اللجنة المركزية تصادق بالأغلبية على تقرير المكتب السياسي

نبيل بنعبد الله يؤكد على أن حزب الكتاب يقدم بديلا تقدميا وبرنامجا طموحا وواقعيا ويدعو المواطنات والمواطنين إلى التصويت عليه بكثافة

المعركة الحقيقية للتغيير بالنسبة لقوى الديمقراطية واليسار والتقدمية هي محطة الانتخابات

ضرورة الحرص على النزاهة ومواجهة سطوة المال في الانتخابات والدفاع عن الديمقراطية والشفافية

ما شهدناه في انتخابات الغرف المهنية يطرح أسئلة حول المسار الانتخابي وحول طبيعة المرشحين ومن يمكن أن يملأ المؤسسات المنتخبة في الفترة المقبلة

الشباب ومختلف مكونات المجتمع مدعوون للإقبال الكثيف على التلقيح الذي يظل الحل الأمثل لمواجهة كوفيد -19

إشادة عالية بالمبادرة المَلكية المِقدامة المتمثلة في مشروع تصنيع اللقاحات

النظام الجزائري يتجاهل اليد الممدودة من قبل المغرب وإقحام بلادنا  في جدل “بيغاسوس” استهداف لها ..

 ضرورة إحاث انفراج نهائي في ملف حراك الريف في الأمد القريب وطي بعض الملفات الإعلامية المقلقة خاصة مع الوضع الصحي الحالي

 صادقت اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية التي التأمت في دورتها السابعة، أول أمس الأربعاء، بالأغلبية على تقرير المكتب السياسي الذي قدمه الأمين العام للحزب محمد نبيل بنعبد الله، مع صوت واحد معارض، وصوت واحد متحفظ.

اللجنة المركزية التي التأمت، عن بعد بشكل كلي، همت الحسم في الترشيحات برسم الانتخابات التشريعية، كما قدم خلالها الأمين العام محمد نبيل بنعبد الله تقرير المكتب السياسي الذي تطرق فيه لعدد من القضايا ذات الشأن الوطني، والقضايا ذات الشأن الداخلي للحزب.

في هذا السياق، قال محمد نبيل بنعبد الله إن حزب التقدم والاشتراكية حقق نتائج مهمة خلال الاستحقاقات الأخيرة المتعلقة بالغرف المهنية التي جرت في السادس من غشت الجاري، رغم ما شاب هذه العملية من خروقات.

وأضاف بنعبد الله أن الاستحقاقات الأخيرة تؤكد أن المال طغى، وأن استعماله لم يعد لشراء الضمائر  فقط في بل لشراء حتى المرشحين، فضلا عن عودة مشكل الترحال الذي قال إنه ضرب بأطنابه بشكل كبير خلال الاستحقاقات الأخيرة.

وبعدما نبه للخروقات التي تمت في هذا الصدد، أشار الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية للتقدم  الإيجابي الحاصل  في الترسانة القانونية المؤطرة للانتخابات، مجددا التأكيد على ضرورة مواكبة هذه الترسانة بالحرص على النزاهة ومواجهة سطوة المال في الانتخابات والدفاع عن الديمقراطية والشفافية في هذه العملية.

وتابع بنعبد الله “سلاحنا الوحيد هو الناخبات والناخبين كي نعاكس هذه الانحرافات الخطيرة على سلامة ومتانة المؤسسات التمثيلية وهي انحرافات خطيرة حتى على الاستقرار، وهي تشكل تناقض حقيقي مع  أهداف النموذج التنموي” منبهً إلى أن هذه “الانحرافات ”  ستجعل الانتخابات تنتج  ليس فقط ما يكرس هذا الواقع بل أكثر من ذلك  وسيكون وقعها أخطر.

في هذا الصدد، توجه زعيم حزب “الكتاب” إلى العازفات والعازفين عن التصويت والمشاركة في الانتخابات، حيث أكد أن الحل ليس هو العزوف، والحل ليس أن هو ترك الفاسدين، وتفشي المال الطاغي، حيث أكد أن الحل الوحيد هو المشاركة وتكثيف التصويت لمواجهة هذا الوضع الذي قال إنه لن يكرس الوضع فقط، وإنما سيؤدي بالبلاد إلى متاهات خطيرة.

حزب التقدم والاشتراكية يريد أن يعود ويعود بشكل أقوى إن توفرت الرغبة الإصلاحية الحقيقية

 إلى ذلك، وحول المرحلة المقبلة وما بعد استحقاقات 8 شتنبر المقبل، أكد بنعبد الله أن حزب التقدم والاشتراكية يريد أن يعود بشكل أقوى إن توفرت الرغبة الإصلاحية الحقيقية”، مضيفا أن حزب التقدم والاشتراكية  من الأحزاب القليلة التي ناضلت من مواقع مختلفة لتدافع عن الحق والحرية والديمقراطية وعن العدالة المجالية والاجتماعية، وأدى الثمن من أجل ذلك.

وأردف بنعبد الله بالقول “نحن لا ننكر أننا كنا مسؤولين خلال عشرين سنة، و أننا أعطينا في كل حكومة شاركنا فيها، و استطعنا في القطاعات التي سيرناها أن ننتج ونترك آثارا، كما أننا أخفقنا في أن نحقق كل ما نطمح إليه لأننا لم نكن تيارا أغلبيا، كنا نحاول التأثير في هذا اتجاه تحقيق ما نصبو إليه”.

