أظهرت نتائج استطلاع الرأي حول تصورات الأطفال لحقوق الطفل أن أكثر من 50 في المائة من عينة الأطفال الذين تم استجوابهم، لا يعرفون إلا جزئيا الحقوق الرئيسية للأطفال كما هي محددة في الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل،وعبرت نسبة تقارب 33 في المائة عن جهلها لهذه الحقوق، فيما نسبة تقارب 17 في المائة هي التي أعلنت معرفتها لهذه الحقوق.
نتائج هذا الاستطلاع الذي اختار المرصد الوطني لحقوق الطفل إجراءه بشراكة مع منظمة اليونيسيف، والتي تكلف بتقديمها الأطفال البرلمانيون الذين يتولى المرصد الإشراف على تجربتهم، تم استيقاؤها من عينة تمثل 7500 من المشاركين إناثا وذكورا من الشباب واليافعين والأطفال تترواح أعمارهم بين 9 و18 سنة،ينتمون لمختلف جهات المغرب ، ويتوزعون على المناطق الحضرية والقرية على حد سواء ، بينهم 1500 طفلة وطفل .
ووفق نتائج الاستطلاع، التي تم تقديمها في ندوة صحفية نظمها المرصد الوطني لحقوق الطفل صباح أمس الخميس بمقره بالرباط، بحضور مارك كريستوفر فانسو ممثل منظمة اليونسيف بالمغرب، وأطر وخبراء المرصد، أبدت نسبة تمثل أكثر من 52 في المائة بقليل من الأطفال معرفتهم الجزئية بالحقوق الرئيسية للأطفال، وعبرت نسية 28 في المائة، عن جهلها بهذه الحقوق ، فيما نسبة 19 في المائة صرحت بمعرفتها بالحقوق الرئيسية للأطفال، فيما بالمناطق القروية، وصلت نسبة الذين لهم معرفة جزئية بهذه الحقوق 46 في المائة، ، ونسبة 40 في المائة يجهلون ولامعرفة لديهم بهذه الحقوق، ونسبة 13 في المائة فقط من هم على دراية بهذه الحقوق.
وبخصوص مسالة مدى احترام هذه الحقوق في المحيط الذي يتواجد فيه الطفل، عبرت نسبة تتجاوز 56 في المائة ، أنه يتم احترام الحقوق الرئيسية للطفل لكن مع وجود نواقص، وصرحت نسبة 30 في المائة من الأطفال بنفي وجود هذه الحقوق ولكن ليس على الإطلاق، فيما نسبة تتجاوز بقليل 7 في المائة عبرت عن اعتقادها بوجود احترام لهذه الحقوق بمحيطها ، في حين قالت عبرت نسبة 6 في المائة عن عدم علمها وجهلها لهذا المعطى.
وفيما يتعلق بمصادر حصول الأطفال على المعلومات الرئيسية حول حقوق الأطفال، احتلت التلفزة المرتبة الأولى ، حيث صرحت نسبة تتجاوز 25 في المائة أن هذه الوسيلة هي مصدر معلوماتهم في هذا الجانب، تليها وسائل التواصل الاجتماعي في المرتبة الثانية بنسبة 21.9 في المائة من الأطفال الذين عبروا عن استيقائهم لمعلوماتهم حول حقوق الطفل من هذه الوسائل ، واحتلت المدرسة المرتبة الثالثة كوسيلة للحصول على المعلومات بالنسبة للأطفال فيما يخص الحقوق الرئيسية للطفل، وعبرت عن ذلك نسبة 16 في المائة من المستجوبين من الأطفال.
