دار نشر مصرية تشارك لأول مرة بالمعرض وتختص في الكتابات النسائية

في زيارة للمعرض الدولي للنشر والكتاب الذي تجري فعالياته بالرباط بين 10 و19 ماي الجاري، يلفت انتباه الزائر دار نشر خاصة، تحمل اسما مختصر هو “هن” الدالة على الجمع الخاص بالنساء.

“هن” هي دار نشر مصرية تشارك لأول مرة ضمن فعاليات المعرض الدولي والنشر، وتقدم منتوجا أدبيا مختلفا عن باقي الناشرين، إذ تختص فقط في الكتابات النسائية، وما يتعلق الحركة النسائية ورواد الحركة، والكتابات الفلسفية والفكرية والاجتماعية التي تتناول المرأة من مختلف الزوايا.

وترصد داخل أروقة المكتبة عناوين عديد كلها، تصب في الفكر النسائي “الجسد ليس اعتذارا”، “كيف تصنع حركة نسوية من المطبخ”، “النقد الأدبي النسوي”، “ظاهر ومحجوب وخفي”.. وعشرات العناوين الأخرى التي يقدمها الناشر للقراء المولعين بالفكر النسائي.

القائمين على دار النشر هذه، يؤكدون أن الفكرة وإن كانت جديدة للمشاركة في المغرب إلا أنها تأتي لتقديم شيء مختلف، وتأتي للتعبير عن التخصص في أدب معين، أضحت له مكانة أساسية في الأدب العالمي.

ويرى القائمون على المعرض أن المنشورات لا توجه فقط للنساء بقدر ما توجه للمؤمنين بالقضايا النسائية وبالحقوق والحريات، ولعشاف الفكر والأدب والفلسفة والحركات العالمية، وضمنها الحركة النسائية.

وتثير دار “هن” انتباه زوار المعرض من خلال تشكيلتها من الكتب المقدمة والعناوين المعروضة، كما تخلق لدى الزائر انطباعا خاصا، وهو يرى اسما مختصر لدار النشر اختار أن ينتصر لقضية معينة وأن يختار اسما يبين من ظاهره فحوى الدار وما تقدمه من إصدارات ودراسات اجتماعية وفلسفية.

                                                                                                                                                                            ******************

رجائي موسى:  دار نشر “هن” هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفاطمة المرنيسي تلهمنا وتثير اهتمامنا بالمغرب

 

في حوار إكسبريس مع مؤسس دار نشر “هن” موسى رجائي يحكي هذا الأخير عن رحلة الدار من مصر للمشاركة في فعاليات النسخة الـ 29 من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط.

ويحكي موسى رجائي في هذا الحوار القصير عن المخاض الأول وكيف استلهم لأول مرة فكرة تأسيس دار نشر متخصصة في الفكر والأدب النسوي لتكون الأولى من نوعها عربيا ومغاربيا..

كما يحكي مؤسس دار نشر “هن”، عن مشاركته الحالية التي تعد الأولى بالمغرب، وكذا طموحه واهتمامه بالمغرب وبالفكر النسوي وكذا رهانات العمل والتحديات التي تواجهها الدار التي اختار أن يخوض مغامرتها لتتخصص في الفكر النسوي..

فيما يلي نص الحوار:

حدثنا بداية عن دار نشر “هن” وعن مشاركتكم ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط؟

 دار نشر “هن” للنشر والتوزيع هي أول دار نشر نسوية  في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهذه أول مشاركة لنا في المغرب، في الرباط، في المعرض الدولي للنشر والكتاب، والحقيقة هذه المشاركة تأتي ليس لاهتمامي بشمال إفريقيا فقط، وإنما بالمغرب على وجه التحديد، نظرا لجمهورها الواسع والمثقف والواعي والحركة النسوية الموجودة بهذا البلد.

ونحن في “هن” نضع صورة فاطمة المرنيسي على جدار الدار كعلامة بارزة للفكر النسوي الشمال إفريقي وفي العالم كله، فالمرنيسي أيقونة نكن لها كل التقدير والاحترام، كرمز من رموز الحركة النضالية النسوية المغربية.