بناء نموذج تنموي جديد يلزمه فضاء ديمقراطي

 في ذات السياق، أشار بنعبد الله إلى أن حزب التقدم والاشتراكية له اقتراحات مهمة وعديد للنهوض بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمواطنات والمواطنين، كما عبر عن ذلك عبر برنامجه الانتخابي أو فيما يتعلق بالمقترحات التي وجهها الحزب للجنة النموذج التنموي.

وأوضح بنعبد الله أن الحزب يرى أول مدخل للاستثمار يكمن في استثمار الإنسان بحد ذاته، وتحسين أوضاعه، مشيرا إلى أن الاستثمار في الإنسان يتطلب الاستثمار في الصحة والتعليم والتغطية الاجتماعية، وفي معالجة الفوارق الاجتماعية وتقوية الاقتصاد والاستثمار في البيئة (الاقتصاد الأخضر)، ثم الاستثمار في الاقتصاد، عبر النهوض بدور الدولة المحوري في الاقتصاد، وكذا الاستثمار في الاقتصاد الرقمي.

وشدد بنعبد الله أن كل هذا يلزمه مدخل أساسي ورئيسي وهو فضاء ديمقراطي، مشيرا إلى أن حزب التقدم والاشتراكية بتفرد بهذا الخطاب، وطالما دافع ويدافع عن فضاء ديمقراطي قوي  وبأحزاب قوية وحكومة قوية ومؤسسات قوية، معتبرا أنه بدون هذه المقومات سيصعب القيام بأي إصلاح وتنزيل أي رؤية تنموية.

انفراج ملف حراك الريف في الأمد القريب، وطي بعض الملفات الإعلامية المقلقة خاصة مع الوضع الصحي الحالي ..

وبعدما، شدد بنعبد الله على أن البرنامج الانتخابي لحزب التقدم والاشتراكية تمت صياغته بكفاءات “ذاتية” وعلى ضرورة المدخل الديمقراطي والحقوقي لتنزيل أي ورش إصلاحي، جدد بنعبد الله التأكيد على أن المغرب في حاجة إلى انفراج سياسي” يعيد الثقة ويصالح المواطنات والمواطنين مع المؤسسات ومع الفعل السياسي.

وعبر بنعبد الله عن أمله في حل الملفات المتعلقة بحراك الريف وجرادة، مذكرا في هذا الصدد بالعفو الملكي السامي الذي شمل عدد من معتقلي حراك الريف وجرادة، متمنيا أن يشمل هذا الانفراج بقية الملف وأن يكون ذلك في الأمد القريب، وأن يشمل هذا الانفراج، أيضا، بعض الملفات الإعلامية المقلقة.

آثار الوباء تتعدى ما هو صحي إلى ما هو اجتماعي واقتصادي وسياسي

إلى ذلك، لفت بنعبد الله، في كلمته أمام أعضاء اللجنة المركزية، إلى المجهودات المبذولة لمواجهة الوباء والمبادرة الملكية في هذا الاتجاه، حيث أشاد بهذه المجهودات وخاصة “قدرة المغرب على إنتاج اللقاح مما سيعزز صناعة الأدوية واللقاحات بالنسبة لبلادنا.. ” يقول المتحدث، مستعرضا آثار الوباء التي تتعدى الجانب الصحي إلى ما هو اجتماعي واقتصادي.

وأضاف بنعبد الله أن هذا “الوباء ليس له فقط آثار صحية، بل أيضا آثار اقتصادية على آلاف المقاولات المغربية وعلى مئات الآلاف من مناصب الشغل، و على أسر تئن تحت المعاناة، وهذا يؤثر على مستقبل بلادنا..”، مشيرا إلى أن للوباء آثار اجتماعية كبيرة وهناك الكثير ممن من يواجه أوضاع مالية واجتماعية صعبة، داعيا إلى تجديد التضامن وأن يبقى المغاربة متلاحمين  والتفكير في صيغ للحد من هذه الأوضاع.

إلى جانب الآثار الاجتماعية، دعا الأمين العام للتقدم والاشتراكية إلى ضرورة الالتزام بالإجراءات المتخذة، والتعامل مع هذه الإجراءات، فضلا عن دعوته إلى الإقبال على التلقيح بكثافة، باعتبار اللقاح يظل الحل الأمثل في مواجهة وباء كورونا.

النظام الجزائري يتجاهل اليد الممدودة من قبل المغرب

 إضافة للأوضاع الصحية، عرج بنعبد الله، في معرض كلمته، على الوضع الإقليمي للمغرب والذي تطرق فيه للعلاقات المغربية – الجزائرية،  حيث قال إنه بالرغم من الخطوة المقدامة التي أقدم عليها جلالة الملك لتجاوز هذه المرحلة من الشدة والتشدد والتعصب التي تطبع العلاقات منذ عقود، فإن النظام الجزائري يتجاهل، مجددا، أو يبحث عن أسباب واهية لمعاكسة هذه الإرادة.

 إقحام المغرب في جدل “بيغاسوس” استهداف له ..

 وعن قضية “بيغاسوس التي أثيرت مؤخرا، انتقد بنعبد الله “إقحام ” المغرب في هذا الجدل، معتبرا الأمر استهدافا له و دليلا على أن المغرب يزعج بسبب نجاحه بـ”تعدد شركائه وبتنويع مصادر  تعاونه كما كان عليه الأمر في اللقاح”، إضافة لـ “صمود المغرب في الدفاع عن قضيته الوطنية”، قائلا إنه في ظل هذه الأوضاع الإقليمية والدولية يسعى المغرب لتقوية وضعيته على كافة المؤسسات وبنموذجه التنموي كذلك.

توفيق أمزيان

Related posts

Top