبنية التحتية والتكنولوجيا”.
فهذا التعاون يندرج في إطار التفاهم السياسي الجيد وعلاقات الصداقة بين قائدي البلدين الشقيقين”، يضيف كوياتي، مشيرا إلى أنه بهذا المعنى نسعى إلى تحديد ونسج روابط التعاون والشراكات مع العديد من المؤسسات والفاعلين الاقتصاديين المغاربة في المجالات ذات الاهتمام المشترك، ولا سيما قطاعي المياه والنقل.
يذكر أن الدورة الرابعة من “منتدى شوازول إفريقيا للأعمال” انعقدت تحت شعار “السيادة الاقتصادية الإفريقية”.
ونظم هذا المنتدى تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من طرف معهد “شوازول إفريقيا”، بشراكة مع جهة الدار البيضاء-سطات والاتحاد العام لمقاولات المغرب.