وجاءت الصحف الإلكترونية في الصف الرابع ، حيث صرحت نسبة تمثل 13 في المائة عن كون هذه الوسيلة تمثل مصدرا لمعلوماتهم حول حقوق الإطفال، فيما جاءت الوالدين في الصف الخامس كمصدر للمعلومات حول حقوق الأطفال، تليها الجمعيات بنسبة 4.1 في المائة، ثم العائلة بنسبة 3,2 في المائة ثم الأقران من الأطفال بنسبة 1,4 في المائة ، ثم الراديو بنسبة 1,1 في المائة ، ثم الصحف المطبوعة بنفس النسبة والمجلات حيث عبرت نسبة 0.7 من الأطفال عن اعتبار هذه الوسيلة مصدرا لمعلوماتهم.
واحتل التلفاز في الوسط الحضري المصدر الأول للمعلومات بالنسبة للأطفال بنسبة 28.9 في المائة عبروا عن هذا الأمر، فيما أخذت هذه المرتبة وسائل التواصل الاجتماعي بالنسبة للأطفال في العالم القروي، حيث صرحت نسبة تفوق 25 في المائة من أطفال القرى عن أن مصدر معلوماتهم هي هذه الوسائل، واحتلت لديهم المرتبة الثانية جهاز التلفاز، فيما جائت المدرسة في الصف الثالث لكلا الاطفال في المجالين الحضري والقروي.
وكشفت نتائج الاستطلاع، أن المعلومات الأكثر مصداقية ، هي بالنسبة للأطفال تلك التي تصدر عن التلفاز، حيث عبر عن ذلك نسبة 21 في المائة من الأطفال، تليها المدرسة وصرح بذلك نسبة 17.3 في المائة تليها وسائل التواصل الاجتماعي وعبرت عن ذلك نسبة 17 في المائة من الأطفال، ثم تأتي الجمعيات والصحف الإلكترونية .
هذا وأكدت آمال الشافعي، الكاتبة العامة للمرصد الوطني لحقوق الطفل، في كلمة ألقتها خلال هذا اللقاء،” أن نتائج هذا الاستبيان الذي تم إنجازه تشكل خارطة طريق للمتدخلين بمجال الطفولة ، على اعتبار أن النتائج التي يتضمنها والتي جاءت على لسان الأطفال لاتعطي فقط صورة عن أهم التحديات التي تواجهها الطفولة حسب منظور الأطفال المشاركين في الاستبيان بل تعكس أيضا انتظاراتهم في العديد من المجالات كالتعليم والصحة وكذلك الأولويات التي ينبغي على الجهات أن تتبناها “
وأشارت، أن اختيار المرصد للأطفال لتقديم نتائج استطلاع لآراء وتصورات أطفال حول حقوقهم الرئيسية وفقا لمضامين الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل التي صادق عليها المغرب منذ سنة 1993، يشكل فرصة للأطفال لإسماع صوتهم لصناع القرار وفرصة لتوجيه النداء من أجل رفع الوعي المجتمعي بقضايا الطفولة”.
ومن جانبه، أكد مارك كريستوفر فانسو ممثل منظمة اليونسيف بالمغرب، على أن احترام حقوق الطفل يعد شرطا لامحيد عنه من أجل بناء عالم أفضل لليوم والمستقبل، قائلا” من هذا المنظور نعطي اليوم من مقر المرصد الوطني لحقوق الطفل الانطلاقة لهذه المقاربة ، وذلك عبر إعطاء الكلمة للأطفال لتقديم نتائج استطلاع حول تصورا وآراء الأطفال أنفسهم حول حقوقهم الرئيسية وفق ما تتضمنه الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل”.
وأعلن في تصريح للصحافة قبيل انتهاء اللقاء الصحفي، عن مواصلة وتكثيف العمل المشترك بين المرصد الوطني لحقوق الطفل ومنظمة اليونيسيف للترافع في اتجاه تمكين ترسيخ حقوق الطفل وتمتع جميع الأطفال بحقوقهم وترجمة ما عبر عنه الأطفال في هذا الاستطلاع إلى عمل على أرض الواقع لتجاوز النواقص ورفع التحديات.
فنن العفاني