هزيمة أخرى مقلقة للفريق الوطني المغربي لكرة القدم، فبعد الخسارة الأولى أمام غامبيا بهدف دون رد، جاءت الثانية وكانت أكثر مرارة وبحصة أكبر، ثلاثة إصابات لاثنتين ضد منتخب زامبيا، مما يؤكد أن الأمور ليست على ما يرام داخل منتخب يستعد للمشاركة بنهائيات كأس الأمم الأفريقية، وهو ضمن المنتخبات المرشحة للمنافسة على اللقب.
أربعة أهداف في مقابلتين، مقابل هدفين فقط لـ “أسود الأطلس”، وقعهما النجم حكيم زياش اللاعب الوحيد الذي يستحق الإشادة، بينما غابت الفاعلية عن باقي العناصر، حيث كان التواضع سيد الموقف.
تواضع مرة أخرى على مستوى خط الدفاع الذي يقوده العميد المهدي بنعطية، وظهر على أغلب لاعبيه بطء في الحركة وتثاقل ملحوظ وغياب القدرة على المقاومة ومسايرة حركية العناصر الشابة للمنتخب الزامبي.
أما خط الوسط الذي كان شعلة خلال الثلاث سنوات الأخيرة، فقد فقد فعاليته إلى غير رجعة، بعد استمرار الاعتماد على عناصر لم تعد قادرة على العطاء، بسبب تقدمها في السن، والرحيل الجماعي نحو دوريات الخليج العربي، حيث الرخاء المالي والارتخاء الرياضي.
أما الخط الأمامي، فولا الحضور الرائع لزياش، لكانت السلبية هي السمة الطاغية، بعد أن تاهت كل العناصر وسط رقعة الملعب دون أدنى فعالية تذكر.
ومن أهم الملاحظات التي وقف عليها الجميع، الصعوبة التي وجدها اللاعبون فيما يخص التأقلم مع أجواء الطقس بمدينة مراكش، وهذا مؤشر سلبي لما يمكن أن يكون عليه الأمر بالقاهرة التي ستحتضن مباريات الأسود، وهنا تطرح مسألة التأقلم بصفة ملحة، أمام الإصرار على قيام المعسكر بمركز المعمورة الذي يقل حرارة عن واقع الحال بالعاصمة المصرية.
فالمصلحة كانت تقتضي الإقامة بمراكش عوض الاكتفاء فقط بإجراء المقابلتين الوديتين فقط، وهذا اختيار خاطئ قد تؤدي العناصر ثمنه غاليا، مع العلم أن أغلب اللاعبين قادمون من الأجواء الأوروبية الباردة، بينما تم إقصاء كلي لاعبي البطولة الوطنية، رغم تألق لاعبي كل الأندية التي خاضت المنافسات القارية، وتألقت إلى أبعد الحدود.
نتمنى أن تتجاوز العناصر الوطنية الفترة العصيبة التي تمر منها على بعد أيام من انطلاق الموعد الإفريقي، وهذا محك حقيقي للطاقم التقني بقيادة المدرب الفرنسي هيرفي رونار الذي بدا عليه ارتباكا غير مسبوق …
محمد الروحلي