الحكومة باعت للمغاربة سلعة مغشوشة تحت غطاء الدولة الاجتماعية

احتضن حي سيدي البرنوصي أول أمس السبت 07 دجنبر 2024 فعاليات المؤتمر الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بسيدي البرنوصي، برئاسة الأمين العام محمد نبيل بنعبدالله. وشهدت الجلسة الافتتاحية العمومية تقديم الكاتب الإقليمي رشيد بوكبيدة حصيلة الفرع، بالإضافة إلى عرض قدمه جحا عبدالاله، رئيس فريق حزب التقدم والاشتراكية على مستوى جماعة الدار البيضاء ونائب رئيس مقاطعة سيدي البرنوصي، حول عمل فريق الحزب في كل من المقاطعة الجماعية سيدي البرنوصي ومجلس المدينة.

كان اللقاء أيضاً مناسبة لتقديم الأمين العام للحزب خطابا سياسيا تناول فيه مستجدات الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، مما أتاح للحضور فرصة الاطلاع على رؤية الحزب وتوجهاته.

فقد أشاد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية في البداية بالخطوات التأهييئية للدار البيضاء، والتي تعتبر أهم مدينة في المغرب، حيث أكد أن الدار البيضاء بدأت تخرج من سباتها وتحضر نفسها لتكون العاصمة الاقتصادية ومنارة المملكة على مستويات مختلفة، وأشاد أيضا بالمجهودات المبذولة من قبل السلطات المختلفة من أجل استدراك التأخر الكبير التي تعرفه مدينة الدار البيضاء على مستوى تجهيزاتها وهيأتها الحضارية، وكذلك على مستوى اللقاء بالأحياء الهشة، وعلى مستوى السير أيضا.

كما أوضح الأمين العام، أن حزب التقدم والاشتراكية يدعم هذا العمل، وأنه سيقوم على تقويته، وعلى إبراز نقاط الخلل والنقائص الموجودة في مناطق مختلفة، للسير بمستقبل المدينة.

بعد ذلك تناول نبيل  بنعبد الله تطورات القضية فلسطين معتبرا إياها قضية أساسية لكل مواطن مغربي، على غرار قضية الصحراء المغربية التي تمكن الشعب المغربي من النجاح فيها بإرادته وعزيمته ووحدة صفوفه، وليس بدعم من أي جهة كانت.

في هذا السياق، قال الأمين العام لحزب الكتاب: ” إن من يعتبر أن الكيان الصهيوني سيقف بجانب الشغب المغربي من أجل تثبيت مغربية صحرائه، فهو بكل تأكيد واهم، فالتاريخ الحديث والذي يبين الإبادة الجماعية الذي تحدث في غزة وفلسطين، يبين أن هذه الدولة المرقة (الكيان الصهيوني) تهمها مصلحتها ووجودها فقط، لهذا يتعين علينا أن نعبر على مواقفنا مبدئية ووجودية، ليس فقط أننا عرب والشعب الفلسطيني عربي أيضا، وإنما هذا الشعب يناضل ويقاتل ويدافع بشتى الوسائل عن حقوقه المشروعة من أجل ترابه وأرضه، لهذا يجب توقيف هذا التطبيع مع الكيان الصهيوني لأننا لسنا في حاجته.”

وشدد نبيل بنعبد الله أنه من أجل صمودنا في قضية الصحراء المغربية،  يجب أن يتمتع المواطن المغربي بحقوقه وأن يعيش أيضا في جو تكتسيه الديمقراطية، وأن تكون مساواة بين الرجال والنساء، وتكون لنا فضاءات سياسية تخدم الصالح العام، ومنتخبين ومنتخبات بعيدين عن الفساد والتلاعب عن الأموال وعن الممارسات الفاسدة، وأكد أنه بهذا الشكل سنرفع من قيمة البلاد نحو مستقبل زاهر.

وبخصوص العمل الحكومي، أكد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية  أن حكومة اليوم ليست في الموعد، وأنها حكومة الشعارات فقط، وتقدم منتوجا مغلوطا وليس حقيقيا.

