التشكيلية المغربية فتيحة بوكريس فنانة ترسم الحياة بالألوان

شاركت الفنانة التشكيلية فتيحة بوكريس في العديد من المعارض الجماعية  خلال الشهور القليلة الماضية ، حيث لقيت أعمال هذه الفنانة الموهوبة التي أتت الى عوالم التشكيل من باب الدراسة الأكاديمية والبحث والابداع ـ أستاذة التربية التشكيلية ـ استحسان الكل ، وتنبأوا لها بمستقبل واعد ومسيرة موفقة على اعتبار أن الفنانة فتيحة بوكريس تشتغل على مشروع فني متجدد ، متنوع ، ومواكب للتجارب والحركة التشكيلية بالمغرب وخارجه .

عن تجربة الفنانة فتيحة بوكريس كتب الناقد الفني حسن متقي : ” ان التشكيلية فتيحة بوكريس في أعمالها الفنية تعيد احياء الزمن بكل مداه وتمجد السلم كظاهرة صحية وحيدة للعالم . ترسم هذه الفنانة بعين الأثري والمحافظة على ذاكرة، لا بعين المتمرد العدمي الغير مسؤول . فالتراث بالنسبة اليها ليس مقبرة أو متحفا للموتى ، بل هو ذاكرة حية متجددة في الحاضر والمستقبل .اننا لا ننتحر ولا نموت على أعتاب الذاكرة ، بقدر ما نستشعر الحياة وهي تمارس طقس الانبعاث ، هذا هو الدرس الجمالي الذي نستخلصه من أعمال فتيحة بوكريس ، انسانة صموتة ومبدعة خلاقة….”

استطاعت الفنانة التشكيلية  فتيحة بوكريس أن ترسم لمسارها الفني أبعادا جمالية تمزج  في رحلتها البصرية بين حب الفن التشكيلي حد التحول، وروح الفنانة التلقائية، مشتغلة بحرية بين العديد من الاختيارات التشكيلية، كما التزمت، عن وعي وحساسية، بعمق السطح، ورهافة الشكل، انها نموذج

 متفرد للغة إبداعية رصينة تراهن على شاعرية الفضاءات المستوحاة، وعلى النفاذ إلى جوهر التجربة الإنسانية في آنيتها وتزامنيتها. ان عمل هذه الفنانة يحررنا من الأوهام السائدة حول الجمال بمنطقه المعياري الصارم، لأنه يتجاوز بكثير الحدود المغلقة لمشهدية الزمان والمكان، ويستجيب لروح اللحظة الإبداعية التي تفوقت في تأثيثها بصريا بإخلاص كبير وحدس عميق. لقد انخرطت في مسيرتها الابداعية / الفنية الى المساهمة في بيئة نظيفة من خلال اشتغالها على تيمة :” الدار البيضاء ، مدينتي الجميلة ، البشعة ” ، مدينة حاضرة بقوة في أعمالها ، حيث تتسلح بالريشة والالوان لتعانق أزقة ودروب مدينة الدار البيضاء هذا الغول الذي يهابه الجميع تزينه هي بمساحيق طبيعية فيصير لوحة جميلة جدا ، فتيحة بوكريس نسافر معها نحو الحدائق والمساحات الخضراء لترسم وسط فضاءات دواخلنا تلك المدينة الجميلة الهادئة التي تحلم بالعيش فيها . فتيحة تبعث من خلال  ابداعاتها رسائل في الاخلاق في الحب وفي المسؤوليات …الانسان في لوحاتها هو المسؤول عما يقع اليوم لمدننا من خراب وتدمير وتلوث… ، من هنا نقف عند مميزات ما تقدمه الفنانة فتيحة بوكريس من زخم في الصورة ، المشهد ، التمثل ، الزمن والمادة …بهذا المعنى ، تعتبر مفكرة بامتياز ، كما هو الشأن بالنسبة للمهتمين والمتتبعين للفن 

أو للمتأملين الجماليين والكتاب الملتزمين والاعلاميين… لا مجال للحد الفاصل بين أفكارها وصورها الذهنية، فهناك علاقة محايثة وتناسق  وتجانس وتسام في الآن ذاته . ان قوة الأفكار التي تعالجها فتيحة 

بوكريس في لوحاتها التشكيلية هي التي منحت للغتها البصرية أبعادا غنية ونحتت صورا خاصة بها من حيث الشكل، والتركيبة، والتشذير….

> نعمة التازي / باحثة جمالية

Related posts

Top