يواصل الفريق الوطني المغربي لكرة القدم استعداداته، بمدينة سان بيدرو الإيفوارية الساحلية، لخوض مباريات المجموعة السادسة، الخاصة بالدور الأول، لكأس إفريقيا للأمم في نسختها الـ34.
الملايين من عشاق كرة القدم الإفريقية، يتطلعون لانطلاق منافسات هذه البطولة، المقرر إقامتها خلال الفترة الممتدة من 13 يناير حتى 11 فبراير 2024، بست مدن إيفوارية، أبرزها أبيدجان العاصمة الاقتصادية.
وتعد هذه الدورة من أقوى الدورات التي عرفتها هذه التظاهرة، خلال العقدين الأخيرين، بالنظر إلى حضور أقوى المنتخبات على الصعيد القاري.
وكالعادة يحضر الاحتراف الأوروبي بقوة، فالأغلبية الساحقة من المنتخبات، تعتمد بالمطلق على لاعبيها المتواجدين بأبرز الأندية بالقارة العجوز، إلى درجة يمكن معها وصف “الكان”، بمونديال مصغر، يعد بكثير من الإثارة والندية، والصراع القوي…
فأغلب الترشيحات تضع المنتخبات المصنفة بالترتيب الأول في المقدمة، وهي الأوفر حظا في الوقت الحالي، بالنظر لامتلاكها إمكانيات التتويج بلقب المسابقة القارية، ككوت ديفوار البلد المنظم، والمغرب مفاجأة مونديال قطر، والسنغال حاملة اللقب والجزائر الطامحة إلى التكفير عن إخفاق دورة الكامرون، ومصر صاحبة الرقم القياسي في الفوز باللقب (7 مرات)، وأخيرا تونس المنتخب الذي تعود على الصمود، والوصول إلى مراتب متقدمة…
إلا أن هذا لا يلغي حظوظ أصحاب التصنيفين الثاني والثالث، وفي المقدمة نيجيريا، الكاميرون، مالي، بوركينا فاسو، غانا، الكونغو الديمقراطية، نفس الحظوظ تحتفظ بها منتخبات طموحة كجنوب إفريقيا، الرأس الأخضر، غينيا، وزامبيا…
كل هذه المعطيات وغيرها كثير، تؤكد أن المنافسة ستكون قوية، ومفتوحة على كل الاحتمالات، مما يرفع التحدي أمام الأسماء المرشحة، وأساسا المنتخب المغربي الذي تسبقه هالة إعلامية كبيرة، بالنظر إلى قيمة عناصره، وما قدمه من مستوى مبهر خلال آخر نسخة من المونديال…
وقد تبين من خلال المباريات سواء الإعدادية أو الرسمية التي أعقبت المشاركة الايجابية بمونديال قطر 2022، أن العناصر الوطنية أصبحت تجد صعوبة في تجاوز خصوم يفضلون عدم الانفتاح على اللعب الهجومي، كما أن قلة الأهداف المسجلة تفرض على الطاقم التقني بقيادة وليد الركراكي إيجاد الحلول الناجحة، قصد تجاوز هذا الأشكال الحقيقي…
هذا تحد جديد من المفروض على أسود الأطلس تجاوزه بنجاح وتحقيق أمل الجمهور الرياضي الوطني، الطامح إلى تتويج قاري غاب عن خزائن كرة القدم المغربية منذ عقود خلت…

محمد الروحلي