ما هي أبرز العناوين التي تقدمها الدار، وهل تنوعون المنتوج الأدبي المقدم للقارئ؟

عندنا عناوين مختلفة هدذه السنة، ونزيد زخما أكثر للكتب التي اخترناها هذه السنة، ومن ضمنها “معضلة الأمومة”، وهو كتاب منتج عربي مكتوب باللغة العربية مباشرة، وعندنا كتاب “كيف تصنع حركة نسوية من المطبخ”، عن ورشة الترجمة النسوية التي تنجزها الدار، وهذا ثاني كتاب عن الورشة.

عندنا ورشة “كوميكس هن”، وأصدر عنها كتابين، أحدهما السنة الماضية، والثاني هذه السنة اسمه “سوبر هيرو وومن”. عندنا سلسلة كتب كثيرة، ومجموعات قصصية هامة، كما نقدم أهم كتابات لمؤسسة المرأة والذاكرة والترجمات عن النسوية.

هذه السنة لدينا مؤلفات متنوعة وتسهم في غنى الدار ومراكمة المنشورات التي تصدرها، والتي كما قلت هي إنتاجات عربية مئة بالمئة، أو عن ورشة الترجمة التي نشتغل عليها داخل دار النشر.

كيف جاءت فكرة تأسيس دار “هن” كدار نشر متخصصة في الأدب النسوي؟

تأسسنا سنة 2017 في مصر كدار نشر متخصصة في الأدب والفكر النسوي، والحقيقة أن الفكرة جائتني من خلال قراءة لرواية الكاتبة الإيرانية  آذار نفيسي “أن تقرأ لوليتا في طهران”.

وتحدثت الكاتبة نفيسي في روايتها عن زيارتها لباريس عاصمة فرنسا في سبعينيات القرن الماضي، وكيف زارت هناك، حينها، دار نشر نسوية، وبالفعل هنا جاءت الفكرة وهو لماذا لا تكون هناك دار نشر نسوية في مصر، لأقرر خوض غمار التجربة، وكانت مغامرة كبيرة وتجربة جديدة.. ومغامرتنا مستمرة.

ماذا عن مشاركتكم الخارجية في المعارض الدولية للكتاب، خصوصا في العالم العربي والمغاربي؟

طبعا نحن منذ تأسيسنا سنة 2017، شرعنا نشارك في معرض القاهرة للكتاب، وكان أول خروج لنا خارج مصر هو لأبوظبي السنة الماضية، والحقيقة أنها كانت تجربة غير ناجحة. كما كنا ساهمنا في تونس الشهر الماضي. لكن صدقا أعتبر أول خروج لنا من القاهرة هو الرباط بالمغرب ونطمح لأن تكون تجربة ناجحة.

وكما قلت سابقا، اختيار المغرب يأتي بالنظر لمجمهوره الواسع والمثقف والواعي والذي عنده إلمام بالحركة النسوية وبهذا الفكر، وبالتالي نراهن على المغرب وعلى هذه التجربة الجديدة التي نخوضها هنا بالرباط.

ما التحديات التي تواجهكم؟ وهل هناك إقبال على المنشورات الخاصة بهذا النوع من الأدب؟

الحقيقة أن التحدي الكبير هو الأسعار، أسعار الورق والحبر والورق وتكلفة الكتاب التي أضحت صعبة جدا، لكن لا توجد تحديات أخرى غير هذه الصعوبات التي كما قلت هي عالمية وتشمل معظم دور النشر والتوزيع.

بالنسبة للإقبال، في مصر هناك إقبال كبير على هذه الكتب التي نصدرها، من مختلف الشرائح والفئات، وخاصة الشباب، والجيل الصاعد، خصوصا وأن ما نقدمه من منشورات هو منتوجات فكرية وأدبية وفلسفية ودراسات، وأيضا كوميكس وهي كلها تتمحور حول الفكر النسوي.

حاوره: محمد توفيق أمزيان

Top