تخلف جهاز “الكاف”…

أعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، الثلاثاء الماضي، عن تأجيل بطولة كأس الأمم الأفريقية للمحليين، المقرر استضافتها بكل من كينيا وتنزانيا وأوغندا، وحسب بلاغ في الموضوع، فهناك موعد جديد لإجراء هذه البطولة المتعثرة، تحدد في شهر غشت القادم.

والغريب أن قرار التأجيل جاء قبل شهر واحد فقط من موعد انطلاقتها، وبعد أن دخلت مجموعة من المنتخبات التي تطوعت للمشاركة، بمعسكرات تدريبية مغلقة، إلى أن جاء قرار التأجيل، ليفرض إلغاء هذه المعسكرات وتسريح اللاعبين.

إنه (الكاف) يا سادة، الجهاز الذي يكرس بعمق نوعا من التخلف، تخلف يضرب في الصميم مستقبل كرة القدم الإفريقية، إذ ما تزال أغلب قراراته بعيدة عن المنطق الرياضي السليم، ولا الجانب المؤسساتي، المبني على أسس واضحة تسييريا وتدبيريا، حيث هناك طغيان للعشوائية، وتأثير اللوبيات وأصحاب المصالح الخاصة، ومنافع الفئوية الضيقة.

وإذا كانت هناك تقارير صحفية دولية، أكدت أن خبراء (الكاف)، صدموا للحالة السيئة التي توجد عليها أغلب التجهيزات الأساسية بالبلدان الثلاث، والمخصصة لاحتضان هذا الموعد القاري، إلا أن بلاغ جماعة موتسيبي، جاء بمعطيات تناقض هذه التقارير الدولية المحايدة، حيث قال بلاغ (الكاف) إنه تم إحراز تقدم جيد بكل من كينيا وتنزانيا وأوغندا، من خلال بناء وتحديث الملاعب وملاعب التدريب والفنادق والمستشفيات، والبنية التحتية والمرافق الأخرى، المخصصة لاستضافة بطولة الأمم الإفريقية للمحليين.

إلا أن البلاغ جاء ليستدرك في الأخير، بأن الخبراء مع ذلك نصحوا باتخاذ قرار التأجيل، قصد ربح المزيد من الوقت، وضمان أن تكون البنية التحتية والمرافق على المستويات اللازمة لاستضافة البطولة بالنجاح المطلوب.

صدر قرار التأجيل يوم الثلاثاء، ويوم الأربعاء الذي تلاه أجريت القرعة، والتي وضعت المنتخب المغربي بالمجموعة الأولى، إلى جانب منتخبات كينيا واحد من البلدان المنظمة وأنغولا والكونغو الديمقراطية وزامبيا.

تقام هذه البطولة التي تعد نسخة تحضيرية قبل احتضان شرق القارة لنهائيات كأس الأمم الأفريقية 2027، بمشاركة 19 منتخبا، تتكون من لاعبين في بطولات الدوريات المحلية، داخل القارة فقط، وقد ناشد الرئيس موتسبي الدول المقاطعة بالعدول عن قرارها، والمشاركة بالموعد الجديد، على أمل الوصول إلى عدد 21 أو أكثر.

أطلق (الكاف) بطولة إفريقيا للمحليين لأول مرة في عام 2007، بهدف منح المزيد من الفرص للاعبين المحليين، في ظل الزيادة الكبيرة لأعداد اللاعبين المحترفين بالخارج بالمنتخبات الوطنية الإفريقية.

إلا أن البطولة التي أقيمت منها 7 نسخ، لم تحظ باهتمام كبير على مر السنوات، إلى درجة جعل (الكاف) تفكر أكثر من مرة بإلغائها، ومن المفروض الإبداع في اتخاذ طرق جديدة لتسويق هذه البطولة، وإغراء المنتخبات بالمشاركة ليس فقط برفع العوائد المالية، لكن أيضا بالفوائد التقنية والفنية.

والمؤكد أن جهاز (الكاف)، بحاجة إلى سنوات ضوئية، قصد إظهار نوع من التطور والانفتاح أكثر على المستقبل، ما دام لازال غارقا وسط مستنقع تركه عهد لوبي عيسى حياتو، ليظل جهازا لا يبدي على رد فعل ايجابي أمام رياح التغيير، وما تزال اغلب قراراته مبنية على منطق الولاءات وإرضاء الخواطر، ولو على حساب مصلحة كرة القدم الإفريقية، ويظهر ذلك جليا، وعلى سبيل المثال لا الحصر، في نتائج الاستفتاءات السنوية الخاصة بتتويج أحسن اللاعبين.

هنا فقط فهمنا لماذا تتجرأ (الفيفا) على فرض وصاية مبالغة فيها على أعلى جهاز كروي بالقارة الإفريقية!!!

محمد الروحلي

Top