المخرج السينمائي فيصل الحليمي: كل تجربة فيلم أخوضها أخرج منها بوعي ثقافي جديد

يشتغل المخرج المغربي فيصل الحليمي بحرفية راقية وهو يبني عوالم أفلامه السينمائية الجميلة التي قدمها بعشق كبير، وآمن بمجهوده الفني وهو يقوم بعملية إخراجها إلى الوجود السينمائي بشكل خاص وإلى الوجود الفني الثقافي بشكل عام.
وهذا المخرج السينمائي الشغوف بالفن السابع، هو أيضا ولوع بالعالم الفني ومهتم بمجال الموسيقى. كما أنه متابع للمجال الثقافي والفني وحريص على إخراج بعض البرامج الثقافية والفنية فيه.
هنا في هذا الحوار الثقافي معه، نجد بعضا من مساره السينمائي الجميل.

< كيف جاء ولوجك لعالم الفن بشك ل عام وعالم التشخيص الفني بشكل خاص؟
> فيصل الحليمي مخرج سينمائي مغربي من مواليد مدينة طنجة 09 غشت .1977حاصل على الإجازة في السمعي البصري من مدرسة Itg. منذ صغري وأنا أعشق السينما كسينما وليس الأفلام بصفة عامة، حيث أنني لم أكن قط أحب متابعة لا المسلسلات ولا الأفلام التلفزيونية بل أهرع دائما إلى قاعات السينما حيث كانت في جيلنا آنذاك هي المتنفس الجميل لكل الشبان والشابات.
دائما ما كنت في صغري ألعب مع الأطفال في سني ألعابا، كأننا كنا نقوم بتصوير فيلم من الأفلام التي شاهدناها ونقوم بمحاكاتها.
ظل ذلك الهوس ساكنا بداخلي مع أنني لم أتابع الدراسة الفنية. وككل أسرة مغربية كانت أسرتي لا تعتبر الفن كعمل أو مصدر رزق مضمون. لذلك عند حصولي على شهادة الباكالوريا في شعبة العلوم التجريبية توجهت لدراسة الاقتصاد السياسي في الجامعة.
لكن بعد ذلك وجدت نفسي لا زلت أتبع كل ما هو سينمائي والبحث في كل مجالاته التقنية دون قصد. فقررت نتيجة لذلك تصحيح مساري الدراسي ومن ثمة الحياتي أيضا، وتوجهت نحو الدراسة التي كنت شغوفا بها، حصلت على الإجازة في السمعي البصري.

< هل هناك شخصيات فنية تأثرت بها وأنت بعد صغير؟ من هي، وهل أحببت أن تكون مثلها؟
> منذ أن عشقت مشاهدة الأفلام السينمائية وأنا أحب كثيرا النوع التشويقي الهيتشكوكي حيث إنني انبهر وأنا صغير، شُغفت بهذا النوع الفيلمي، ولذلك وجدت نفسي تلقائيا أدرس وأبحث في كل أعمال ومسار المخرج العظيم ألفريد هيتشكوك.

< ما هي أفلام فيصل الحليمي السينمائية لحد الآن؟
> أحلامي السينمائية هي كالتالي:
– الفيلم القصير “المزهرية” عام. سنة 2014
– فيلم “قصة الناس” متوسطة الطول. سنة 2015
– الفيلم القصير “آخر صورة”. سنة 2017
– الفيلم القصير “حياة الأميرة”. سنة 2018.
– الفيلم القصير “آدم”. سنة 2019
– الفيلم الروائي الطويل ” 15 يوم”. سنة 2020

< كيف تنظر إلى الفن السابع؟
> أعتبر الفن السابع أو السينما عامة فن يعنى ويهتم في نفس الوقت بالقضايا الإنسانية المجتمعية، لكن بطريقة تخيلية أو تجريبية. فدون قصد يبدأ المخرج في البحث والدراسة في كل هذه المواضيع سواء كانت اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية. وكل ذلك وكل تلك السبل تصل به إلى طريق واحد وهو الوعي الثقافي.
فبالنسبة لكل مخرج سينمائي هو دارس وباحث في الثقافات والفلسفات الإنسانية. كل تجربة فيلم أخوضها أخرج منها بوعي ثقافي جديد لم أكن أحيط به قبلا. لذلك أعتبر السينما مدرسة نتعلم فيها ودون أن نحصل فيها على شهادة التخرج أبدا، لأنها مدرسة تستمر معها ونستمر معها طول الحياة.
قبل جائحة كورونا، التي أصابت العالم أجمع، وذلك بشهرين، كنتُ قد انتهيت من تصوير فيلمي الروائي السينمائي الطويل” 15 يوم”. وكانت فترة الحجر الصحي التام، فرصة لي لكي أقوم بتوضيب هذا الفيلم السينمائي بكل دقة في تفاصيله الدرامية والنسقية العامة.
لقد كتبتُ سيناريو فيلم” 15 يوم” الأولي منذ عامين مع الممثل محمد أهبياج، وبعد فترة عرضته على الكاتب والناقد السينمائي المغربي عبد الكريم واكريم لإضافة رؤية درامية جديدة له، وأخيرا قام السيناريست خالد الضيف بإعادة كتابة السيناريو حتى وصلنا سيناريو أعتقد أنه يجمع بين الفكرة الأساسية الأولية والسياق الدرامي ويبقي على التطور الهيتشكوكي الذي أفضله في أفلامي.

< تكلم لنا عن قصة هذا الفيلم السينمائي؟
> فيلم” 15 يوم” يحكي قصة “يوسف” الذي يعود من الخارج بعد أن أنهى دراسته في الطب هناك، ليستقر في بلده المغرب لتبدأ أحداث غريبة محورها خطيبته سارة التي تُحَضر دكتوراه حول حالات نفسية بعلاقتها مع أوضاع اجتماعية من جهة والممرضة الشابة مريم من جهة أخرى. ويتم ذلك في صراع مُضمَر أحيانا وعلني أحيانا أخرى، فيما يقع للشخصية الرئيسية أي شخصية “يوسف” ما يمكن أن نطلق عليه اسم “حادث” يُدخله في حالة نفسية تُذكِّره بأشياء من الماضي كان يظن أنه نسيها وتجاوزها…
يلعب دور البطولة كل من الممثل العالمي عمر بردوني الذي أضاف لشخصية “يوسف” بعدا نفسيا كبيرا وذلك لكونه ممثلا محترفا سعدت كثيرا بتواجده معي في هذا الفيلم وكذلك الممثلة الشابة ندى هداوي التي لعبت دور الممرضة مريم ووئام أبركان الممثلة الصاعدة في دور سارة وكذلك الممثل القدير مصطفي حوشين.
ولقد اختار المنتج ياسين الحليمي تصوير مشاهد الفيلم كاملة بمدينة طنجة لما تتمتع به المدينة من مناطر طبيعية رائعة وكل ما يحتاجه سيناريو الفيلم كما لا يسعني إلا أن أتقدم له ولشركة الإنتاج linam solution) ) لإخراج هذا العمل إلى الوجود دون دعم من طرف أي جهة. وكذلك أشكر كل الطاقم التقني وكل الممثلين الذين اشتغلوا معي في هذا الفيلم بكل احترافية وجهد كبير.

> حاوره: نور الدين محقق

Related posts

Top