يحتفل أهالي الجنوب الشرقي إسوة بباقي مناطق المملكة لأول مرة وبشكل رسمي بـ”إيض ن يناير”، بعد مسار طويل من النضال من أجل الاعتراف الرسمي باللغة الأمازيغية يصالح المغاربة مع حضارتهم وثقافتهم وهويتهم التي امتدت آلاف السنين. ويحرص الأمازيغ في الجنوب الشرقي وباقي المناطق على تعزيز الروابط العائلية من خلال تبادل الزيارات، التي تساهم في تقوية العلاقات الاجتماعية وتعزيز قيم التضامن .
ما يميز السنة الأمازيغية “إيض ن يناير”، بالجنوب الشرقي وخصوصا بمدينة أرفود، الريصاني،الرشيدية والنواحي هو العادات والتقاليد المرتبطة بها ارتباطا وثيقا، الشيء الذي يكسبها أبعادا رمزية يعبر عنها أمازيغ المنطقة من خلال ممارسة طقوس احتفالية ترسخت جذورها في عمق الثقافة الأمازيغية التي تعد ثروة وطنية لامادية . حيث يحرص الأمازيغ في هذه المناسبة على تبادل الزيارات بين العائلات .
كما تتفنن نساء المنطقة على تحضير أشهى الأطباق التي تستمد مكوناتها من المنتوجات الفلاحية كالكسكس بسبع خضار وطبق “أوركيمن” الذي تلتف حوله العائلات خلال ليلة “إيض ن يناير” المكون من كوارع الخروف أو البقر إلى جانب الشعير والحمص والعدس والأرز والذرة والفول، كما جرت العادة على أن تدس نواة تمر في الطعام الذي يقدم بهذه المناسبة ، حيث يسود اعتقاد راسخ بأن من يعثر عليها سيكون محظوظا طيلة السنة الزراعية المقبلة، ويطلقون عليه اسم “أمبارك ناسكاس”.
في هذا الخصوص قال محمد نايت عبو فاعل جمعوي وباحث في الثقافة الأمازيغية في تصريح له لجريدة “بيان اليوم” أن إدراج مناسبة “إيض ن يناير” في قائمة الأعياد الوطنية الرسمية، وكذا إقرارها عطلة مدفوعة الأجر، هما بالفعل ثمرة نضالات طويلة واستكمالاً لمسار المصالحة مع الذات والتاريخ الهوياتي المغربي .
وأضاف المتحدث أن الاحتفال “بإيض ن يناير” له طابع اجتماعي خاص، حيث يحرص الأمازيغ في الجنوب الشرقي وباقي المناطق على تعزيز الروابط العائلية من خلال تبادل الزيارات، التي تساهم في تقوية العلاقات الاجتماعية وتعزيز قيم التضامن .
وقال الباحث في الثقافة الأمازيغية محمد نايت عبو، أن أهم ما يميز أمازيغ الجنوب الشرقي هي الأطباق المتنوعة والتي تعكف نساء المنطقة على إعدادها خاصة بهذه المناسبة، حيث تحرص العائلات في مدينة أرفود مثلا على إعداد طبق “الكسكس” و” أوركيمن”.
كما يجتمع الصغار والكبار خلف مائدة العشاء وإعداد كؤوس شاي والفواكه الجافة والمكسرات ويتبادل الجميع أحاديث طويلة تطغى عليها مشاعر الفرح والسرور. كما تقام سهرة خاصة بحضور ألمع الفنانين الأمازيغ إحياء للسنة الأمازيغية الجديدة .
من جهة أخرى قالت خيرة علي سيدة في عقدها السادس في تصريحها لجريدة “بيان اليوم ” أنها تحتفل بهذه المناسبة ككل سنة رفقة أسرتها وأحفادها، وأضافت أن “إيض ن يناير “مناسبة متوارثة عن الأجداد كما وتحرص خيرة على إظهار مدى أهمية ليلة رأس السنة الأمازيغية من خلال إعداد طبق الكسكس بسبع خضر تضع فيه نوى التمر العادة المتوارث عند الأمازيغ منذ القدم وأضافت أن من يعثر على نوى الثمر أولا يكون محظوظا ” أمبارك نسكاس” على حد قولها .
فاطمة واالهورشمت