ابداع: ذكريات..

عبثا، تتوالى الأيام..
تنساب، لا تترك أثرا..
لا أحد يمحوك من روحي..
يا آخر حلم الحب الدفين.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ أرى سرعة سنين حياتي..
تتراكم من خلفي..
كشجرة ترى من حولها..
سقوط أوراقها الذابلة.
ـ ـ ـ ـ
ابيضت جبهتي بثقل الزمان..
دمي البارد يسيل ببطء..
كحركات موج متتالية..
بالغدران بفعل الرياح الباردة.
ـ ـ ـ ـ
لكن صورتك الشابة المتلألئة..
بالحسرة عليك،  تحيى..
في صدري لا تشيخ..
كالروح لا عمر له.
ـ ـ ـ ـ
أبدا لم تفارقي عيناي..
وإذا ما كفت عيني الوحيدة..
عن رؤيتك على البسيطة..
برهة أراك في السماوات.
ـ ـ ـ ـ
هناك، تظهرين أبدا لي..
وأنت في آخر هذا اليوم..
تتجهين نحو  مقامك العلوي..
تطيرين إذ ذاك مع السحر.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
جمالك الفتان الشجي..
في السماوات يتبعك..
وعينيك التي انطفأت فيها الحياة..
تحيطك أبدا بالخلود.
ـ ـ ـ ـ
من النسيم يهب نفس عاشق..
يلاعب خصلات شعرك الطويل..
فوق نهديك متموج الأمواج..
ينهدل بضفائره السوداء..
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ظل الشراع المجهول هذا..
يلطف مرة أخرى صورتك..
كالفجر الذي يريد الخلاص..
من آخر أشرعة الصباح.
ـ ـ ـ ـ
من الشمس لهب سماوي..
يأتي مع الأيام ويروح..
لكن حبي لا ليل له..
يضيء باستمرار روحي.
ـ ـ ـ ـ
أنت التي أسمعها، وأراها..
في الصحاري، في  الغمام..
والأمواج تعكس صورتك..
والنسيم يحمل لي صداك.
ـ ـ ـ ـ
وبينما تنام الأرض..
يهب الريح متنهدة..
معتقدا أني أسمع همسك..
يردد كلمات قدسية على مسمعي.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
إذا ما تأملت هذه النيران المتناثرة..
تنشر فيها الليالي الشراع..
أحسب أني أراك في كل نجمة..
كثيرا ما تروق لناظري.
ـ ـ ـ ـ
وإذا ما هب طيف النسيم..
يسكر بعطره الأزهار..
في عذوبة  أريجه الوسيم..
أستنشق نفسك الغامر.
ـ ـ ـ ـ
فيداك تمسحان دموعي..
عندما أسير وحيدا حزينا..
مرددا في السر صلواتي..
قرب هياكل المؤاساة.
ـ ـ ـ ـ
وعندما أنام تصهرين في الظل..
وتضعين أجنحتك فوقي..
كل أحلامي آتية منك..
في لطيفها كنظرة الظلال.
ـ ـ ـ ـ
وإذا بيدك خلال سباتي..
تفك الحبكة من أيامي..
يا نصف إلهي روحي ..
سأستيقظ في حضنك.
ـ ـ ـ ـ
كشعاعين من الفجر..
كتنهيدتين متحدتين..
روحنا لا تشكل إلا واحدة..
وأنا أتنهد باستمرار.

*

*

Top