أكد عزيز الرباح وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة على ضرورة تطوير التعاون الذي يجمع المغرب بإسبانيا في مجالات عدة تشمل الطاقة، والربط الكهربائي، والنقل، داعيا في هذا الصدد إلى استلهام العناصر الإيجابية للتعاون لما يمثله مشروع نقل الغاز بين الجزائر وإسبانيا مرورا بالمغرب كنموذج مثالي يتجاوز الخلافات السياسية ليشمل تطوير العلاقات العلمية بين الجامعات ومراكز البحث التي تشتغل على موضوع الطاقات المتجددة.
تأكيدات الوزير الرباح، تضمنتها كلمة ألقاها خلال افتتاحه، صباح أول أمس الأربعاء، أشغال المؤتمر الدولي السادس للطاقة المتجددة والمستدامة، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، وإشراف من وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الطاقة والمعادن والتنمية المستديمة، والذي ينظمه على مدى يومين بمدينة سلا، الفضاء المتوسطي للتكنولوجيا والابتكار، بشراكة مع الوكالة المغربية للطاقة المستدامة (مازن)، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي (جيز)، وجامعة محمد الخامس بالرباط- المدرسة الوطنية للمعلوميات وتحليل النظم، وجامعة عبد المالك السعدي-كلية العلوم بتطوان، وشراكة أيضا مع العديد من المنظمات الوطنية والدولية .
وأضاف الوزير، قائلا”إن العلاقات الجيدة التي تجمعنا بإسبانيا التي كانت لنا معها في السابق توترات سياسية بسبب موقفها المتردد من قضية الصحراء، وبعد أن غيرت موقفها بشكل إيجابي حيال الموضوع، وأقرت انطلاقا من تجربتها أن الدول ينبغي أن تبقى موحدة في ظل التنوع ، بات ينبغي العمل على تطوير العلاقات التي تجمع البلدين على أكثر من مجال، خاصة في مجال الطاقة لتطوير علاقات مثالية في مجال البحث العلمي بين الجامعات ومراكز البحث”
وأعرب عن الأمل في أن يضم إطار هذا التعاون الجزائر، بحيث يتم النظر للنموذج المثالي الذي يمثله خط أنبوب نقل الغاز بين كل من إسبانيا والجزائر والذي يمر عبر الأراضي المغربية، معبرا عن تفاؤله في أن تكون لهذا التعاون آفاق واعدة بحيث قد تمتد للتأثير على القرار السياسي.
وخلال هذا المؤتمر الذي حضره باحثون ومؤسسات جامعية وممثلي شركات شركات وطنية وأخرى متعددة الجنسيات، ويشارك فيه خبراء ينتمون لثلاثين دولة منها، جنوب إفريقيا، والجزائر ، وألمانيا ، والمملكة العربية السعودية، وبلجيكا ، وبوركينا فاسو، وكندا، والصين، والإمارات العربية المتحدة، وإسبانيا، وإستونيا، والولايات المتحدة، وفرنسا، والهند، وإيطاليا، واليابان، والنمسا، والبرتغال، والمغرب، والمكسيك، والنرويج، وقطر، وجمهورية التشيك، والمملكة المتحدة، والسنغال، وسويسرا، والسويد، وتونس، وتركيا، دعا المسؤول الحكومي إلى ضرورة تركيز البحث العلمي في الدول النامية والصاعدة على إرساء صناعة طاقية والإسهام إلى جانب البلدان المتقدمة على هذا المستوى “إذ من غير المستساغ أن تبقى البلدان النامية خارج هذه الدائرة ، بل عليها أن تكون على الأقل مكملة لما يجري من بحوث علمية في بلدان العالم المتقدم “.
واقترح وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة في هذا الصدد إلى تخصيص جزء من مبلغ 10 مليار دولار التي خصصها المغرب لإنتاج الطاقة من المصادر المتجددة، لفائدة البحث العلمي في المجال والتي تستهدف أساسا إقامة صناعة طاقية.
< فنن العفاني