وأضاف نبيل بنعبدالله أن هذه الحكومة منذ توليها زمام الأمور وعدت بالنهوض بالدولة الاجتماعية، لكن مرور الوقت بين أن الأحزاب التي تقود هذه الحكومة لا علاقة لهم بالدولة الاجتماعية، ولا بالدفاع عن قضايا المواطنين، بل ليست على استعداد للانشغال بالملفات الكبرى للبلاد.

وندد نبيل بنعبد الله بالغلاء الفاحش الذي يعيشه المواطن المغربي، وطالب الحكومة بتقديم تفسير حول الأرقام التي تبين التضخم والتي وصلت ما يناهز 12 في المئة، مستعرضا مجالات فشل الحكومة التي لا زالت، بحد قوله، تتبجح بتحقيق النجاحات خلال الزمن الذي مر من ولايتها، علما أن  أن مندوبية التخطيط أوضحت أكثر من مرة أن ما وصل عليه الحال اليوم لم يسبق للمغرب أن عاشه من قبل.

وفي السياق ذاته أكد الأمبن العام لحزب التقدم والاشتراكية، أن المواطنين اليوم يعيشون انخفاضا في قدرتهم الشرائية والتي فاقت  82.5 في المئة في مختلف الفئات، بمعنى أن الحكومة تتكلم بشعارات ليست أهلا لها، وأنها تأخذ من مال المواطنين والمواطنات لتتبجح بتمكنها من رفع  المداخيل الجبائية. 

ولفت بنعبد الله في حديثه إلى نتائج المخطط الأخضر، حيث أكد أنه يتم تصدير 77 في المئة من المواد وأساس هذه الأخيرة الفواكه الحمراء (البطيخ الأحمر والأفوكا)، ويتم استيراد 77 مليار درهم من المواد الغذائية المختلفة، متساءلا  عن مدى تحقيق الاكتفاء الذاتي والنجاعة اعتمادا على مخطط أخضر فاشل.

وأوضح بنعبد الله أن العالم القروي  تراجع في مداخليه، فهو يعاني من أوضاع مزرية، والهجرة أيضا إلى المدن، فالأرقام دالة على كل هذا حسب ما صرحت به المندوبية السامية للتخطيط، ولفت في حديثه إلى البطالة التي عرفت نسبا كبيرة جدا حيث ناهزت 13.7 في المئة، و 36 في المئة من الشبان.

وقال المتحدث: ” إن حكومة اليوم هي حكومة التغطية الاجتماعية بامتياز، ف8.5 من المغاربة اليوم ليسوا معنيين بهذه التغطية، ف 95 في المئة الموجودة اليوم في التغطية الصحية تذهب إلى المصحات الخصوصية في إطار هذا النظام الذي نعيشه وكلنا لاحظنا كثرة بناء المستشفيات الخاصة مؤخرا.”

وختم الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية كلمته، بتساؤله “هل هذه هي الدولة الاجتماعية التي تتحدث عنها الحكومة، وهل هذا ما نسعى لتحقيقه فعلا، للأسف يجب أن نعي أن ما يقدم إلينا الآن هو سلعة مغشوشة فالواقع يثبت ما نقوله”، داعيا الجميع الة حمل شعار محاربة الفساد من أجل إصلاح الأوضاع ومصالحة المغاربة مع العمل السياسي.

وعرف المؤتمر الإقليمي تنظيم حفل وفاء واعتراف لتكريم رفاق ساهموا وضحوا في بناء التنظيم الحزبي بسيدي البرنوصي. فقد تم تكريم كل من الراحل بوطيب الحانون، والمصطفى فراغ، والعربي بلعكاف، وبدوي مصطفى، تقديراً لجهودهم وتفانيهم في خدمة الحزب والمجتمع.

ويأتي هذا المؤتمر في إطار تعزيز التواصل بين أعضاء الحزب وتقييم حصيلة العمل، بالإضافة إلى تكريم الأعضاء الذين ساهموا في بناء التنظيم الحزبي. يعكس هذا الحدث التزام حزب التقدم والاشتراكية بتعزيز العمل الجماعي والتعاون من أجل تحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية في المنطقة.

هاجر العزوزي

تصوير: طه شامي

Top