البراوي يشكو تظلم “أغلال” والأخيرة تتملص من المسؤولية

عقد المخرج السينمائي والتلفزيوني نوفل البراوي ندوة صحفية لتسليط الضوء عن تفاصيل وحيثيات المشكل القائم بينه وبين شركة الإنتاج”أغلال” عقب التخلي عنه كمخرج لمسلسل تلفزيوني “درب الحمام” (عز المدينة)، وذلك يوم الجمعة 9 مارس بالدار البيضاء.
وكان ضمن الحضور بعض الفعاليات الفنية، والحقوقيين وممثلين عن بعض المنابر الإعلامية.
وتحت عنوان “الفنان المغربي يشتغل دون ضمانات ودون حقوق”، أوضح المخرج الكثير من أوجه الشطط التي تميز تعامل بعض شركات الإنتاج مع الفنانين، مبديا تفهمه لكون البعض منهم يقبل الاشتغال في هذه الظروف السيئة مضطرا من أجل لقمة العيش.
وقبل أن يفتح قلبه للحضور بخصوص طبيعة المشكل الحاصل بينه وبين شركة “أغلال” لتنفيذ الإنتاج، والذي يدخل في سياق ما سلف، أكد أن هذه الأخيرة أزاحته عن عمل كان وراء ولادته كمشروع منذ البداية وكان وراء الدفاع عنه أمام اللجن المختصة حتى تم تبنيه ورصد ميزانيته واستغرق منه مدة غير قليلة من التحضير، واستدعاء الممثلين، وتهيئ خيوط الرؤية الإخراجية، والبحث عن بعض أماكن التصوير، يفاجأ بالشركة تخبره بواسطة بريد إلكتروني كونها استغنت عنه واستبدلته بمخرج آخر لا تربطه بهذا العمل أية علاقة، بعد أن حصلت على الدعم لهذا المشروع بناء على مبادرة ودفاع ورؤية المخرج المستغنى عنه.
المخرج الذي انتهى من التصوير بأكادير سيقوم بقراءة، تحليل، تصوير ومونتاج المسلسل في زمن لا يتعدى الشهرين، “الشيء الذي رفضته شخصيا، لأنني أحب وأحترم مهنتي ولهذا تستغرق مدة التحضير في كل الأعمال التي قمت بها ضعف المدة التي يستغرقها التصوير” يقول المخرج.
وقد بدأت الخلافات قبل ذلك يضيف المخرج البراوي عندما سلمته شركة “أغلال” عقدا تطالبه بالتوقيع والمصادقة عليه، من جهة واحدة، مع احتفاظ الشركة بالحرية الكاملة في توقيعه أو العكس.
وأقل ما توصف به البنود التي تضمنها هذا العقد أنها جد مجحفة، تنص على أن للشركة كامل الامتيازات وتسحب منه كل الحقوق، وتنتزع منه الكثير من الصلاحيات وتجرده من أبسط الوسائل الضامنة لإنجاز عمل فني يحترم الشروط والضوابط، الجاري بها العمل، بعد أن سبق لأحد مسؤولي الشركة أن التزم وتعهد للسيناريست والمخرج في وقت سابق بتوفير كافة الشروط وعدم التدخل في العمل.
وقد بادرت شركة “أغلال” في وقت سابق إلى إصدار بلاغ رد تدافع فيه عن قرارها وترد على المخرج، ويبدو من القراءة الأولى أن هذا الرد تضمن مبررات من قبيل الانتقاص من قيمة المخرج الفنية والمهنية حين يسرد البلاغ عبارة من قبيل أن قرار الاستغناء “اتخذ بعد استنفاذ كل السبل للحصول على ضمانات على قدرة هذا المخرج على تقديم منتوج، أخذا بعين الاعتبار مستوى تجاربه الماضية وخلو سيرته من أي مسلسل”، ويضيف البلاغ أن سبب الاستغناء، أيضا يكمن في “أن شركة أغلال اتخذت قرارا نهائيا بعدم المجازفة والمغامرة بإسناد الإخراج لنوفل البراوي حرصا على الوفاء بالتزاماتها إزاء الشركة الوطنية للإذاعة وتخوفا على سمعتها من التردد و العبث والارتجال أو التجريب.”
وتضمن بلاغ الشركة أيضا بعض الاتهامات من قبيل “أن ما أدلى به المخرج يدخل في خانةالإساءة للشركة و التضليل الواضح للرأي العام وللوسط الفني”، مختتما بعبارات مسيئة للمخرج نوفل البراوي ومتضمنة لتهديدات مبطنة كقوله “على الأستاذ نوفل البراوي أن يعود إلى قسمه وإنصاف طلبته وأن يفعل ما يتحدث عنه من شعار”حماية المال العام”، من خلال التركيز مع غيره، على وظيفته ودروس المبادرة الوطنية للتنمية والأنشطة الموازية الأخرى بدل اختلاق مشكل عبثي يعرف تمام المعرفة أنه لن يجني من ورائه إلا الفرقعة الإعلامية والضجيج المجاني على حساب صورته ومستقبله مع شركات الإنتاج الأخرى”.
كانت هذه بعض المقتطفات التي استقيناها من نص البلاغ الذي عممته شركة “أغلال” للدفاع عن مشروعية قرارها.
هذا، وتعتبر هذه الندوة التي عقدها المخرج فوق اعتبارها طرحا لمشكلته، فرصة لتسليط الضوء على حقوق الفنان المغربي وتقليص دوره والمشاكل التي صار يعانيها مع بعض شركات الإنتاج، حيثيبرز انعدام الجدية والمسؤولية ويسود الاستهتار بحقوق المهنين والفنانين ونتيجة كل ذلك هزالة الكثير من الانتاجات التي تقدمها التلفزة والتي لا تحترم ذكاء الجمهور ولا ترقى لمستوى الميزانيات التي رصدت لها .

> سعيد الحبشي

Related posts

Top