سعادة الرجاويين وحسرة الوداديين

نجح فريق الرجاء البيضاوي في تحقيق فوز على غريمه الأزلي الوداد، بنتيجة 2-0، في الديربي الـ135، برسم الدورة 14، والذي جرى فوق أرضية ملعب البشير بالمحمدية، وبدون جمهور…
فوز بقدر ما أراح الفريق الأخضر، بقدر ما زاد من تعقيد الأمور داخل القلعة الحمراء، التي تعاني أصلا من اهتزازات داخلية، غير مسبوقة في تاريخها…
جاءت المواجهة رتيبة، بل مملة جدا، وتعددت سلبياتها، إلى درجة أن الجولة الأولى صدمت أغلب المتتبعين، ولولا الخطأ الذي ارتكبه المدافع هشام أيت إبراهيم خلال الجولة الثانية، عندما تفضل بتوقيع الهدف الأول بمرمى فريقه، لبقيت الأطوار مغلقة، بانحصار الأداء بوسط الميدان، وكثرة الأخطاء، وقلة فرص التسجيل.
وفي الوقت الذي سعت فيه، المجموعة الودادية إلى تدارك الموقف، جاءت حملة رجاوية مضادة سريعة، سجل بواسطتها الهدف الثاني، مما زكى نتيجة فوز “النسور”، أمام انعدام الحلول بالنسبة لكتيبة فوزي البنزرتي، المدرب المجرب الذي لم يسبق أن اشتغل في ظروف مماثلة…
والمؤكد أن هذه الهزيمة الصعبة، جاءت في وقت جد معقد، فبالإضافة إلى الأمور المرتبطة باعتقال الرئيس سعيد الناصري، جاءت كثرة المباريات لتضيف مشكلا آخر؛ أثر على نفسية اللاعبين المهزوزة أصلا، عوامل سلبية جعلتهم غير قادرين على العطاء، بنفس المستوى الذي أبانوا عنه، طيلة السنوات الأخيرة…
والغريب أن سلوك بعض اللاعبين وعدم انضباطهم زاد من استفحال الأمور، وجعل المسؤولين الحاليين داخل الفريق الأحمر مطالبين -وبصفة استجعالية- وذلك باتخاذ تدابير لفرض الانضباط، قصد الحفاظ على تماسك العائلة…
ففي الوقت الذي عبرت أغلب الفعاليات الودادية، عن رغبتها في الالتفاف حول النادي، والعمل بقوة على تجاوز مرحلة التي تركها رئيس كان يحتكر كل المسؤوليات، وينفرد بكل القرارات، جاءت هذه الظرفية الصعبة لتعقد الأمور.
فمن غير المقبول إظهار سلوكات صبيانية، لا تنم عن احتراف أو أدنى احترام لدور المدرب، وما تتطلبه مهنة لاعب كرة القدم، من انضباط وتقدير واحترام للنادي، ولجمهوره والمدرب…
انتصار أسعد الرجاويين، بعدما مكنهم من الصعود إلى المقدمة، لكنه بالمقابل، خلف تذمرا وسط الوداديين الذين اكتفوا بأربع نقط من أصل 12 نقطة ممكنة، وهي حصيلة عاكست الفريق الأحمر الذي كان يطمح إلى استغلال المباريات المؤجلة، ليتمكن من الانفراد بالمقدمة…

محمد الروحلي

Top